كلمة <<الاتحاد>>
لا فك ولا ارتباط!

يتوجه اليوم، الاحد، منتسبو حزب الليكود الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم حول خطة رئيس الحكومة، اريئيل شارون، لفك الارتباط من طرف واحد على قطاع غزة. وما يعكس درجة الانفلات اليميني المغرق في رجعيته وعدوانيته داخل كوادر وقادة هذا الحزب ان قوى الاستيطان والعنصرية الفاشية مع ادراكها تماما ان خطة جنرال المجازر والاستيطان لا تفك حبال الاحتلال المزرودة حول رقبة الشعب الفلسطيني ومناطقه المحتلة وحقوقه الشرعية فانها ترفض التسليم والموافقة على أي "تنازل" هش هامشي للفلسطينيين في خطة هدفها المركزي اغتيال وتصفية الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والسيادة والاستقلال الوطني، بالدولة والقدس والعودة.

في مقابلة اجرتها اذاعة اسرائيل بالعبرية "كول يسرائيل" مع وزير الامن، شاؤول موفاز، امس السبت، حاول اقناع المستوطنين والعنصريين الفاشيين من معارضي خطة فك الارتباط الشارونية بالتصويت الى جانب الخطة. وبماذا اراد اقناعهم؟ لقد حلف لهم اغلظ الايمان الشارونية بأن هدف الخطة المطروحة تعزيز الاستيطان السرطاني الكولونيالي اليهودي في المناطق الفلسطينية المحتلة وبناء جدران العزل العنصري لنسف الارتباط بين الشعب العربي الفلسطيني وبين احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة. لقد ردد عمليا الاصوات النشاز التي انبعثت مرارا من اسطوانة رئيسه شارون، خاصة بعد عودته حاملا حزمة الجرائم من "البيت الاسود" زوده بها رئيس ادارة نظام عولمة الارهاب والجرائم، جورج دبليو بوش. حزمة تشمل الحكم بالاعدام على الثوابت الاساسية للحق الفلسطيني المشروع بالدولة المستقلة على كامل التراب المحتل منذ عام السبعة والستين وعلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتقديم الجائزة للمحتل الاسرائيلي باتاحة ضمه لكتل الاستيطان وبناء جدار العزل العنصري الذي يمزق اوصال الوحدة الاقليمية للمناطق الفلسطينية ويحولها الى جزر معزولة عن بعضها البعض بدرن السرطان الاستيطاني. بحزمة الجرائم الامريكية هذه يحاول شارون اقناع المعارضين في حزبه، ويهددهم اذا سقطت خطته في الاستفتاء فحزب "العمل" يزحف حتى عتبة مزرعته لدخول الائتلاف.
شارون يتفاوض مع مجموعات في حزبه ومع الامريكان حول مصير الشعب الفلسطيني وفي غربة عن صاحب الشأن وممثله الشرعي وكانه غير موجود ابدا. وشعب الجبارين الصابرين الصامدين الذي مهر حقه الشرعي بالثمن الغالي من دماء شهدائه وجرحاه ومعاناة جماهيره التي تفوق طاقة البشر على التحمل لن يفرط ابدا بثوابت حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف ومهما كانت نتائج الاستفتاء في وكر ذئاب العدوان المفترسة. وبنضاله العادل المتمسك بحقه الشرعي سيقذف الى مزبلة التاريخ خطة التآمر الامريكي - الاسرائيلي الجديدة كما دفن الكثير من امثالها سابقا، ولن يرضى بديلا لحقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة. ولن تخمد انفاس بؤرة الصراع المخضبة بالدماء وتسود رايات الامن والاستقرار الا بزوال الاحتلال وانجاز الاستقلال الوطني الفلسطيني.

("الاتحــــاد")


الأحد 2/5/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع