اليوم، 14/5/2004 تضيء "الاتحاد" يومية الجماهير العربية الشمعةالـ 61 من عمرها المتجدد.. وبهذه المناسبة العزيزة نلتقي احد الموزعين الاوائل لصحيفة "الاتحاد"، هو الرفيق توفيق حصري والمعروف باسم ابو همام.
الحديث مع ابو همام والذي جاوز الـ 71 عاما، شائق ومثير، فهو يسرد تاريخ شعب ومسيرة شعلة متواصلة وهي "الاتحاد"، وشاهدة على العصر..

"الاتحاد": هل لك ان تعرّفنا كيف تعرفت على "الاتحاد"؟

ابو همام: لقد تعرفت على صحيفة "الاتحاد" اول مرة منذ 57 عاما وتحديدا من خلال تنظيم الحزب الشيوعي في ام الفحم سنة 1948 وكان ذلك بفضل الاشخاص الذين كانوا اعضاء في عصبة التحرر الوطني..
فبعد ان تم ضم المثلث عام 1948 لاسرائيل وفق اتفاقية رودس العام 1949 بدأ الحزب ينظم صفوفه.

"الاتحاد": كيف كنتم تحصلون على الجريدة في تلك الفترة؟

ابو همام: لقد كنا نحصل على "الاتحاد" من خلال رفاق من الناصرة كانوا ينقلون الجريدة مع سيارات الشحن، وكانوا يلقون عشرة اعداد من الجريدة على الشارع العام.

"الاتحاد": ولكن في العام 1950 – 1951 علم الحاكم العسكري بأمركم؟

ابو همام: في العام 1950 او 1951 ايام الحكم العسكري البائد علم الحاكم العسكري بأمر الجريدة، فمنعوا الرفاق من الناصرة ايصالها، ونحن كنا نذهب الى حيفا خصيصا لاحضار الجريدة.

"الاتحاد": كيف؟

ابو همام: كنا نمشي من ام الفحم عبر الجبال حتى مفرق "مشمار هعيمق" بالقرب من مجيدو، وكنا نصعد الى الباص الذي يصل الى حيفا لاحضار الجريدة، ونعود بنفس الطريقة. لقد كان توزيع الجريدة سريا، اذ كان كل من يقرأ "الاتحاد" يعتبر متحديا لاوامر السلطة، وكل من كان يقرأ الاتحاد كان تتم ملاحقته ويطرد من عمله.
"الاتحاد": هل كان عدد القراء كبيرا؟
ابو همام: كلا لقد كان عدد القراء قليلا، وحتى اليوم لا يزال هناك البعض من غير الشيوعيين الذين يقرأون الاتحاد.  ويضيف ابو همام: بعد اول ايار 1958 تم سجن عدد من الرفاق بسبب المشاركة في اول ايار وقسم آخر بسبب توزيع الجريدة، وخلال وجودنا في السجن تتلمذنا على يد رفاق من الناصرة امثال طيّب الذكر توفيق زياد، منعم جرجورة وصليبا خميس وغيرهم من القيادات. ويقول ابو همام عن كيفية انضباط الرفاق في توزيع الجريدة فكل واحد كان يوزعها اما في العمل او اينما وُجد.
وتذكر ابو همام ذكريات توزيع الجريدة في المثلث حتى الطيبة وانه كان يشاركهم في توزيعها في باقة الغربية صبحي خالد بيادسة وابراهيم خالد بيادسة.
ويضيف ابو همام، لقد كنا نتسابق على توزيع الاتحاد، ونجري المسابقات بين الخلايا، والجائزة كانت عبارة عن  قلم حبر.

"الاتحاد": هل من كلمة اخيرة في عيد ميلاد "الاتحاد"؟

ابو همام: اتمنى للاتحاد في عيدها المتجدد ان تترسخ اكثر واكثر وتبقى منبرا عاليا ومسموعا، حيث ان الاتحاد احد اهم الانجازات للجماهير العربية كونها جريدة يومية.
واتوجه الى القائمين عليها ان يعملوا على صيانة "الاتحاد" والتعامل مع الجريدة على انها جزء منهم.

"الاتحاد": هل لك ان تذكر حادثة واجهتك في اثناء توزيعك الجريدة؟

ابو همام: اذكر في سنوات الخمسين ذات مرة احضرت "الاتحاد" ولاحظني افراد دورية من الجيش فقاموا بملاحقتي بعد ان رفضت الوقوف، وخصوصا بعد ان قام الحاكم العسكري بحرقها في الشارع. وهربت طوال الطريق تحت وابل من اطلاق النار. تلك الايام لا تنسى،  وكنا نعرف ان هذا الحزب الذي يصدر "الاتحاد" هو حزب وطني يدافع عن الناس وعن همومهم!

"الاتحاد": كيف كنتم توصلون الجريدة الى القرى المجاورة؟

ابو همام: كنا فريقين نقوم بتوزيع "الاتحاد"، فريق يذهب الى مصمص عين ابراهيم، سالم، البياضة وزلفة (شرق ام الفحم) وفريق آخر كان يبيع الجريدة في عارة وعرعرة وكفر قرع وبرطعة. وكل ذلك كان مشيا على الاقدام.
واذكر مرة كنا في باقة الغربية وجت وقمنا ببيع عددين فقط؟!!
ويتذكر ابو همام انه ذات مرة حصلت "معركة" على توزيع الجريدة في كفر قرع.. ويتمنى ابو همام للاتحاد ان تبقى المدرسة الرائدة في الصحافة. كما يذكر حادثة جرت معه انه تلقى اتصالا من الفنان الفلسطيني خالد الذكر ناجي العلي حول رسوم كاركاتيرية طالبا منه العمل على نشر رسوماته، وبالفعل بعد عدة اسابيع كان لناجي العلي رسم يومي في "الاتحاد".