كلمة <<الاتحاد>>
عطلة صيفية مصحوبة بالتساؤلات والتحذيرات

اكثر من ستمائة الف طالبة وطالب، من مرحلتي الدراسة الاعدادية والثانوية، خرجوا امس الى العطلة اللصيفية الطويلة، التي تمتد حتى الاول من شهر أيلول المقبل. وفي بلاد لا يعرف سكانها الامن والاستقرار بسبب سياسة العدوان والتمييز والافقار التي ينتهجها نظامها وحكامها، فإن الكثيرين من الطلاب لن توفر لهم ظروف السعادة والراحة وقضاء عطلة صيفية مريحة ومثمرة في آن واحد. عطلة صيفية مصحوبة بالكثير من التساؤلات والتحذيرات. فالهاجس الامني يقض مضاجع الطلاب ويلاحقهم في عطلتهم الصيفية. وما يثير القلق انه في ظل تصعيد وتصاعد جرائم العنف الدموي الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، في ظل انتعاش العنصرية الفاشية وزيادة حدة الضائقة الاقتصادية – الاجتماعية، في ظل كل ذلك تزداد بشكل صارخ ظاهرة العنف بين طلاب المدارس الاعدادية والثانوية وبشكل طردي متصاعد ومتزايد سنويًا. فلاتفه سبب تكون حياة الطالب في خطر وغير آمنة. وخوفًا على حياة الابناء تنتظم في المدن اليهودية تنظيمات جديدة تطوعية من الآباء هدفها حماية الطلاب في العطلة الصيفية من الاذى واعمال العنف. ينتظم الآباء في اطر أطلقوا عليها اسم "ورديات الاهالي" مهمتها الاساسية مراقبة وحراسة الطلاب في الاماكن التي يقضون فيها راحتهم، في النوادي والحدائق العامة والشواطئ وغيرها.
وفي بلاد كبلادنا يعيش فيها في ظل نظام الافقار حوالي مليون ونصف مليون انسان تحت خط الفقر واكثر من ثلاثمائة الف انسان يعانون  في سوق البطالة فإن ابناء هؤلاء من الطلاب لن ينعموا بوسائل الراحة في عطلتهم كابناء الفئات الميسورة، وسيضطر قسم كبير  منهم للتفتيش عن عمل لتوفير بعض النقود لتغطية احتياجاته المدرسية في العام الدراسي المقبل. وهذا الوضع يعتبر صيدًا ثمينًا بالنسبة لأرباب الاستغلال. فهذا العرض الكبير الاضافي في سوق عمل يرزح في قيود البطالة الواسعة يفتح شهية أصحاب العمل لتشغيل الاولاد واستغلالهم بشكل بشع وبأجرة بخسة. وقد فعلت خيرًا حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة بإصدارها تعليمات توضيحية وتحذيرية تطرح من خلالها الحد الادنى القانوني لساعة عمل الاولاد تحت سن الثامنة عشرة وتحذر من مغبة استغلال ارباب العمل لعملهم. كما وتحذر من الظاهرة غير القانونية المنتشرة في اسرائيل والتي مدلولها استغلال اولاد تحت السن القانونية من هم دون السادسة عشرة بتشغيلهم في نوبات ليلية، بعد الساعة الثامنة مساء (في النوادي الليلية والمطاعم..).
اذا كان هذا هو الوضع العام، فما هو وضع طلابنا من المدارس الاعدادية والثانوية، وكيف سيقضون عطلتهم الصيفية في ظل الاوضاع المأزومة اقتصاديًا لاهاليهم ولمجالسهم المحلية؟ رغم كل ذلك نتمنى للطلاب قضاء عطلة صيفية مريحة ومثمرة.

("الاتحـــــــــــاد")


الأثنين 21/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع