مع <<الاتحاد>> في عقدها السابع

"الاتحاد" مدرستي الصحفية، التي تتلمذت على يدها، تحتفل هذه الايام بدخولها العقد السابع من حياتها الصحفية الاعلامية، والتي خدمت شعبا عربيا فلسطينيا، أنارت له الطريق وعرّفته خلال كل هذه الحقبة من الزمن، على الغث من السمين.
منذ سنة 1948 وانا طالب في الصف الاول ثانوي، تعرفت على "الاتحاد" من خلال عضويتي في الشبيبة الشيوعية، وبعدها العضوية في الحزب، حيث تعودت على قراءتها، وفيما بعد توزيعها، وكذلك مراسلا محليا، وكاتبا مبتدئا.
"الاتحاد" كانت ويجب ان تبقى صحيفة الشعب، المدرسة الاعلامية لجميع الصحفيين المبتدئين والبارزين، صحيفة نعتز ونفتخر بها، على الرغم من الخلافات، التي يمكن ان تكون بيننا، حول اسلوب طرح ومعالجة القضايا المحلية والعامة، وكما يقولون "خلاف الرأي لا يُفسد للود قضية".
نعم الاتحاد جريدتي الصباحية، وقبل ذلك الاسبوعية ونصف الاسبوعية، والتي انتظرها صباح كل يوم على احر من الجمر، وعندما تتأخر او لا تصلني في ذلك اليوم اقوم بنفسي بالتفتيش عنها، لأني اشعر انه ينقصني شيء ما. لا اقول ذلك مجاملة، وانما حقيقة، مع ان لدي الكثير من الملاحظات والانتقادات، على اسلوب وطريقة معالجة وتغطية الاحداث العربية الاسرائيلية، والاسرائيلية عامة. وهذا موضوع للنقاش الداخلي مع المسؤولين في هيئة التحرير والتي تربطني معهم علاقات صداقة واحترام متبادل. ومن منطلق هذا الاحترام وهذه الصداقة اسمح لنفسي بتقديم الملاحظات والانتقادات، والتي تستهدف، تحسين وتطوير العمل المهني في صحيفة كل الشعب.
صحيح ان الاتحاد كان يجب ان تكون اقوى واوسع انتشارا واكثر تغطية للاحداث، كونها الصحيفة العربية اليومية الوحيدة في البلاد. ولكن الظروف التي مرت بها في السنوات الاخيرة، اعاقت تطورها وتوسُّع انتشارها – واعتبرها كبوة جواد اصيل مؤقتة، سيكون بامكانها تخطيها والتغلب عليها، وهي (أي الصحيفة) بهيئة التحرير والموظفين والعاملين من المراسلين والموزعين يحاولون جهدهم، ومع ذلك هناك حاجة ماسة لاستغلال طاقات مهنية، وتنظيم الدورات والايام الدراسية لكافة المراسلين.
الاتحاد تحمل طابع الحزبية، وهي جريدة حزب، الحزب الشيوعي، ومع ان جميع الصحف الحزبية في البلاد وربما في العالم قد فشلت، الا ان الاتحاد بقيت صامدة، وهذا لا يعيبها كونها جريدة – صحيفة حزب وشعب، ومع ذلك عليها ان تعيش وتراعي الظروف الموضوعية والتطورات التي تمر بها البلاد والمنطقة، من ناحية التعددية، الاعلامية والحزبية والحركية والسياسية. ولا يُعيب الاتحاد ويجب ان لا يعيبها، اذا عرفت القارئ ليس على ما قاله وصرح به وعمله اعضاء الحزب الشيوعي والجبهة في الكنيست والهستدروت وفي النشاطات الجماهيرية، بل ان قوتها زيادة احترامها لدى القراء يكون باطلاعهم على ما يقوله وعمله وصرح به الطرف الحزبي والسياسي الآخر، وعليها ان تعتمد على ذكاء وفطنة ونباهة القارئ اللبيب.
ومع ذلك تبقى "الاتحاد" الصحيفة التي فتحت صدرها واتسعت صفحاتها الى جميع الصحفيين المبتدئين والمتقدين والمهنيين من غير الحزبيين والجبهويين الذين كتبوا فيها واحترمت آراءهم ومواقفهم، اذا كانت بعيدة عن الذم والتشهير، وانتقاداتهم وملاحظاتهم ايجابية.
احترم الاتحاد مدرستي الصحفية واعتز بها، واتمنى لها كل تقدم وتطور واريدها ان تبقى الصحيفة الاولى في الوسط العربي الفلسطيني في اسرائيل، وان تتطور وتتحسن كما وعدتنا قبل نصف سنة، وان تبتعد من الآراء المسبقة، ضد بعض من الشخصيات الصحفية والادبية والاجتماعية والشعبية التي برزت ونجحت في عملها المهني والجماهيري ولكنها لا تنتمي للحزب او الجبهة وفي نفس الوقت لا تخاصمهما ولا تعاديهما.
الاتحاد يجب ان تكون مفتوحة امام جميع الاقلام، وهي الأم الرؤوم لجميع الناس العاديين من البسطاء والمثقفين وغير المؤطرين حزبيا فهؤلاء يمكن ان يكونوا السند المدافع والامين عن الاتحاد ونهجها الصحفي والاعلامي.
فتحية من القلب الى الاتحاد في عيدها الواحد والستين ودخولها العقد السابع آملا لها كل تقدم وتطور ونمو واتساع انتشارها، وان تبقى المدرسة الاعلامية والصحفية، على الرغم من وجود الاقمار الاصطناعية والفضائيات وعهد العولمة.
تحياتي والى الامام..

(رئيس نقابة الصحفيين العرب في الجليل)


محمد شريف
الجمعة 14/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع