كلمة <<الاتحاد>>
بتزوير الحقائق التاريخية لا يمكن طمس الحقيقة

احتفل الشعب الفرنسي، جماهيريًا ورسميًا، وبمشاركة سبعة عشر رئيس دولة من الضيوف، امس الاحد بمناسبة الذكرة السنوية الـ 60 لاجتياح نورماندي الفرنسية من قبل قوات الحلفاء الامريكية والبريطانية لمواجهة القوات النازية الهتلرية ومساعدة الشعب الفرنسي في التخلّص من براثن الاحتلال الالماني الهتلري واستعادة حريته وسيادته الوطنية.

وما يثير أشد الاستنكار هو ما يرافق هذا الاحتفال من حملة دعائية تضليلية مضمونها ومدلولها السياسي تزوير الحقائق التاريخية الدامغة فيما يتعلق بالمكانة الحقيقية والدور الحقيقي لاجتياح نورماندي في تقرير مصير الحرب ضد النازية الهتلرية ودحر ودفن المانيا النازية ونظامها الهمجي. فوسائل الاعلام الغربية وربيبتها الاسرائيلية انطلقت امس مروجة الاكاذيب والادعاءات الباطلة التي تزوّر الحقائق التاريخية وذلك بادعاء ان اجتياح القوات الامريكية والبريطانية "قد حرر اوروبا من النازية"!!
اننا لا ننكر الدور البطولي لفرق الانصار الفرنسية في مواجهة الوحش النازي المحتل، ونقدر هذا الدور، كما لا ننكر دور الحلفاء في مساعدة الشعب الفرنسي بالتحرر وفي مواجهة فلول الهتلرية  النازية، ولكن من كان له الدور الحاسم والأساسي في قهر النازية الهتلرية وتخليص اوروبا والعالم من انيابها الحيوانية المفترسة. فالحقيقة التاريخية الدامغة تؤكد ان اجتياح القوات الامريكية والبريطانية لنورماندي وفتح الجبهة الغربية ضد النازية جاءا بعد ان  أصبح الجيش الاحمر السوفييتي على مشارف الحدود الالمانية مطاردًا فلول القوات الهتلرية المهزومة والمنهوكة القوى. فتحوا الجبهة واجتاحوا نورمانديا بعد ان حرر الجيش الاحمر كل بلاده السوفييتية من دنس الوحوش الهتلرية الغازية وبعد ان حرر الكثير من البلدان الاوروبية – بولونيا وتشيكوسلوفاكيا وبلغاريا وهنغاريا ورومانيا والبانيا ويوغوسلافيا وغيرها. فتحوا الجبهة الغربية بعد ان خاب فألهم ولم يتحقق ما انتظروه بأن يطيح الوحش الهتلري بالنظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي.  اجتاحوا نورمانديا بعد ان تقرر عمليا مصير الحرب بهزيمة النازية الهتلرية على أيدي الجيش الاحمر السوفييتي وبعد أن أصبح النصر النهائي قاب قوسين. فالجندي الاحمر السوفييتي رفيق أبطال ستالينغراد ولينينغراد وسيفا ستوبول وقلعة بريست كان من رفع العلم الاحمر على البرلمان الالماني (الرياخستاغ) في برلين معلنا دفن النازية الهتلرية في عقر دارها. فهل يمكن يا من تزورون الحقائق التاريخية طمس الحقائق الممهورة بدماء أكثر من عشرين مليون سوفييتي ضحوا بحياتهم في مواجهة النازية الهتلرية ولتخليص البشرية من انيابها الوحشية المفترسة. ماذا سيقول الرئيس الروسي، بوتين، الذي يشارك في الاحتفال ويسمع بأذنيه كيف يقزمون دور بلاده ويزورون التاريخ!!

("الاتحـــــــــــاد")


الأثنين 7/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع