كلمة <<الاتحاد>>
حتى كلينتون يفضح أكاذيبهم

بدأت الصحف الاسرائيلية ومختلف وسائل الاعلام بنشر وإذاعة العديد من المقاطع الواردة في كتاب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون "حياتي"، الذي نزل الى الأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأول.
ما يهمنا مما نشر حتى الآن هي تلك المعطيات والحقائق التي كتfها كلينتون والمتعلقة بمواقف حكومات اسرائيل الحقيقية على ساحة مفاوضات العملية السياسية الاسرائيلية – الفلسطينية – السورية أيام مشاركته الفعالة في مرافقتها. وثلاثة أمور أساسية يكشفها كلينتون وتفضح في معطياتها ومدلولاتها معاداة حكومات اسرائيل للتسوية العادلة ومسؤوليتها عن فشل مفاوضات "كامب ديفيد" وغيرها ومدى الاكاذيب التي روّجوها بشكل تضليلي لتحميل القيادة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية الفشل، الكذبة التي يروّجون لها حتى يومنا هذا لتبرير مواصلة جرائمهم وتنكرهم للحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني.
الأمر الاول الذي يؤكده كلينتون ان رئيس الحكومة السابق، يتسحاق رابين، الذي اغتالته أيدي الاستيطان والفاشية، قد توصل في نهاية المطاف الى موقف انه لا مفر من الانسحاب الى حدود السبعة والستين، فهذا ما تستدعيه مصلحة اسرائيل ومستقبل تطورها. يكتب كلينتون انه في حديث له في "البيت الأبيض" مع يتسحاق رابين بعد توقيع القسم الثاني من اتفاقية اوسلو بين حكومة اسرائيل و"م.ت.ف" عام 1994، "قال لي رابين: توصلت الى استنتاج، انه اذا واصلت اسرائيل التمسك بكل المنطقة الواقعة من نهر الاردن الى البحر، سيكون امامها خياران (امكانيتان): اما  ان تضطر لمنح كل سكان المنطقة (الفلسطينيين – "الاتحاد") حق التصويت، وعندها لن تكون بعد دولة اليهود، او انها لا تمنح هذا الحق، وعندها لن تكون بعد دولة دمقراطية وتتحول الى نظام ابرتهايدي". وعندما توصل رابين الى هذا الموقف صفّاه أعداء السلام من قوى التطرف اليميني والفاشية والاستيطان برصاصات أطلقها مجرم من حظيرتهم.
والأمر الثاني: ان رئيس الحكومة السابق، ايهود براك، تراجع في محادثات "كامب ديفيد" عن مقترحات كثيرة كان قد وافق عليها بالنسبة للانسحاب من المناطق المحتلة ومن القدس الشرقية المحتلة، وتم نقلها الى الرئيس ياسر عرفات، وهذا كان أحد العوامل لفشل هذه المحادثات. وهذا ما أكده جلعاد مالكا بان الرئيس عرفات كان مستعدا للتسوية على أساس دولتين للشعبين، وليس كما يكذب براك وغيره، واستغلال هذه الكذبة لمواصلة العدوان الدموي في المناطق الفلسطينية، حتى يومنا هذا.
والامر الثالث: ان الرئيس السوري حافظ الاسد كان مستعدًا لتسوية سياسية مع حكومة اسرائيل على أساس انسحاب اسرائيل الى حدود الـ 67، وان رابين كاد يوافق على ذلك، شمعون بيرس تردد وايهود براك أفشل ذلك في محادثات شبرد تاون عام 2004، وليس الرئيس السوري.
ان هذه الحقائق تكشف الهوية الحقيقية للسياسة الرسمية الاسرائيلية المعادية للتسوية السياسية.

("الاتحــــــــــــــــاد")


الخميس 24/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع