كلمة <<الاتحاد>>
أوقفوا التصعيد واخرجوا من غزة

تعكس ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الهمجية الدموية العدوانية في الآونة الاخيرة، وفي الأيام الاخيرة بالذات، في قطاع غزة ان حكومة الاحتلال والجرائم الشارونية اليمينية تستغل انشغال الرأي العام العالمي بفضائح جنود الاحتلال الامريكي والبريطاني وممارساتهم السادية المنحطة ضد المعتقلين العراقيين في سجن "ابو غريب" الرهيب وغيره، لتصعيد لم يسبق له مثيل في خان يونس ورفح وغزة هاشم بهدف خلق وقائع جديدة على أرض الواقع تخدم استراتيجية المحتل الاسرائيلي. فمنذ ليلة امس الاول "الاثنين ليلة الثلاثاء" تقوم قوات الاحتلال بدباباتها ومجنزراتها بعملية تصعيد اجرامية واسعة النطاق في "حي الزيتون" في مدينة غزة ولا تزال مستمرة حتى كتابة هذه السطور (مساء امس).
ان اجتياح مدينة غزة وارتكاب الجرائم، من قتل وهدم للناس المدنيين وبيوتهم وفرض جو من الارهاب، يعكس حقيقة ان حكومة الكوارث الشارونية اليمينية لا تطرح على جدولها ابدًا احتمالات التسوية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية، وان شارون يريد بتصعيد  العدوان الهمجي في قطاع غزة التأكيد لمعارضي خطته لفك الارتباط من طرف واحد داخل حزبه وللمستوطنين والقوى الفاشية العنصرية ان جنرال المجازر والاستيطان لم يتغير ابدًا، وان خطته الاستراتيجية مدلولها الاساسي في نهاية المطاف ليس تخليص الفلسطينيين من الاحتلال، بل تخليص الاحتلال في اجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية من الفلسطينيين.
و"يستكثر" المحتل على اهالي غزة ضحايا العدوان التصدي ومقاومة غزاة محتلين استباحوا حرمة اراضيهم وبيوتهم وأرواح ابنائهم، لعلهم كانوا يعتقدون بأن يستقبلهم اهل غزة بالورود وبأهازيج الترحيب!! فما ان انتشر خبر تفجير مصفحة عسكرية اسرائيلية في غزة ومقتل ستة جنود اسرائيليين حتى ارتفع صوت نعيق الغراب وبدأ التحريض الهستيري ينطلق من أفواه غلاة اليمين والفاشية العنصرية، بعضهم طالب بتكثيف القصف الجوي على المدنيين الفلسطينيين في غزة والقطاع، وبعضهم طالب بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ووصلت هستيريا الجنون العدواني المطالب بضرب سوريا وقصف دمشق، هذا في وقت كان فيه المحتل يعزز من قواته الغازية بإرسال ارتال من الدبابات والآلات العسكرية وأعداد جديدة من الجند.
ان حكومة الاحتلال والجرائم والعدوان اليمينية تلعب بالنار الحارقة التي لن تقود الا الى مواصلة تدفق الدماء من شرايين الصراع. وتقع على عاتق هيئة الشرعية الدولية والكوارتيت والجامعة العربية وجميع انصار حق الشعوب بالتحرر التحرك السريع لكبح جماح العدوان الاسرائيلي وضمان خروجه من قطاع غزة وزواله  من جميع المناطق المحتلة. مسؤولية هذه الهيئات الدولية والعربية والاسلامية توفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان أمنه من بطش وجرائم ومجازر  الاحتلال الاسرائيلي وسوائبه  من عصابات اوباش المستوطنين. كما ان مسؤولية قوى السلام والدمقراطية، اليهودية والعربية، في اسرائيل التحرك لتصعيد الكفاح ضد سياسة وممارسات حكومة الكوارث اليمينية ومن اجل تقصير اجل حكمها والاسراع في غروبها عن كراسي السلطة.

("الاتحـــــــــاد")


الأربعاء 12/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع