<<الاتحاد>> زيتونة البلاد

في عيد ميلادها الستين تبقى الاتحاد شامخة، راسخة، كشموخ ورسوخ زيتون بلادنا السوري/ الصوري/ في ام الزينات، إجزم، جبع، عين غزال جارات حيفا بالذات، رغم ما حل بالأهل هناك من تهجير قسري وحجج واهية بأن العرب هربوا وتركوا بلادهم. وكلنا يعرف اليوم كما عرفنا من قبل ان مخططات التهجير كانت معدة ومحضّرة مسبقا لاخلاء البلاد من سكانها الوطنيين.
فكما صمد الصبّار في فرعم، عموقة، قديتة، الجاعونة، عين الزيتون في قضاء صفد، ها هي الاتحاد تصمد بعزيمة واصرار لتمتد جذورها هنا وهناك، تماما كصمود ورسوخ تين وزيتون ولوز قرى: النبي يسير. وقولا بلد المجاهد علي حسن سلامة، طيرة دندن، دير طريف، الحديثة، الضهيرية، دانيال وغيرها من قرى قضاء الرملة، الذي تعرّض لأسوأ عملية تهجير باخلاء جميع قراه السبع والخمسين!
وكصمود البروة، ميعار، الرويس، الدامون، الغابسية، النهر، التليل، ام الفرج، عمقة وكويكات في قضاء عكا، فاهل هذه القرى ما زالوا يتمسكون مصممين على حق عودتهم الى قراهم، مهما طال الزمن والمماطلة.
وقائمة قرانا المهجرة طويلة تزيد عن الخمسمائة قرية في اقضية بلادنا: طبريا، طول كرم، يافا، القدس، الخليل، بئر السبع وغيرها.
جريدتنا الاتحاد، اسم على مسمى، ترافق مهجّري الداخل في جولاتهم للوقوف على اطلال ومعالم بلادنا، ليس يوم النكبة وحسب، بل وعلى مدار السنة.
يا اصدقاء الاتحاد، قراءها، محبيها، تعالوا بنا نستعيد للحظات، بعض الصحف والدوريات العربية التي ظهرت على الساحة، وسرعان ما افل نجمها وتداعت اركانها وكأنها لم تكن، ولنذكر على سبيل المثال لا الحصر:
اليوم، الانباء، المرصاد، الوطن، الديار، وغيرها الكثير، الا ان الاتحاد، رغم الصعوبات، الحصار الاقتصادي والحرمان المبرمج من اعلانات الجهات الحكومية المختلفة، ظلّت، بقيت، صمدت، كافحت، ناضلت، رافقت وسجلت احداث وتاريخ هذه الديار بحلوها ومرها، رغم كثرة المرارة وقلة الحلاوة في هذه المنطقة.
عن جيل، بل اجيال الكتاب، الادباء، الشعراء، النقاد وحملة الاقلام الوطنيين الذين رأوا في الاتحاد بيتهم الدافئ ومنبرهم الصادق حدّث ولا حرج، واذا اردنا ان نستعرض هذه الاسماء التي نمت، ترعرعت، برعمت، حصحصت وتألقت، قد تطول بنا القائمة، وقد ننسى البعض، لأن الذاكرة اخذت تخوننا احيانا.
في هذه المناسبة السعيدة يطيب لنا ان نحيّي كافة المحررين، العاملين، المراسلين، المنضدين، الموظفين، من قضى منهم في سبيل ربه ومن ما زال على قيد الحياة، مع امل بطول العمر.
نقول لهؤلاء: هذه امانة بين ايديكم الامينة، صونوها، قوّوها، عززوها، نمّوها، طوّروها، لتواصل رحلة العطاء المتواصل دون كلل او ملل، لتواصل ترسيخ المفاهيم الوطنية، القومية، الادبية، الاخلاقية والاجتماعية في نفوس اجيالنا الحالية واللاحقة.
سبق ان قلتم لن يبقى في الواد سوى حصاه، والاتحاد هي الحصوة الكبيرة التي يصعب جرفها او تفتيتها او نقلها، لأنها راسخة كاشجارنا وانتمائنا من جيل الى جيل.
ألف تحية حب، تقدير وامل مزهر مشرق مفعم بالطمأنينة والسلام العادل.

(حرفيش)


نمر نمر
الجمعة 14/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع