مبروك يا اتحاد والى الامام

حملت "الاتحاد" (59) سنة، وبما انني سابلغ (79) عاما، فهذا يعني انني بدأت طريقي الذي اعتز به مع "الاتحاد" وانا ابن عشرين سنة.
حملت الاتحاد وحزبها، كتابها ومحررها الهم الفلسطيني منذ اليوم الاول للنكبة وحتى اليوم بصدق وشرف وتضحيات هائلة.
ان بعد نظر وقدرة القيادة الشابة لعصبة التحرر الوطني الفلسطينية في ذلك الوقت على رؤية المؤامرة على الشعب الفلسطيني لحرمانه من قيام الدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم للامم المتحدة عام 1947 وجرأة هذه القيادة بكشفها عبر "الاتحاد" وغيرها من وسائل النشر قد فضح الدور الخياني لزعماء الدول العربية الذين قاموا باقناع الشعب الفلسطيني انهم سيحررون فلسطين بجيوشهم الجرارة ومدافعهم التي تضرب تل ابيب من الناقورة والليات (قرب قرية مجد الكروم)، ورافق هذه الخيانة التحريض الدموي على الشيوعيين و "الاتحاد"، على زعامة الحزب وموزعي الاتحاد واتهامهم بالعمالة.
ان نجاح المؤامرة كان بفعل التآمر الامبريالي الصهيوني وخيانة الانظمة العربية المتواطئة معهما، كان بفعل تصديق الزعامة الخائنة وتكذيب الشيوعيين والتحريض الدموي ضدهم.تصوروا لو كان صمود الفلسطينيين في ارضهم وبيوتهم كما هم صامدون اليوم امام كل وسائل القتل والتعذيب التي يمارس المحتل الاسرائيلي ولم يغادر اي ???[ منهم مسقط رأسه، الم يكن بالامكان تقزيم وافشال مؤامرة طرد الفلسطينيين من وطنهم! والسؤال الان هل الصمت العربي المعيب اليوم يختلف عن الدور الخياني، الا يساهم هذا الصمت العربي بمواصلة المذابح ضد الفلسطينيين.
انا وجيلي لنا حق العتب على منتظري الفرج ولا يعملون لانتزاعه والوقوف في وجه المد اليميني المتصاعد والخطر الجدي على الفلسطينيين في المناطق المحتلة وداخل اسرائيل.
ان حكام اسرائيل يكرهون المواطنين العرب الفلسطينيين اكثر من غيرهم لأننا على صدورهم باقون الى الابد.
كنا نجوب البيوت ونحن نحتضن "الاتحاد" ونوزعها على الاهل ونناقش القراء حول قضايا الساعة. واذكر كيف كان الناس يختطفون "الاتحاد" ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 56 واول عدد بعد عدوان حزيران 1967 واحتلال المناطق المحتلة. لقد كانت عناوين الاتحاد البارزة ومن اول كلمة لآخر حرف صارخة ضد الاحتلال الاسرائيلي ومن اجل زواله. وكان الصوت المجلجل الجريء في الكنيست للنائب الشيوعي خالد الذكر ماير فلنر الذي انطلق بقوله المشهور ان للشعب الفلسطيني الحق الشرعي بالنضال ومقاومة الاحتلال وحق الكفاح المسلح. وكان الرد الاجرامي بطعن مايرفلنر في ظهره لقتل هذا الصوت الشجاع. فبهذه المواقف المبدئية الجريئة وقف الشيوعيون ولا يزالون على هذا الطريق لا يعبأون من تفجير سياراتهم.
مبروك يا "اتحاد"، شدوا الهمة وارفعوا من مستوى تنظيم وتحسين الاتحاد والمحافظة على مستواها لتتلاءم مع العصر.

(الرامة)


كمال غطاس
الجمعة 14/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع