من ذكريات الرفيق اسطفان خوري مع <الاتحاد>


الرفيق اسطفان خوري ابن 74 عاما يعيش في مدينة شفاعمرو يقول ان الاتحاد كانت بالنسبة لي النور الذي أضاء طريقي والمدرسة التي تعلمت فيها وثقفتني وعرّفتني على طريق الحياة. انا من قراء "الاتحاد" الدائمين منذ صدور العدد الأول سنة 1944 ولا أبالغ القول انه في اليوم الذي تنقطع عني "الاتحاد" أشعر بنقص كبير في ذلك اليوم انا وأهل بيتي ايضًا".
لقد واكبت "الاتحاد" منذ صدور العدد الاول وتعرفت عليها ولم اكن في ذلك الوقت شيوعيًا، ولكن من خلال قراءتي لها شعرت بدفاعها عن المظلومين والمسحوقين والضعفاء على الارض، وترفع وتعالج قضاياهم وعندها عرفت انها لسان حال الحزب الشيوعي، عصبة التحرر سابقًا، وعن طريقها وحبي لها أحببت الشيوعية وانضممت الى صفوف الحزب الشيوعي في اوائل الخمسينيات وحملت "الاتحاد" التي كانت تصدر اسبوعيًا ووزعتها وعملت على انتشارها بين الجمهور الواسع. وكنت استمتع في اثناء توزيعي للجريدة رغم المخاطر الكبيرة وملاحقة الحكم العسكري وقطع ارزاق كل من يساهم في توزيع "الاتحاد" في تلك الفترة، الا انني قاومت بطش الحاكم العسكري وواصلت توزيع "الاتحاد" وحمل هذه الراية الخفاقة، لقد هددونا بقطع ارزاقنا  ولكن لم نخف ولم نكن نعرف الخوف في تلك الفترة واليوم استرجع ذكرياتي عن تلك الفترة فأقول في نفسي ما أحلى تلك الأيام، أيام التحدي، وما أجمل تلك الفترة فقد كنت اعتز  بتوزيعي لجريدة "الاتحاد"  في زمن تهديدات السلطة والاعتقال ودفع الثمن على ذلك.
لقد حملت "الاتحاد" هموم كل الناس وهموم شعبنا خاصة نحن الجزء اللاجئ في وطننا حيث انني من مواطني قرية الدامون المهدومة المشرد أهلها وقد رفعت "الاتحاد" صوتنا ودافعت عن حقنا بالعودة والرجوع الى قرانا وما زالت حتى يومنا هذا. اذا "الاتحاد" كانت بالنسبة لنا الخبز والماء والحياة.
في الحقيقة عانينا وتعرضنا للملاحقات ولم نترك صحيفة "الاتحاد" واليوم حفاظًا على "الاتحاد" أقوم بنفسي رغم كبر سني بالتوجه الى مكاتب الجريدة وأساهم باشتراك سنوي لأن مشاركتي في "الاتحاد" ضمن ميزانية بيتي التي ارصدها لمصاريف البيت، واليوم و"الاتحاد" بحاجة الى اهلها أوجه ندائي الى كل ابناء شعبنا وأقول "الاتحاد" تناديكم، "الاتحاد" صاحبة التاريخ المشرف، "الاتحاد" التي دافعت وما زالت تدافع عن حقوق المظلومين والمضطهدين تناديكم، فمدوا يد العون لها لمواصلة  مشوارها الطويل دفاعًا عن أجيالنا الحالية والقادمة.
أجرى اللقاء: أحمد حمدي
الجمعة 14/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع