كلمة <<الاتحاد>>
بموت وعينه في الزلابية

قيّمنا عاليًا مظاهرة السلام التي شارك فيها أكثر من مائة وخمسين ألف متظاهرة ومتظاهر في "ساحة رابين" في تل أبيب، التي نظمها وشارك فيها أحزاب وقوى "العمل" و"ياحد"

و"عام احاد" و"سلام الآن" ومختلف المنظمات السياسية والاجتماعية اليهودية المطالبة بوقف الجريمة في منطقة رفح وبالانسحاب من قطاع غزة. قيّمنا عاليًا وعلى أمل أن تكون

هذه المظاهرة الجبارة بداية انطلاقة جدية لكبح جماح حكومة الارهاب والجرائم اليمينية وتقصير أجل وجودها في السلطة. وقد عبرنا في حينه عن بعض تحفظاتنا الى جانب تقييمنا

لما هو جوهري وهو مشاركة الالوف المؤلفة في مظاهرة احتجاج ضد مجازر وجرائم حكومة اليمين الشارونية. تحفظنا من امرين أساسيين، الاول، استبعاد العرب والقوى

السياسية والاجتماعية الممثلة للجماهير العربية عن المشاركة الفعلية في المظاهرة وكأنهم خارج الساحة السياسية واللعبة السياسية والصراع السياسي فيما يتعلق بالقضية

المركزية الأساسية والملحة في المرحلة الراهنة. والثاني، تحفظنا من حقيقة ان حزب "العمل" بزعامة رئيسه شمعون بيرس سيطر على هذه المظاهرة، وتخوفنا من أن يجيّرها

لخدمة مصلحة حزبية وحتى شخصية انانية ضيقة وليس ابدًا في خدمة المصلحة العامة بالتخلص من حكومة الاحتلال والدماء الشارونية اليمينية لدفع عجلة التطور باتجاه استئناف

المفاوضات السياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية بهدف التوصل الى تسوية سلمية عادلة نسبيًا.
لقد أكدنا مرارًا ان في داخل حزب "العمل" وقيادته توجد فئة قيادية متنفذة برئاسة شمعون بيرس تزحف على بطونها للدخول في حظيرة الائتلاف الحكومي برئاسة اريئيل شارون.

وان هذه الفئة تقود حزب "العمل" ليكون ليس بديلاً سياسيًا سلطويًا لحكومة اليمين والكوارث الشارونية، بل بديلاً  في الكراسي الوزارية للمفدال وهئيحود هلئومي في الائتلاف

الحكومي برئاسة جنرال الاستيطان والمجازر، اريئيل شارون. يقول المثل الدارج، "بموت وعينه في الزلابية"، وشمعون بيرس الذي تخطى الثمانين من عمره لا تزال "ريالته

مشقوطة" على الكراسي الوزارية ويعمل المستحيل للجلوس عليها ثانية، حتى لو كان الثمن تسليم رسن القيادة الى شارون اليمين. ومحادثاته الاخيرة مع مبعوثي شارون لدخول

الائتلاف، التي انكر بيرس حدوثها وأكدتها الاوساط الرسمية المقربة من شارون، تؤكد الى أي منزلق ينزلق بيرس. ويحق لنا التقييم ان شمعون بيرس استغل ويستغل مظاهرة

الالوف المؤلفة لرفع اسعار أسهمه و"تغلية" ثمن دخوله الى حكومة شارون. واذا نجح شمعون بيرس في مسرحيته الثعلبية هذه يكون قد ارتكب وحزبه اذا ما وافق عليها، جريمة لا

تغتفر بحق السلام وبحق المصالح الحقيقية لكلا الشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني. فدخول "العمل" وبيرس الائتلاف اليميني  برئاسة شارون لا يعني اجراء تغيير جذري في سياسة

الاحتلال والكوارث الشارونية، بل التغطية على هذه السياسة وتجميل صورتها وصورة شارون في الرأي العام العالمي. حتى منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر امس الاربعاء

تدين معطياتها حكومة الاحتلال والدماء اليمينية الشارونية بممارسة "جرائم حرب" همجية ضد الشعب الفلسطيني، ضد المدنيين الابرياء من رجال ونساء واطفال في المناطق

الفلسطينية المحتلة. فما هو مطلوب يا شمعون بيرس وغيره في حزب "العمل" العمل على توحيد كل القوى لاسقاط حكومة اليمين وسياستها الاجرامية وليس ابدا التغطية على

جرائمها لمواصلة نزيف دم الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي.

("الاتحـــــــــــــــاد")


الخميس 27/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع