صورة قلمية من رفح:
إرهاب الدولة يتجلّى بفنٍ وإبداع على الطريقة الدموية الشارونية


  رفح18-5-2004وفا-دماءُ تسيل بسخاء، أشلاءُ متناثرة فوق حبّات رمل الثرى، ركامُ من الدمار والخراب لمنازل أصبحت أثراً بعد عين، أطفال ونساء وشيوخ يتراكضون من هول ما حلّ بهم، تلك هي عناوين بارزة سطّرتها قوات الاحتلال الغاشم بفنٍ وإبداع على الطريقة الشارونية الدموية المعتادة التي قلّ من يتقن رسمها غيرهم.

فعلى مدار الأيام الماضية المتواصلة، كانت مدينة رفح بوابة صلاح الدين وقلعة الجنوب الصامدة، مسرحاً لهمجية وعنصرية المحتل الغاشم الذي رزع الحقد والدمار والموت في أبشع صوره في كل شبرٍ من أرض رفح الغالية.

فاليوم وما أشبه اليوم بالأمس شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعمها عشرات الآليات العسكرية، والطائرات المروحية، والدبابات، والجرّافات المدرّعة، حملة تطهير عرقي جديدة استهدفت المواطنين الأبرياء في المحافظة، وتحديداً في حي تل السلطان، غرب المحافظة، حيث داهمت بهمجية معتادة المنازل واعتلت أسطحها وشرع القناصة بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثف تجاه السكان وكل ما هو متحرك، قبل أن تقوم طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع، بإطلاق حمم صواريخها الحاقدة تجاه مسجد بلال في الحي، والذي كان يتواجد بداخله عدد من المصلّين الذي كانوا يؤدّون واجبهم الديني في صلاة الفجر، مما أدى إلى اشتعال النيران داخل المسجد واستشهاد عدد من المصلين وإصابة العشرات منهم، جراح معظمهم جراحهم بالغة الخطورة، لينضموا إلى بقية إخوانهم الشهداء الذين سبقوهم في بقعة طاهرة أخرى من الحي.

وذكر شهود عيان من الحي أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشفيات كما منعت سيارات الدفاع المدني من إطفاء النيران التي اشتعلت داخل المسجد والتي أتت على جميع ما بداخله، حتى مصاحف القرآن الكريم أصبحت رماداً.

وأدى القصف الاحتلالي الجبان إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المحافظة جرّاء قصف المحوّل الرئيسي الذي يغذّي المحافظة بالتيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير البنية التحتية، وشبكات المياه والصرف الصحي، وخطوط الهاتف، مما عزل المحافظة عن باقي المحافظات، وعن العالم الخارجي.

وأسفرت سياسة التطهير العرقي الجديدة هذه والتي تأتي بعد الضوء الأخضر الذي منحته محكمة الاحتلال العليا لقوات احتلالها لهدم مئات المنازل في رفح، عن استشهاد 12 شهيداً هم: ابراهيم محمد عبد الله درويش(25عاماً)، وليد أبو جزر(27 عاماً)، محمد الجندي(24عاماً)، محمد عبد الرحمن النواجحة(21عاماً)، إبراهيم اسماعيل البلعاوي(18عاماً)، محمد جاسر الشاعر(18عاماً) وشقيقه أحمد(17عاماً)، زياد شبانة(22عاماً)، محمود اسماعيل أبو طوق(33عاماً)، عماد المغاري(34عاماً)، طارق شيخ العيد(25 عاماً)، هاني قفة (20 عاماً)، سعيد ابراهيم المغيّر(22عاماً)، وأصيب خلال هذه المجزرة العشرات من المواطنين معظمهم بحالة الخطر الشديد.

ويضيف العديد من شهود العيان أن هناك جرحى لا يزالون على الأرض ينزفون، ومنهم من استشهد ولا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليهم، بسبب كثافة النيران التي تستهدف كل من يحاول الإقتراب منهم أو حتى مجرد الوصول إليهم.
واستصرخ هؤلاء الشهود العالم أجمع وأصحاب الضمائر الحيّة والشرفاء في العالم، التدخل العاجل لوقف هذه المجزرة الإرهابية البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان العزل الأبرياء.


الثلاثاء 18/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع