كلمة <<الاتحاد>>
لتصعيد النشاط التضامني

غدًا السبت، الخامس من حزيران، يكون قد مرّ على الاحتلال الكولونيالي الاسرائيلي الغاشم للمناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع وهضبة الجولان السورية 37 سنة مخضبة بدماء الجرائم التي ارتكبها المحتلون في المناطق المحتلة. وتصادف هذه المناسبة المشؤومة في ظروف مأساوية ومصيرية يرفض المحتل من خلالها استخلاص العبر الصحيحة من سنوات وجوده المنكر وغير المرغوب فيه جاثمًا على صدر الارض والحق والشعب الفلسطيني. فحقيقة هي أن المحتل الاسرائيلي قد فشل ولم يستطع من خلال جميع الممارسات الاستعمارية – الاستيطان والارهاب وقتل الآلاف واعتقال عشرات الالوف وتخريب المزروعات وهدم الوف البيوت وتصفية قيادات وقياديين فلسطينيين – ان يدجن الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية في مزرعة الاحتلال او يكسر ارادة هذا الشعب المقاوم للاحتلال والمناضل من أجل كنسه وانجاز حقه الوطني الشرعي بالتحرر من نيره واقامة دولته السيادية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق لاجئيه بالعودة  وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. لقد فجر هذا الشعب انتفاضتين شعبيتين في وجه المحتلين وقدم اغلى التضحيات من دماء شهدائه وجرحاه ومعاناة ابنائه حياتيًا ومعيشيًا دفاعًا عن حقه الشرعي في الحرية والاستقلال الوطني. وقد أثبتت معطيات الواقع المأساوي ان الاحتلال لم يوفر لاسرائيل العدوان الأمن والاستقرار والسلام بل قاد الى أعمق أزمة سياسية واقتصادية – اجتماعية واخلاقية تعاني منها اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي، أزمة لا مخرج من دوامتها الا بزوال الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني للمناطق الفلسطينية والسورية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين.
من المفارقات المأساوية ان تصادف الذكرى السنوية الـ 37 للاحتلال في ظل تربع اكثر الحكومات الاسرائيلية يمينية وعدوانية وعداءً للشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية وللتسوية العادلة. حكومة يرأسها جنرال المجازر والاستيطان، اريئيل شارون ويصطف على طوالة حظيرتها ممثلو قوى الاستيطان والمستوطنين واعتى قوى اليمين المتطرف والعنصرية الفاشية. حكومة تمارس الارهاب وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته. حكومة تدفن اية محاولة وأي جهد لتسوية سياسية توقف نزيف دم الصراع. حكومة يتصارع الثيران في أروقتها حول أية خطة فك الارتباط مع قطاع غزة يكون مدلولها السياسي مصادرة اكثر ما يمكن من الحقوق الشرعية الفلسطينية ومن اراضي السيادة الفلسطينية.
اننا بهذه المناسبة اذ نحيّي الظواهر المباركة لرافضي الخدمة في المناطق المحتلة ولمختلف حركات الاحتجاج على جرائم الاحتلال والمطالبة بإنهائه وعقد رايات التسوية السياسية مع قيادة الشعب الفلسطيني الشرعية برئاسة ياسر عرفات، فاننا نناشد جميع القوى السلامية، اليهودية والعربية، جميع القوى الدمقراطية وانصار حقوق الانسان الى تصعيد نشاطها التضامني مع النضال العادل للشعب الفلسطيني لتخليصه من براثن الاحتلال الغاشم وانجاز حقه الشرعي والانساني بالحرية والاستقلال الوطني، باقامة دولته المستقلة ورفع علمه الوطني في سماء وعلى أبنية عاصمتها في القدس الشرقية.

("الاتحــــــــــــــاد")


الجمعة 4/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع