كلمة <<الاتحاد>>
عارهم في العراق


ما تنشره وتعرضه محطات التلفزة الاجنبية والعربية من امتهان لكرامة الذات الانسانية للأسرى والمعتقلين العراقيين علىأيدي قوات الاحتلال الانجلو امريكي في أقبية معتقلات التعذيب يعكس حقيقة ان الاحتلال، أي احتلال كان، هو جريمة بحق الانسانية، بحق الشعوب الرازحة تحت نيره، وهو مفسدة اخلاقية للغزاة من ضباط وجنود المحتلين.
من المفارقات التي يكشف مدلولها الاكاذيب التي تروجها الادارة الامريكية حول "رسالتها الحضارية" للشعب العراقي والتي من أجلها شنت الحرب الاستراتيجية "بهدف تخليصه" من جرائم نظام صدام حسين ما نشرته وعرضته مختلف محطات التلفزة الاجنبية والعربية مساء يوم الجمعة الماضي. فمن جهة عرضت المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، في "جنينة الورود" امام "البيت الابيض". وفي هذا المؤتمر حاول بوش اقناع الصحفيين بمصداقية شن الحرب الهمجية على العراق بادعائه انه "لم تعد اليوم غرف تعذيب في العراق، لم تعد بعد غرف اغتصاب، ولم تعد بعد قبور جماعية" بعد الاطاحة بنظام صدام حسين! وفي نفس الوقت الذي كان فيه رئيس ادارة عولمة الارهاب والجرائم يسوّق للصحفيين اكاذيبه كانت محطات التلفزة المختلفة تنشر عرض عار المحتلين الانجلو امريكيين في العراق وتعرض الصور التي تقشعر لها الأبدان البشرية عن وسائل التعذيب الهمجي السادي التي يمارسها جنود الاحتلال الامريكيون والبريطانيون ضد الاسرى والمعتقلين العراقيين في أقبية التعذيب في معتقل "أبو غريب" الرهيب وغيره. لقد وصل الانحطاط الخلقي بقوات المحتلين، من جنود ذكور واناث، الى درجة تزعزع البدن من السفالات  التي يرتكبونها مع الاسرى العراقيين، عمليات اغتصاب، تعرية الاسرى والمعتقلين تمامًا وتغطية رؤوسهم بالخرق والأكياس، "وتصفيطهم" فوق بعضهم البعض بشكل هرمي وهم عراة تماما، وكأنهم يمارسون  الجنس في وقت يطلق فيه جنود وجنديات القوات المحتلة ضحكاتهم البهيمية السادية طربًا بإذلال الكرامة الانسانية للعراقي. صور تظهر الجندي الامريكي والبريطاني يمتهن فيها كرامة الأسير العراقي بسفالات جنسية نخجل في تدوينها.
ان هذه المعطيات الدامغة عن الانحطاط الخلقي للمحتلين الانجلو امريكيين تعكس حقيقة ان الغزاة المحتلين الذين دنسوا ارض الرافدين لم ياتوا لتوفير الحرية والدمقراطية وحقوق الانسان للشعب العراقي، بل أتوا لنهب ثروات وخيرات العراق ومصادرة حق الشعب العراقي بالسيادة والحرية وامتهان الكرامة القومية والوطنية والانسانية لهذا الشعب الحضاري العريق.
لقدأثبتت تجارب التاريخ ودروسها انه لا يمكن ان تتعايش الحرية وحق الانسان وكرامة الانسان والشعوب مع الاحتلال والمحتل الغاصب. ولا مفر امام شعب العراق لضمان حريته وسيادته وكرامة الذات الانسانية لابنائه الا بكنس المحتلين الانذال والمجرمين والتخلص من دنسهم ورذائلهم بحق العراق وابنائه.

("الاتحـــــاد")


الأثنين 3/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع