كلمة <<الاتحاد>>
ألم تدركوا نوايا شارون بعد!

التقى وزير المخابرات المصرية عمر سليمان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة أحمد قريع وغيرهما من القادة الفلسطينيين كما التقى وزيري الخارجية والأمن، شالوم وموفاز وغيرهما من المسؤولين في حكومة اليمين الشارونية. والسؤال ماذا تمخض عن هذين اللقاءين؟ حول النتائج مع الطرف الفلسطيني صرح عمر سليمان انه خرج من مقر الرئاسة الفلسطينية يحمل بشائر التفاؤل، اذا وافقت القيادة الفلسطينية مبدئيًا على الخطة المصرية بتوحيد قوات الامن الفلسطينية تحت قيادة واحدة! ولكن ماذا كانت النتائج مع الطرف الاسرائيلي؟
في رأينا، وبوقاحة مستعمر غاشم سافرة، وجه شارون وماشيته من قادة الاحتلال صفعتين الى الجهود المصرية تكشفان المدلول الحقيقي لنوايا الاحتلال الاسرائيلي من وراء "خطة فك الارتباط" مع قطاع غزة. الصفعة الاولى كانت الرد الشاروني على طلب عمر سليمان بكبح جماح العدوان الاحتلالي في قطاع غزة. فقد كانت اجابة شارون ان الجيش الاسرائيلي سيواصل  مطاردة "الارهابيين الفلسطينيين"، وانه لن تكون أية "هدنة" بعد مع الفلسطينيين!! وهذا يعني ان حكومة الكوارث الشارونية ستواصل ارتكاب الجرائم في القطاع وممارسة الارهاب المنظم لفرض املاءات خطة الانفصال من طرف واحد كما يخطط لها شارون وفق برنامجه للانتقاص من السيادة الاقليمية والسياسية الفلسطينية.
والصفعة الثانية وجهها شارون ايضًا برده على عمر سليمان الذي طلب تخفيف القيود المفروضة على تحركات الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات. فبصفاقة كولونيالية أجاب شارون "أن عرفات سيبقى في المقاطعة – مقر الرئاسة، محبوسًا لمدة خمسة وأربعين عاما، وانه "ليس في نيتي السماح لمصر اتخاذ موقف الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين. الاتصالات مع المصريين تكون فقط في الموضوع الامني"!
ان المدلول السياسي لهذا الموقف الشاروني يعكس أمرين طالما أكدنا مدلولهما، الاول،ان شارون ينطلق ليؤكد ان الصراع مع الفلسطينيين ليس سياسيًا بين محتل وضحاياه، بل هو صراع أمني، ولهذا يجرم بحق رئيس انتخبه شعبه ليواصل المسيرة حتى التحرر والاستقلال، ويرفض أية وساطة سياسية مصرية لأنه يرفض أية تسوية سياسية، حتى وفق خارطة الطريق، قد تقود الى عرقلة برنامج شارون بضم اكثر من نصف المناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع الى اسرائيل. ألم تدركوا بعد نوايا ومخطط شارون الاحتلالي الاستيطاني؟ شارون يعمل وفق خطة فك الارتباط لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ولتخليد الاحتلال الاستيطاني في الضفة الغربية. فهل تضغط مصر وباقي الانظمة العربية وتعمل على تجنيد مكابس ضغط دولية لافشال مخطط شارون؟ هذا هو السؤال المطروح.

("الاتحــــــــــــــاد")


الجمعة 25/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع