مرسيل خليفة يجري جولة فنية <حول العالم> بدأها في الجزائر:
عاد بعد غياب 12 عاما، ليغني <لوطن يضع ركبتيه في المتوسط>!

*لقد أضاء مرسيل شمعة صغيرة وسط ظلمة دامسة. وقال "لا" بصوت عال ضد هذا المد الطافح بالقذارة والبؤس*

* الجزائر - بعد غياب 12 سنة عنها، عاد الفنان اللبناني مرسيل خليفة الى الجزائر وكان في استقباله عند وصوله الى مطار "هواري بومدين" حشد كبير من المواطنين والمسؤولين والإعلاميين. وأكد خليفة من خلال مؤتمر صحافي تواصله الدائم مع الجزائر منذ زيارته الأولى سنة 1977. وعلى رغم المطر الذي انهمر بغزارة على المدينة احتشد الألوف في محيط قاعة "ابن خلدون" وسط العاصمة. وبسبب الجموع الغفيرة التي توافدت أحيا خليفة أمسيتين في ليلة واحدة.
 وحيا خليفة جمهوره داخل القاعة وخارجها وصفق له طويلاً. وأنشد لتلك المدينة التي تتدرّج بين الجبل والبحر على شكل سلالم بيض. وأتى الجمهور من أماكن بعيدة: من قسنطينة ووهران وسكيكدة وعنابة وبجاية, إضافة طبعاً الى أهل الجزائر.
وفي كل مرة يأتي خليفة الى الجزائر تتخذ زيارته طابعاً مميزاً. فموسيقى خليفة وأغانيه تسكن الذاكرة الجماعيّة هناك. وها هو يعود بعد غياب طال, هو الذي أقام لفترة في المدينة خلال الحرب اللبنانية, لينشد لـ"عاصمة تضع ركبتيها في الماء بينما يذهب شعرها الأسود الى عمق أفريقيا... حيث البركان الذي يكسر برودة البحر ليجمع بين الجسد والحريق". بدت الجزائر في أمسيات خليفة شرقاً آخر. تاريخ وخشبة خلاص. لقد أضاء الفنان شمعة صغيرة وسط ظلمة دامسة. وقال "لا" بصوت عال ضد هذا المد الطافح بالقذارة والبؤس.
الصحافة الجزائرية، وبكامل اصداراتها في اللغة العربية والفرنسية والأمازيغية، احتفلت بمرسيل خليفة على طريقتها وعلى الصفحات الأولى وبعناوين لافتة: "حفلة استثنائية لمرسيل خليفة في الجزائر تتحول مهرجاناً", "الجمهور انتظر لساعات في محيط مسرح ابن خلدون", "مرسيل خليفة يعود الى جزائر حبّه الأول, ويغنّي لوطن يضع ركبتيه في المتوسط", "الفنان المتمرد... مسافر أبدي في ثنايا النغم والقصيدة".
وغادر خليفة الى اسطنبول ومنها الى مدينة ديار بكر, حيث شارك وفرقته في المهرجان الفني الكبير التي تقيمه بلدية المدينة. واحتشد في الساحة الكبيرة للمدينة أكثر من مئة ألف متفرج. وهذه هي المرة الثانية التي يجول بها خليفة في تركيا حيث قدم في السنة الماضية 8 أمسيات في مدن مختلفة.
وشارك خليفة في أمسيتين في مهرجان طنجة في المغرب أمس الإثنين وأمس الثلاثاء، لينتقل بعدها الى مدينة نيوجرسي ليقدم أمسية موسيقية ومن ثم ليضع اللمسات الأخيرة على عمله الجديد "تقاسيم". يعود بعدها من جديد الى المغرب ليشارك في مهرجان أغادير في 10 تموز (يوليو).
ومن المقرر أن يكون خليفة ضيفاً في معرض فرانكفورت حيث يحيي أمسية فنية في مطلع شهر تشرين الأول (اكتوبر) المقبل ومن ثم جولة فنية كبيرة الى الولايات المتحدة الأميركية تشمل 16 مدينة. ثم يعود الى بيروت في كانون الأول (ديسمبر) لإحياء أربع أمسيات في برنامج جديد مع كامل مجموعة "الميادين" في قصر اليونيسكو.


الثلاثاء 22/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع