كلمة <<الاتحاد>>
خطة معدّلة من السيء الى الأسوأ

منذ أسبوع تطبّل وتزمّر الاوساط المقربة من رئيس الحكومة مروّجة ان اريئيل شارون، سيطرح بعد غد، الاحد، "خطته المعدّلة" لفك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة على مراحل في مجلس الوزراء:

وعلى نمط "التوتو" و"اللوطو" "دوّخت" وسائل الاعلام والمحاور المتنافسة داخل الليكود وحكومة الكوارث اليمينية حول هل سينجح شارون في تجنيد اكثرية الوزراء تأييدًا لخطته ام سيفشل. وان شارون يحتاج بعد الى صوت واحد ليحظى بالاغلبية المطلقة. وتروج اشاعات "مما هبّ ودب" حول اقالة وزراء معارضين وادخال مؤيدين لشارون لنيل الاكثرية، أو الضغط لاستمالة أحد الوزراء المعارضين، إما ليفنات او شالوم او نفيه او نتنياهو. فالتفاوض حول مصير المناطق الفلسطينية المحتلة والشعب الفلسطيني أصبح حكرًا على المحتلين بين القوى والمحاور المتصارعة في داخل الليكود ومجمّع قوى اليمين والعنصرية الفاشية في داخل الائتلاف الشاروني وبعيدًا عن صاحب الشأن والقضية، عن الرقم المفصلي في معادلة الصراع، عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية.
عندما طرح شارون خطته لفك الارتباط  من طرف واحد قبل ان يدفنها استفتاء منتسبي  الليكود وقبل تقديمها بقالب معدل، قيّمنا وأكدنا بأنها خطة كارثية جاءت لتكون بديلاً للحل العادل  ولتكريس الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي على اكثر من نصف مساحة المناطق المحتلة. أكدنا بانها كارثية لانها تتجاهل الطرف الفلسطيني وقيادته الشرعية وتبعده عن طاولة التفاوض. وهي خطة كارثية لانها لا تربط الانسحاب او اعادة الانتشار في قطاع غزة بجدول زمني في اطار برنامج محدد للانسحاب  من باقي المناطق المحتلة، من الضفة الغربية والقدس الشرقية. أكدنا بأنها كارثية لانها مبنية على مواصلة العملية الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري الذي يعني العمل لمنع قيام دولة مستقلة في المستقبل.
الخطة المعدلة، كما نشرت تفاصيلها، اسوأ من الخطة الشارونية "الاصلية". خطة مبنية على أربع مراحل. والانتقال من مرحلة الى اخرى مرهون كل مرة بموافقة حكومة الكوارث اليمينية و"بشهادة حسن سلوك" يقدمها الشعب الفلسطيني للمحتلين لكسب رضاه. وتنفيذ المراحل الاربع يستغرق عدة سنوات يمكن الاحتلال من خلالها تجسيد وقائع كولونيالية استعمارية جديدة. كما ان كل مرحلة من المراحل تتحدث عن اخلاء مستوطنات هشة، ففي المرحلة الاولى التي يبدأ تنفيذها، اذا ما اقرتها حكومة الاحتلال، بعد ستة أشهر يجري الحديث عن اخلاء ثلاث مستوطنات في القطاع هي "موراج" و"نتسريم" و"رفياح – يام" وتدمير منازلها حتى لا "يحتلها" الفلسطينيون. وفي المرحلة الثانية اخلاء اربع مستوطنات  هشة من الضفة الغربية – "كديم، و"غانيم" و"شا-نور" و"حوميش"..
ان "خطة السلامي" هذه التي تقطع أوصال الاراضي الفلسطينية المحتلة لن تقود ابدًا الى شاطئ السلامة وانجاز التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، بل العكس ستؤدي الى مواصلة العنف والصراع الدامي. فشعب الشهداء والمعاناة لن يرضى ان "يصوم ويفطر على بصلة"، لن يقبل بأقل من دولة مستقلة على كامل ترابه المحتل منذ السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية، وانه لا بديل امام حكومة الكوارث اليمينية واية حكومة اسرائيلية سوى طريق التفاوض مع الفلسطينيين لانجاز التسوية العادلة.

("الاتحــــــــــــــــــاد")


الجمعة 28/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع