كلمة <<الاتحاد>>
اقرار اسرائيلي رسمي بالعنصرية

المعطيات التي وردت في تقرير "دائرة الاحصاء المركزية" حول الهوّة بين المواطنين اليهود والعرب، من حيث القدرات الاقتصادية والمكانة الاجتماعية، لم تكن مفاجئة. فهذه المعطيات، كما وصفها النائب محمد بركة، هي الانعكاس الواضح لسياسة التمييز المنهجية ضد المواطنين العرب.

المهم في هذه المعطيات هو مصدرها، فهو ليس سوى مصدر المعلومات الاسرائيلي الرسمي. لم يعد الأمر موقفًا تحمله الجماهير العربية، أو حلفاؤها. بل ان دولة اسرائيل نفسها تقرّ عمليًا: نحن دولة عنصرية تسوء فيها أوضاع مواطنيها العرب بشكل مستمر ومنهجي ومخطط.

إنه أمر أشبه بالاعتراف. لكن للأسف لن تكون محاكمة (فورية؟) للجاني، وهؤلاء كثيرون جدًا. في كافة الحكومات والمؤسسات الرسمية. وبما أن مسؤولي هذه الدولة يتبجحون ليل نهار بديمقراطية اسرائيل فعلينا إبلاغهم مجددًا أن هذه الدولة مصابة بسرطان العنصرية، وعليها أن تتدارك وضعها لأن هذا المرض قاتل. فكم من كيان سقط حين نخرت العنصرية هيكله!

إن تغيير هذا الوضع البشع، غير الاخلاقي، والعنصري هو واجب هذه الجماهير العربية الباقية في وطنها. بأداة الاحتجاج والنضال في كافة الميادين، السياسي منها والقضائي والشعبي. إنه واجب الجيل الشاب في هذه الجماهير، كيف لا وهو يرى حقّه في التطوّر كزميله اليهودي يصادَر منذ الآن. فالأمر أشبه بسرقة مستقبل هذه الأجيال مسبقًا، عبر زجّها في مساحات الفقر والعنف.

بالطبع، هذه ليست معركة الجماهير العربية وحدها، بل معركة كل القوى التقدمية والديمقراطية الحقيقية في المجتمع الاسرائيلي. انها المعركة على المواطنة الحقيقية، وليس تلك المزيفة الملطّخة بالزوائد القومجية.

لقد أكدنا ونؤكد أن المعركة على المساواة طويلة، وهي الرديفة للمعركة ضد الحرب والاحتلال. فمن غير الممكن جعل ساسة هذه البلاد يبدّلون نظرتهم نحو المواطن العربي وحقه، طالما لم يتخلّصوا من أوهامهم الاحتلالية التوسعية. ومن هنا فإن المعركة من أجل المساواة ستظل تمر في درب الكفاح ضد الاحتلال والحرب.

(الاتحاد)


الأربعاء 5/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع