عشيقتي ليست ككل العشيقات!!

وهل هناك اجمل من الحب واللقاء؟
استيقظ قبل الموعد بنصف ساعة.. في الخامسة والنصف.. أوقظ الشمس والأزهار والطيور.. احضر فنجانًا من القهوة العربية الاصيلة.. آه ما اطيب رائحة قهوة الصباح! أشعل سيجارة.. وانتظر ساعة اللقاء.. كما تنتظر اوراق الورد قطرات الندى.. كما تنتظر الارض العطشى حبات المطر.. ترى، ما الأخبار؟
عشيقتي ليست ككل العشيقات.. فلست الا واحدًا من عشاقها.. انهم كثر.. منهم العامل، ومنهم  الفلاح.. منهم الطالب ومنهم المعلم.. منهم الطبيب، ومنهم المهندس.. منهم الشيخ، ومنهم الشاب.. وكلما ازداد عشاقها ازددت عشقًا.. ليس لاني لا اغار عليها، بل لأني احب فضيحة هذا العشق..
عشيقتي ليست ككل العشيقات.. انها صريحة جدا.. جريئة جدا، فاضحة جدا، شجاعة جدا، وذكية جدا. وما ان تلتقيها مرة حتى تقرأ في عينيها نبضات قلبك.. واهتزازات مشاعرك، وفواصل فرحك، ونقاط حزنك، تفتح لك ذراعيها، فتقع في حبها من حيث تدري ولا تدري!
عشيقتي ليست ككل العشيقات، حاولوا قتلها، تآمروا على اغتيالها، ظنوا انها ستمكث يوما او بعض يوم، عذبوها وعذبوا عشاقها وكل من تعاطاها، ولكنها كانت اقوى منهم جميعا، وفي  الليل ظلت تزور عشاقها، وفي النهار تاكل عندهم، وتشرب عندهم، وتبقى جالسة الى يوم القيامة.
عشيقتي ليست ككل العشيقات، فقد فضحت عشاقها وارتفعت بهم الى ارفع المراتب وأعلى الدرجات، فأصبحوا نجوما ساطعة ليس في سماء الشرق فحسب، بل في شرقه وغربه..
عشيقتي ليست ككل العشيقات، انها تعرف في التاريخ، في الجغرافيا، في السياسة، في اللغة، في الوطنية، وفي العروبة، وقد نجحت في جميع الامتحانات، انها مدرسة تثقفت وتعلمت  عليها اجيال واجيال، علمتهم حب الوطن وعشق الارض والتراب، علمتهم حب الزعتر والياسمين، حب التين والزيتون، حب التاريخ والحاضر والمستقبل.
وبقي ان اذكر ان عشيقتي في عمر الورد..
انها تحتفل اليوم في عيدها الستين..
فألف تحية لك من كل بيت وخيمة، من كل قرية ومدينة، ومن كل زقاق وشارع..
ألف تحية لك من كل زهرة وشجرة، من كل واد وتلة، من كل طير ونحلة..
الف تحية لكل من أدمن عشقها..
وكلّ عام و"الاتحاد" بألف الف خير.
فريد نصار
الأثنين 17/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع