العقيدة الانتصارية

قريني ايها الماغوط، سلامًا، سلامًا وتحية!!!

ها نحن نعود لنستأنفه، نعم نعود لنستأنف نداءنا الذي ضلّ وتاه، لكننا نجدده في هذا اليوم الحطام، من قلب الكآبة المدوّية في زمن النكوص والفساد والرذيلة، نعم ها نحن نعود لنؤكد الايمان بأن "التمرد على الطغاة طاعة لله"...
اذن عودي الينا ايتها الاجراس المباركة، عودي وأيقظي لنا زماننا المنتصر من جديد، فنحن امامك نقرّ ونعترف: ان اللحظة موجعة موجعة ومثبّطة، كيف لا؟!! ومعاصمنا قد وهنت وعقارب ساعاتنا ألسنةٌ ثقُلت فتدلّت، وغادرها آخر نبض للحراك..
الامل، يا شاعري!! ساعات، أخذت، كما توقّعت، تتناقص كالمؤن في نهارات هذا الحصار.. وظلّنا الوحيد في يوم التصحّر تبدّد واختفى، فتبعه نجمنا اليتيم في هذه الظلمات وافل، اما جدارنا المتبقّي ركيزة فوق الركام والخراب تصدّع، وهو على وشك أن ينهار.
حقًا يا صديقي!! أصبحنا كما استقرأتنا، قصيدة عربية "طويلة وعصماء" ولكنها ترقد في "نعشها"، لذلك نحن نؤيدك النصيحة الى هذا الوطن ان لا ينام في "خارطته" بعد، لانه اذا نام، لن يكون آمنًا حتى على "ثيابه الداخلية" ولن يساعده ان عثر "لعيون المها" على أجود أنواع النظارات  الحديثة، أملا منه ان تجد طريقها الضائعة، او استخدم أمهر "المخبرين" الخصوصيين للبحث عن آماله المصادرة والسجينة التي تقبع في زنازين  تحرسها "شفرات المقاصل" وخصيان القصور..
أتوسّل اليك يا شقيقي!! نعم أنا أتوسل: ان لا ترفع صوتك أكثر فأكثر، انه واضح وجلي، لكن هل أصدّق ما اسمعه منك؟!! بأنك تتهمني بكفر وانفصام!!! ماذا!! تقول نعم!! بربك اشرح لي الامر الآن وقبل فوات آخر اوان!! أتطالبني، بكل بساطة، ان أعود فقط، وأكرر ما كتبته قبل حفنةٍ من ثوان!! حتى لا يصيبني ما أصاب متنبّينا في ليل ذاك الزمان..
أتذكرني بما قلته بداية وقبل أقل من القليل، بأن "التمرد على الطغاة طاعة لله"!!. وبأن هذا ابدًا لا ينسجم ولا يستقيم، ان نجعل  في نفس الآن من التشاؤم لنا "ديانة"!!! لأنني أكون في نفس الوقت قد نجحت "خصي" التمرّد والعزيمة والارادة.
انت محقّ يا أخي!! فكيف غاب هذا الامر عن بالي، وكيف، كيف انا نسيت ان التمرد في حقيقته "العقيدة الانتصارية التي تبدأ بالانسان وتستوطن فيه حضورًا أبديًا!!!
ها انذا يا صديقي الآن، الآن أسمعها تلك الأجراس جليّة، جلية، فهي تعود قادمة" اليّ مطرًا وأصواتًا تُقرع، تحمل على أجنحتها خيول الطفولة الرائعة، وتحمل معها كل تاريخ الرجولة.. فلحطين واليرموك حفداء، ونحن لن ننسى كذلك القادسية، فبرغم الجوع والقهر والرعب والعار والجراح والمآسي البشرية، سنواصل السير ولن تُخطئ أقدامنا الطريق، نحن معنا الشمس وفي رحمها، من الأمل، اكثر اكثر من بقية!!!

(حيفا)


رشدي الماضي
الثلاثاء 1/6/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع