القد - لمراسلنا - وسط عاصفة من المقاطعات والتحريض اليميني في الكنيست، هاجم النائب الجبهوي عصام مخّول، في اثناء مناقشة نزع الثقة عن الحكومة أمس الاثنين، قرار رئاسة الكنسيت رفضها اقرار موضوع عمليات التعذيب التي يمارسها جيش الاحتلال الامريكي في العراق وفي سجن ابو غريب تحديدًا. واعتبر مخول ان قرار رئاسة الكنيست يصب في التغطية على الممارسات الارهابية وجرائم الحرب التي يقودها بوش ورامسفيلد بحق الشعب العراقي.

وأضاف: ان العالم يغلي كالمرجل ازاء جرائم الجيش الامريكي، وفظائع التعذيب في سجن ابو غريب، ويطالب باقالة صديق حكومة شارون رامسفيلد، بينما ترفض رئاسة الكنيست طلبي مجرد مناقشة الموضوع، في تجاهل تام لما تدعيه من حساسية مفرطة تجاه فقرات صعبة في تاريخ اليهود. وقال مخول: ان الصور الملتقطة في سجن ابو غريب، رأيتها في اثناء زيارتي متحف معسكر التركيز في زاكسنهاوزن في المانيا، وعليكم ان تخجلوا. والسؤال الخطير: "هل هناك من يخاف ان يفتح جنود اسرائيليون ومحققون افواههم بشأن ما يحدث في دهاليز التحقيق في اسرائيل ذاتها"؟

وتطرق مخول الى اطلاق سراح شبان كفركنا الثلاثة، بعد ان جرى تقديم لائحة اتهام ضدهم بقتل الجندي اوليغ شايحط، وبعد ان جرى انتزاع اعترافات كاذبة منهم بفعل التعذيب والعنف، فقال: لقد قامت  المؤسسة الامنية والبوليسية بالوقوف على أرجلها الخلفية واطلقت تحريضها المنفلت ضد المواطنين العرب، وتحدثت عن الكشف عن "خلية ارهابية".. لقد تبخرت كل الاكاذيب والتحريضات ولوائح الاتهام في لحظة، ولم يبق الا وصمة العار على جبين المؤسسة البوليسية والقضائية. وأضاف: ان العنوان كان على الجدار، لجنة اور لخصت ان الشرطة طورت ثقافة كذب وعداء تجاه العرب. فماذا فعلت حكومتكم؟

وأضاف مخّول: ان القضية التي يجب ان يتمحور النقاش فيها، ليس اذا كان  الليكود متطرفًا ام لا، فهذه الحكومة هي حكومة المستوطنين واليمين المتطرف، هكذا كانت قبل الاستفتاء في الليكود، وهكذا هي بعد الاستفتاء.

فهذه هي الحكومة التي كشف مراقب الدولة انها كانت تدعي تخصيص الميزانيات لتفكيك نقاط الاستيطان العشوائية، هي ذاتها الحكومة التي كانت تقدم الميزانيات لبناء المزيد من نقاط الاستيطان هذه. وأضاف: ان شارون لم يطرح سياسة اخرى، بل طرح شكلاً آخر لنفس السياسة. وفي جميع الحالات كان الشعب الفلسطيني والواقع سيرفض الاحتلال بشكله الذي يطرحه المستوطنون، او بشكله الذي يطرحه شارون. والحقيقة انه لا يوجد في اسرائيل شريك للحل السياسي اليوم، لذلك على هذه الحكومة ان تذهب، لاتاحة الفرصة امام قوة سياسية معنية بالحل السياسي.

وأضاف مخّول: انا افضح لكم مأزقكم وأعصابكم المكشوفة، لأنكم أوصلتم شارون الى الحكم، كآخر اوراقكم الاحتلالية، وبنيتم عليه ان "يعطي الجيش فرصة الانتصار".. ومنذ ثلاث سنوات وهو يعطي الجيش كل فرص الانتصار، لكن "جيشكم العظيم" عاجز عن الانتصار على شعب يحارب من اجل حريته ومن اجل التخلص من الاحتلال. ان شارون غير قادر على الانتصار على الشعب الفلسطيني وليس معنيًا بالحل السياسي، ومن هنا مأزقكم ومأزقه، لذلك لجأ الى خطته "فك الارتباط" مع غزة - من اجل أن يتخلص الاحتلال من الشعب الفلسطيني من دون ان يتخلص الشعب الفلسطيني من عبء الاحتلال وجرائمه.

وانهى مخّول: ان حكومتكم لن تسقط اليوم ايضًا، لانه لا يوجد حضيض أعمق من الحضيض الذي استقرت فيه، فليس لها الى أين تسقط اكثر.