كلمة <<الاتحاد>>
وشهد شاهد من أهله!

الظاهر ان نشر فضائح التعذيب السادي البهيمي الذي مارسه جنود الاحتلال الانجلو امريكي في سجن "أبو غريب" الرهيب وغيره من المعتقلات في العراق قد شجّعت بعض الجنود والضباط الذين خدموا في جيش الاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة الاستجابة لصحوة ضمائرهم والكشف عن وسائل التعذيب التي ثقفوا على ممارستها ضد المدنيين الابرياء الفلسطينيين من نساء وأطفال ورجال.

فتحت اسم "نكسر الصمت" عرضت مجموعة من الجنود التي انهت خدمتها في جيش النظامي الاسرائيلي في الخليل، معرضًا للصور في تل ابيب مرفقة بشهادات عينية مشفوعة بالقسم تجسد الممارسات الوحشية السادية ضد الناس الابرياء في مدينة خليل الرحمن المحتلة. يقول المبادر لهذا المعرض، يهودا شاؤول، الذي خدم الاحتلال في الخليل "قلت لنفسي لا يمكن السكوت بعد، يجب اخبار الوالدين ماذا يحصل لاولادهم في الخليل وكيف انه خلال خدمتنا في الجيش النظامي هناك نتحول الى اشخاص بدون ضمير". وعن الغذاء التثقيفي الذي يزود به جندي الاحتلال، يقول احد المشاركين في المعرض، ميخا كورتش "علموني بان طفلا في سن ثماني سنوات وامرأة في جيل تسعين سنة هما احتمال ان يكونا مخربين. بعد ذلك هما فلسطينيان، وبعد ذلك هما عرب وبعد ذلك هما انسانيان"!! عن الاعمال الهمجية السادية لجنود الاحتلال، يقول احدهم "ان مهمتي كانت تفجير قنابل الضوء في شوارع الخليل واطلاق الرصاص على زجاج السيارات الفلسطينية، احد الجنود اطلق قنبلة ذعر في داخل حانوت فلسطيني". وجندي آخر تحدث كيف ان قائد فرقته منع قافلة سيارات فلسطينية وبشكل تعسفي من الوصول  الى عرس، يقول "كنت مع قائد الفرقة الذي عندما رأى قافلة الفرح، قال هذه لقطة جيدة، اوقف السيارات وخرج منها الفلسطينيون ببدلاتهم الجميلة، العريس والعروس والوالد ذهلوا لايقافهم، القائد امرهم بالرجوع الى البيت، صادر مفاتيح السيارات، العروس  تجهش بالبكاء، والد العريس وغيره يترجون القائد السماح لهم، ولكنه ينظر اليهم وكأنهم ليسوا من بني البشر"!! احد الجنود تحدث عن الاعمال العبثية التي كان يلجأ اليها الجنود "لطرد الملل" بان يلقوا قنابل الغاز على الاطفال الفلسطينيين ليتلذذوا برؤية ذعر الاطفال وهم يمسحون الدموع ويهربون!! وكذلك عن تخريب الحوانيت وغيرها.
ان هذه الشهادات وغيرها تكشف الهوية الحقيقية لجيش الاحتلال وللفساد الاخلاقي الذي يتشرّبه في مستنقع العداء البهيمي وممارسة الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. كما ان هذه الشهادات وغيرها تعتبر ظاهرة مباركة تندرج في اطار صحوة الضمير الانساني وفي اتساع دائرة الاحتجاج ورفض الخدمة في جيش الاحتلال الذي يمارس جرائم الحرب ضد شعب يناضل من اجل حقه الطبيعي، الشرعي والانساني بالحرية والاستقلال الوطني.
ان اتساع دائرة الاحتجاج ورفض الخدمة في المناطق المحتلة، اصبحت تثير الرعب في نفوس ارباب الاحتلال الاستيطاني والجرائم في داخل اروقة حكومة الكوارث اليمينية وخارجها، فامس على سبيل المثال تقدم ثلاثة اعضاء كنيست من اليمين وحزب "العمل" بطرح مشروع قانون يعاقب كل من يرفض الخدمة بالسجن لمدة خمس عشرة سنة! إننا اذ نستنكر طرح مثل هذا المشروع وفي الوقت نفسه نحيّي ظاهرة الاحتجاج والرفض ونأمل ان تساعد في شحذ الهمم الكفاحية في المعركة لانهاء الاحتلال وانجاز التسوية العادلة نسبيًا.

("الاتحــــــــــــــــاد")


الخميس 3/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع