نظرة تحليلية نقدية على مهرجان النحت الدولي – بيت جن
حين يصبح العناق بمدلولاته حالة وموتيفا فنيا

كما عودتنا "ابداع" رابطة الفنانين التشكيليين العرب دائمًا وبانفتاحها المستمر على ثقافات وحضارات الشعوب المختلفة بعيدًا عن حساسيات الانتماءات العرقية والقومية والدينية وبعيدًا عن التقوق مع والتحجر الفكري  وبعيدًا عن تقييد حرية المبدع ايا كان، بدءًا من توحّد الفنان مع الطبيعة البكر عند اختيار الصخر للنحت والتي جرت في احد مقالع الصخر البكر في يركا  والتي تم التبرع بها لكل الفنانين بدون حدود، وقد احتار الفنانون اي صخرة يختار كل منهم لوفرة الصخور وتنوعها بأحجامها المختلفة، بأشكالها، بنتوءاتها، بألوانها بثقوبها ونخاريبها وأشكالها المدهشة وقم تمّ اختيار كل مبدع لصخرته او صخوره بعد تفاعله مع الطبيعة لعدة ساعات بين أحضانها. كما كان للحوار والنقاش المثير والمثري وللتشاور بين المبدعين حول أعمالهم الدور الاساس في هذا التلاقح الفكري – الحضاري ارتقاء بالاعمال المنجزة الى مستوى راق شكلا ومضمونا.
ونحن في ابداع نرى اهمية التواصل الفكري والحوار الدائم فيما بين المبدعين كافة كنقطة انطلاق محورية واساسية من اجل خلق جيل مبدع ومثقف وواع فنيا كما نرى فيه تحريكا لحركة الابداع عامة والتشكيلية خاصة منطلقين من أهمية العناق الفكري لحضارات الشعوب دون تعصب او تقوقع ودون الذوبان او الانصهار وبعيدًا عن آثار العولمة السلبية او الغزو الثقافي المبرمج والمخطط والهدّام.
لقد شكلت السهرات والحوارات والأحاديث بعد كل يوم عمل مضن في النحت رافعة من اجل الارتقاء بالاعمال الى مستوى لائق رغم اختلاف اللغات كالايطالية، والسلوفاكية والعربية والعبرية والانجليزية الا ان لغة الفن  وهي لغة تتخطى الحواجز كانت هي اللغة السائدة والتي من خلالها تم التحاور فكريًا وفنيًا وموضوعيًا وهذه السهرات والنقاشات أثرت العمل الفني وأثّرت فيه ايجابًا.
وها هي ابداع في اطلالتها الاخيرة علينا في مهرجان النحت الدولي في بيت جن تحتضن 23 من المبدعين العرب واليهود والاجانب ليشاركوا معا في ورشة هي الكبرى من حيث عدد المشاركين وتنوع الاساليب والتقنيات والانتماءات، فثلاثة من المبدعين هم سلوفاك ومن اكاديميات الفنون السلوفاكية محاضرون ومبدعون، فيروسلاف كوفال، ستيفان كولار، وميخائيل كوشيك الى جانب الفنان الايطالي الدولي جوفاني بورجاليرو والى جانبهم الفنانون: حسن خاطر (الجولان) دودو مور (تمرات) أحمد كنعان (طمرة) سلمان ملا (يركا)، جمال حسن (جولس)، كمال ملحم (كفرياسيف) فريد ابو شقرة (ام الفحم) محمود فضول – خروبي (البقيعة) حاتم عويضة (ساجور) سلام ذياب (طمرة) نتالي ماندل (تل ابيب)، زياد حمود (مجد الكروم) ايليا بعيني (ابوسنان) مرفت عيسى (برعم الجش) رانية عقل (كفرقرع) يوفال لوبان (جينوسار) نادية غضبان قادري (طيرة المثلث) عدنه عطاي روش بينا وباسل حلبي (بيت جن).
ان هذا الكم الهائل من المبدعين مع اختلاف الانتماءات العرقية والدينية والقومية والجنسيات والاختلاف في الاساليب والتقنيات الغنية المتبعة والخاصة لكل واحد منهم، رغم ان احد عشر مبدعًا منهم تناول موضوع العناق بمدلولاته المختلفة بعيدًا عن الجنس قريبًا من الروح المبدعة الخلاقة موضوعا واسلوبا وتقنية وتكستورة (ملمس السطوح) وباختصار شكلا ومضمونا دون سابق انذار وتصميم ودون تنسيق فيما بينهم وقد بدأت تتكشف تلك المشاركة فيما بينهم في منتصف عملية الخلق والابداع وبعد ان انجز كل منهم ثلثي عمله واثر المحاورات والنقاشات المثرية والمثيرة فيما بينهم رغم اختلاف اللغات وعدم فهم البعض للغة الآخرين كالايطالية والسلوفاكية وقد كان الحوار احيانًا عن طريق الانجليزية التي لم يفهمها ولم يتقنها الجميع او عن طريق لغة الاشارات لغة الصم والبكم واحيانا مع مترجمين الى  الايطالية والسلوفاكية وكم كانت دهشتنا جميعا ودهشتي انا شخصيًا  وانا احاول فك رموز وموتيفات المبدعين حين تبيّن لنا مدى الترابط العضوي ان شكلا او مضمونا بين المبدعين وخاصة ممن وحد بينهم موضوع العناق فقد تبين ان الفنان الايطالي الدولي جوفاني بورجاليرو وبعد ان قام أحد المترجمين بترجمة اقواله الايطالية اضافة الى استنتاجاتنا نحن البصرية لعمله تبين لنا انه حاول المزاوجة والعناق بين اساليب وتقنيات  وافكار وملامس السطوح لكل واحد من المشاركين حتى انه اطلق على عمله "عناق المختلفين" وقد أبدع جوفاني في ذلك شكلا ومضمونا وقد زاوج بين الكلاسيكية الايطالية ورقتها وبين الفن الحديث كما ترك الثقوب الطبيعية للصخرة على حالها، وادخل بعض الموتيفات الخاصة بنا نحن الشرقيين وقد أدهش الجميع بعمله النحتي الرائع.
اما الفنان حسن خاطر (الجولان) والذي اسمى عمله "عناق" فقد عانق وزاوج بين ملامس السطوح، بين الناعم والمسمسم والخشن كما زواج بين الخطوط المتناغمة والصاعدة في حركة لولبية مما اكسب عمله تلك القوة الجمالية الابداعية وأعطاه حيويته كرمز لاستمرار الحياة وتدفقها وسموها عبر عناق الاشكال وملامس السطوح.
وجاء الفنان دودو مور (تمرات) لينحت من الصخر جذع زيتون قديما ملتفا على  ذاته تعانق غصونه الطرية ساقه في حركة انسيابية جميلة تتعانق فيها ملامس السطوح وتتبادل ادوارها بين ناغم وخشن ومسنن ومسمسم لتكسب العمل جماليته الخاصة به.
اما الفنان احمد كنعان (طمرة) والذي نحت شكلاً وعملاً تركيبيًا مستوحى من الدوائر والعجلات ليشكله في المحصلة النهائية جسمًا يشبه الكائن البشري الاسطوري بزخارفه ونتوءاته مزاوجاً ومعانقًا بين الاشكال المختلفة وملامس السطوح في عملية عناق فنية رائعة.
وجاء الفنان سلمان ملا (يركا) لينحت لنا من صخرته الصماء شكلاً لولبيًا من كلا طرفيه ليصل بين جهتيه ثقب صغير وقد اطلق على عمله اسم "الاذن تحكي وتطلب الاستماع لها" لانها طالما اصغت وصمتت والآن جاء دورها لتتكلم وليصغي لها الآخرون ولدى سلمان دائمًا فلسفته الخاصة في كل عمل من اعماله وقد عانق بين الفكرة (المضمون) وبين الشكل وبين ملامس السطوح.
اما الفنان جمال حسن (جولس) فقد زاوج وعانق بين صخرتين ليخرج علينا بشكل لولبي يتجه الى الاعلى دائمًا رمزًا للتسامي والارتقاء والانطلاق، كما مازج جمال بين ملامس السطوح الناعمة، الانسيابية، العفوية، الخشنة، المسمسمة، وبين الطبيعة البكر للصخرة بنتوءاتها وثقوبها في انسجام تام فيما بينها مما اكسبها جماليتها وقوتها.
وقد ارتأيت انا (كمال) منذ البداية المزاوجة والعناق بين ثلاثة صخور طبيعية مع التركيز على رمز الثلاثية (او الثالوث) وحاولت الا أتدخل كثيرًا في شكلها الطبيعي الخارجي بجماليته مع محاولة المعانقة بينها شكلا ومضمونا والاتكاء على الترميز والموتيف والمزاوجة بين عناصر مختلفة كقطع الكمبيوتر والكتابة الهيروغليفية والمعادن والحجارة والكتابة العربية الكوفية والحمامة التجريدية وغصن الزيتون موالفا بينها لتشكل عملا تركيبيًا، اترك للجمهور الحكم عليه. معبرًا عن توق الشعوب للسلام ومعانقة الحضارات ضمن اسلوب المانيماليزم.
وقد زاوج الفنان السلوفاكي ميخائيل كوشيك والمحاضر في موضوع السيراميك (طين الفخار) في الاكاديمية العليا للفنون وعانق بين الصخرة الطبيعية من مقالع يركا وبين مادة الطين التي جسدها شكلاً متشابكًا في داخل ثقوب وفتحات الصخر الطبيعية. كما قام بعملية جريئة تحسب له حين احرق الطين بطريقة قديمة هي الحرق عن طريق بناء فرن خاص تحت الصخرة وحرق الطين بالنار والحطب خلافًا للطريقة الحديثة الحرق بالفرن الكهربائي ورغم تشقق الصخرة بسبب النار الا ان الفنان قام برأب تصدعات وشقوق الصخرة بقطع حديدية على شكلU  هذه القطع التي والفت بين الصخر والطين لتبدو كانها جزء من عملية الابداع وهذه جرأة تحسب له.
وهذا ما فعله ايضًا الفنان السلوفاكي ستيفن كولار والذي نحت لنا من صخرته  الضخمة شكلا املس السطح كله يوحي بوجه انساني (منظر جانبي بروفيل) وبأقل ما يمكن من التفاصيل بأسلوب المانيمناليزم وقد واجه ستيفن تشقق صخرته الضخمة بغرس دبابيس وقطع معدنية وزوايا باحجام واتجاهات مختلفة توالف بين الشقوق والتسطحات للصخرة ليخرج علينا بعمل جريء فيه معانقة بين الصخر والمعدن الى جانب غرس القطع المعدنية خلف الصخرة بشكل تجريدي.
اما ناتالي ماندل (تل ابيب) فقد عانقت في عملها الصغير حجمًا بين كف اليد التي نحتتها على الصخر مع ترك القسم السفلي من الصخرة على طبيعته  لتظهر لنا الكف كأنها تمسك الصخرة تعبيرًا عن تمسك الانسان بالطبيعة في عملية عناق بين الكف والصخرة.
وجاء الفنان ايليا بعيني (ابوسنان) ليعانق في عمله الاول على الصخر بين ملامس السطوح من ناعمة وخشنة ومجرّحة وبخطوط انسيابية وبين ترك ملامس الصخرة الطبيعية البكر على حالها، وقد وفق ايليا ايما توفيق في ايصال فكرته لنا والتي اسماها "وكلّم موسى الصخرة" وقد جسد لنا ماسورة ماء (رمزًا للحياة) باتجاهات مختلفة والترميز واضح في منحوتة ايليا (الماء كأحد عناصر الحياة).
اما الفنان سلام ذياب طمرة فقد زاوج وعانق في منحوتته بين مركبات الحياة الهواء، الماء والشمس مضمونًا وموضوعًا للحياة وبين ملامس السطوح، الناعم، الخشن، الشكل والخطوط الانسيابية مع نتوءات الصخر وخطوطها الطبيعية مع ترك جزء من الصخرة على حاله الطبيعي والعمل حول ثقب طبيعي في الصخرة على شكل زهرة او نجمة وفي عمله ترميز واضح. وقد دخلت عدنه عطاي (روش بينا) على الخط دون دعوتها لتشارك في نحت حجر صغير نسبيًا كتجربة اولى لها على الصخر مجسدة قلبًا انسانيًا يعانق الانسانية جمعاء بمدلول العمل المضموني (الموضوع).
وقد أطل علينا محمود فضول خروبي (البقيعة) بمنحوتة كبيرة حجمًا اسماها "هبّت الريح بصفيرها الى اعلى" وقد استغل محمود ثقبًا في أسفل صخرته لينطلق منه الى الاشكال اللولبية الانسيابية الصاعدة الى اعلى والملتفة حول الصخرة وكأن الصخرة تحكي وتصفر من خلال الثقوب التي اضافها محمود ومن خلال النتوءات الصخرية بملامس سطوحها المختلفة.
ولم يفاجئنا الفنان فريد ابو شقرة (ام الفحم) بمنحوتته والتي تعوّدنا في السابق على اسلوبه وتقنيته في الحفر على الصخر الاملس المقصوص بواسطة اللاصقات المعدة مسبقًا (شبلونة) والمادة الكاوية (الأحماض) وهي تقنية يستعملها فريد دائمًا ليوصل لنا فكرته التي اطلق عليها اسم مكتب الرسائل العالقة والتي ترتكز على المضمون اكثر من الشكل وفيها يتم التلاعب بالكلمات في عبارة باللغة الانجليزية.
اما الفنان السلوفاكي ميروسلاف كوفال فقد أدهشني انا شخصيًا بعمله التجريدي على صخرة ضخمة والذي يشكل حسب مفهومي لعمله ثورًا متجنحًا بكل مدلولاته الاسطورية بينما فسره البعض على انه شكل لملاك مجنح وقد عمل ميروسلاف على صخرته الضخمة من جهة واحدة للصخرة ناحتًا فيها مع ترك القسم الاكبر الطبيعي والجميل للصخرة بجماليته على حاله مسندًا صخرته على صخرة اخرى في حالة تأهب وانطلاق.
وقد فاجأتنا الفنانة ميرفت عيسى (برعم الجش) بمقدرتها على التعامل مع الصخر كما تتعامل مع الطين وهو موضوعها وخاصة انها نحتت على صخرة ضخمة وجسّدت عليها ورقة دوالي وقد عملت ميرفت على نحتها من جهة واحدة مع الجوانب تاركة الجهة الخلفية على طبيعتها لتظهر الصخرة في النهاية ورقة دولي بملامس سطوحها المختلفة الناعمة الخشنة المجرّحة وبضلوعها المحفورة في الصخر.
وقد أدهشنا الفنان حاتم عويضة (ساجور) بعمله الضخم  والجميل والذي جسد فيه عنقود عنب رمزًا لقرية بيت جن وقد حفره حاتم من جهة واحدة ومن أطرافه ليحفر لنا عنقودًا من العنب وورقة دوالي واضحة المعالم وبأسلوب واقعي وبملامس سطوح ناعمة ومجرّحة وبخطوط غائرة وتفصيلية لحبات العنب بشكله الطبيعي المفهوم للناس.
اما الفنانة رانية عقل (كفرقرع) والتي رغم ضآلة جسمها الا انها تحدّت صخرة كبيرة نسبيًا لتحفر فيها وتجسد الشمس بدفئها وهو الشيء المغاير لطبيعة طقس بيت جن البارد ولتقول لنا من خلال عملها رغم برودة الطقس في بيت جن الا ان الانسان يشعر بالدفء من معاملة اهلها الطيبين الكرام وفي عملها تتناوب الخشونة والنعومة والخطوط في تجسيد العمل الفني.
وقد أخذ الفنان زياد حمود (مجد الكروم) على عاتقه تجسيد الجسد الانثوي البشري في حالة من الخشوع والانحناء او كما في حالة صلاة من اجل الافضل والاحسن وبملامس سطوح مختلفة ناعمة وخشنة وتقاطعات خطوط انحنائية.
وقد شاركنا الفنان يوفال لوبان (جينوسار) والذي يشتهر بعمل الطواطم الخشبية  شاركنا في مهرجاننا هذا بمنحوتة جميلة فكرة وقد استوحى فكرتها من شكل الصخرة الطبيعي ليجسد لنا توق الانسان الدائم للانعتاق من قيوده والتخلص منها وقد شكلها بخطوط متقاطعة ومتصالبة افقيًا وعموديًا وفي الاعلى ينقطع الخط رمزًا للانعتاق. كما استعمل الكتل الغائرة والبارزة تمشيًا مع شكل الصخرة الطبيعي.
اما الفنانة نادية غضبان قادري (طيرة المثلث) والتي تشارك للمرة الاولى في النحت على الصخر فقد جسّدت في منحوتتها نجم البحر الشره والنهم بزعانفه الخمس وقد جاء عملها هذا بتسطيحه وكتله الغائرة والبارزة وبملامس سطوحه الخشنة والناعة ليشكل انطلاقة نادية الاولى نحو العمل النحتي على الصخر بالذات.
اما الفنان المبتدئ باسل حلبي (بيت جن) والذي دخل على الخط دون دعوته للمشاركة وانما شارك كابن بيت جن فقد نحت شباكًا مزخرفًا من الصخر وفي  داخله غصن عنب بأوراقه وعناقيده من الحديد. الى جانب عمل آخر يجسد حذاء  رجاليًا (بسطار) جسده بشكل وأسلوب واقعي وبمهنية انسان يعمل في الحجر  والبناء. وذلك اسوة بالفنانتين المبتدئتين من بيت جن هيفاء سعيد قبلان  ونيروز يوسف قبلان واللتين نحتتا وللمرة الاولى على صخرة صغيرة زهرة كف الدب التي اختارت بيت جن منزلا لها دون العالم. ونرجو لكل المبتدئين دراسة موضوع الفن بشقيه النظري والعملي لما له من فائدة.
جدير بالذكر ان معرضًا للرسم قد شارك فيه من بيت جن الفنانات: جميلة سعد، نوال نفاع، ايمان قبلان، هدى صلالحة، روضة قيس خريجات المعاهد العليا، هذا المعرض استمر طيلة ايام المهرجان بأساليبه وتقنياته المختلفة من واقعية الى تجريدية الى معاصرة وقد شاهده جمهور الزائرين للمهرجان.
وقد كانت درّة التاج في المهرجان تلك الزيارات للمبدعين والفنانين لمبدعين من ابناء شعبنا واولها زيارة شاعرنا الكبير سميح القاسم (الرامة) وذلك التواصل الفكري والثقافي بين النحاتين كافة وبين فكر سميح القاسم بتجاربه واشعاره وكان للحديث والحوار معه خاصة للسلوفاك والذين تحدث معهم سميح بالروسية والايطالي الذي تحدث معه بالايطالية كان الوقع يفوق الخيال ونحن نعتز برموز ثقافتنا الوطنية وقد اهدى الفنان جمال حسن لسميح القاسم لوحة بورتريه شخصي لسميح رسمها وصممها جمال خصيصا للمناسبة كما تمت قراءات شعرية خلال اللقاء.
كما ان اللقاءات الليلية كل يوم بعد عناء العمل المضني في النحت على الصخر وتلك الحوارات والنقاشات المثرية والمثيرة مع مترجم وبدونه وبلغة الصم والبكم وبلغة الفن التي لا تحتاج الى مترجم كلها أثْرت اللقاء وأثّرت على سيره.
كما كان للرحلة بين احضان الطبيعة وللاماكن المسيحية المقدسة في الجليل، وقعها على الفنانين الاجانب السلوفاك والايطالي، كما تمت زيارة معرض الفنان اسد عزي في المركز الثقافي البلدي الناصرة كفكرة للتواصل الفني مع المبدعين الاجانب.
وقد اعدّ مجلس بيت جن المحلي قطعة ارض بمساحة اربعة دونمات في موقع جميل ورائع قرب بيت جن ليتم لاحقا نصب التماثيل المنجزة فيها وتحويلها الى حديقة تماثيل تليق بشعب يحترم الفن والاعمال الفنية وسيكون لمسيرة الابداع تدفقها واستمرارية نشاطها وبالتعاون مع ابداع، كما وعدنا باصدار كتالوج او رزنامة تزينها تلك الاعمال، ولنا عودة وفرحة اللقاءات الابداعية مستقبلا.


الفنان كمال ملحم
السبت 22/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع