الرفيق رئيس تحرير "الاتحاد"
الرفاق والاخوة في هيئة التحرير

نحييكم ونشد على اياديكم بمناسبة الذكرى الــ 60 لتأسيس جريدة الجماهير العربية وقواها الطليعية والتقدمية، جريدتكم وجريدتنا جميعا، جريدة الاتحاد.
لقد جسدت جريدة الاتحاد شعار الوحدة والاتحاد هدفا، والدفاع عن مصالح الجماهير العربية نهجا، وتبني قضايا العمال والكادحين والفئات المسحوقة طريقا، وجمعت بشكل خلاق مع حزبها، الحزب الشيوعي الاسرائيلي بين الدفاع عن الحقوق المدنية والدمقراطية للجماهير العربية وبين حق هذه الجماهير في المساواة القومية الكاملة، واعتبرت ان تحقيق السلام العادل والشامل يكون فقط من خلال الاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على الاراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194. ولاحظت الاتحاد بشكل مبكر ان المدخل لحل مشاكل الجماهير العربية وانهاء سياسة التمييز الموجهة ضدها، يتطلب انهاء الاحتلال، والتخلص من اعبائه الباهظة التي يدفع ثمنها الكادحون والعاملون عربا ويهودا على حد سواء.
ونحن في المناطق الفلسطينية المحتلة، عرفنا جريدة الاتحاد منبرا مدافعا عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومتنفسا ننشر على صفحاتها تطلعاتنا وآمالنا في التحرر والاستقلال، ونكتب فيها ما لم نستطع كتابته في صحافتنا التي عانت طويلا من مقص الرقيب العسكري وقراراته واجراءاته التعسفية.
وعلى صفحات جريدة الاتحاد حصل ذلك التواصل الخلاق بين النضال من اجل التحرر الوطني للشعب العربي الفلسطيني، وبين النضال من اجل السلام والمساواة داخل المجتمع الاسرائيلي. وقامت الاتحاد بدور السفير المدافع عن آمالنا وتطلعاتنا من ناحية، والمعبر ايضا عن الوجه الصادق والامين للقوى التقدمية والدمقراطية عربية ويهودية التي ايدت ودعمت هذا النضال، من ناحية ثانية.
لهذا فاننا عندما نهنئ جريدة الاتحاد بمناسبة الذكرى الـ 60 لتأسيسها فاننا نحيي انفسنا، ونحيي تاريخا عريقا ومميزا من النضال الصادق والامين والذي سيتواصل مع الاتحاد على الرغم من قساوة الظروف وصعوبتها.
ولعل في تواصل صدور جريدة الاتحاد منذ 60 عاما، وعلى الرغم من تبدل الظروف واختلاف المراحل، دليل قوة وعراقة، وتعبير عن القدرة على تجاوز الازمات، ومؤشر نحو المستقبل الذي ستسود فيه اهداف الاتحاد، اهدافنا جميعا.
نحييكم مرة اخرى ونتمنى لكم استمرار النجاح في تأدية رسالتكم.

(رئيس تحرير مجلة "صوت الوطن" التي تصدر في الاراضي الفلسطينية المحتلة)