كلمة <<الاتحاد>>
حتى لا تضيع الفرصة السانحة

أعلن زعيم حزب "المفدال" الترانسفيري وزير الاستيطان، ايفي ايتام ومعه نائب الوزير المفدالي يتسحاق ليفي الانسحاب من حكومة اليمين الشارونية، اما الوزير المفدالي زبولون اورليف فقد بقي متمسكًا بكرسي الوزارة ولم يقدم استقالته من الحكومة. وأصبح الانقسام يهدد هذا الحزب الاصولي اليميني الاستيطاني بين محوري ايتام واورليف. وبعد اقالة وزيري هئيحود هليئومي واستقالة وزير ونائب وزير من حزب "المفدال" أصبح مصير حكومة شارون اليمينية على كف عفريت، اذ غدت حكومة أقلية يدعمها فقط بين 59 الى 62 عضو كنيست. حكومة تزخرالأروقة الداخلية لأحزابها بالتناقضات الصارخة على خلفية الموقف من الحقوق الشرعية الفلسطينية ومن مصير الاحتلال والاستيطان. أضف الى ذلك التناقضات حول البنية الهيكلية لهذه الحكومة بعد اقالة واستقالة وخروج هئيحود هلئومي وقسم من المفدال من الائتلاف الحكومي. فرئيس الحكومة شارون وبعض الوزراء ونواب الليكود "وشينوي" برئاسة الوزير تومي لبيد من اجل ضم حزب "العمل" الى الائتلاف الحكومي بهدف تبييض صفحة هذه الحكومة المخضبة بدماء الجرائم وتجميل صورتها الشنيعة لتضليل الرأي العام العالمي. ويلقى هذا التوجه معارضة شديدة من غلاة اليمين والاستيطان في داخل قيادة الليكود وبين وزرائه ونوابه، وخاصة وزير المالية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية سلفان شالوم ووزيرة المعارف ليمور ليفنات، حيث يشكل دخول حزب "العمل" الائتلاف الحكومي خطرًا على مقاعدهم الوزارية. وهناك اتجاه بادخال "شاس" ويهدوت هتوراة – الاحزاب الاصولية الدينية اليهودية اليمينية – الحرديم – ولكن هذا التوجه  يلقى معارضة شديدة من قبل "شينوي" التي تهدد بالانسحاب من الائتلاف والحكومة في مثل هذه الحالة.

انها فرصة سانحة لاسقاط حكومة الكوارث اليمينية الشارونية والذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة. ولكن، وللأسف الشديد، فإن حزب "العمل" لم يتخل عن انتهازيته، وقادته وخاصة رئيس الحزب شمعون بيرس والنائب حاييم رامون وغيرهما يزحفون على بطونهم ومستعدون للهرولة باتجاه دخول حظيرة الائتلاف الحكومي برئاسة اريئيل شارون. وهذا الموقف السياسي المخزي  لحزب "العمل" يؤكد حقيقة ان حزب "العمل" لا يرى في نفسه، ولا يطرح نفسه، البديل السياسي السلطوي لليكود، بل العجلة الخامسة، العجلة الاضافية، في شاحنة الليكود، والبديل للاتحاد القومي والمفدال في داخل حكومة الليكود الشارونية. وقد أصبح الاحتمال كبيرًا ان يدخل حزب "العمل" الى الحكومة، ولكن ما نود تأكيده ان قيام حكومة وحدة جديدة بين الليكود والعمل لن تكون اكثر من حكومة كارثية عاجزة عن الخروج من رؤية الازمة السياسية والاقتصادية الاجتماعية الخانقة. فالمطلوب ليس تغيير الكراسي الوزارية بل تغيير السياسة الكارثية المنتهجة جذريًا.

("الاتحــــــــــاد")


الأربعاء 9/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع