كلمة <<الاتحاد>>
سياسة الغزاة المحتلين واحدة

من يتابع احداث التطورات والصراع المخضّّبة بالدماء على أرض العراق المحتلة والمناطق الفلسطينية المحتلة يلاحظ ان سياسة الغزاة المحتلين الانجلو امريكيين والاسرائيليين واحدة، خاصة فيما يتعلق بالنهج الممارس ضد الشعبين الرازحين تحت نير الاحتلال وفي الموقف من الحقوق الشرعية للشعبين العراقي والفلسطيني ومن قضيتي السيادة  والاستقلال الوطني. فكلا الاحتلالين يتحدثان "سلاما" ولكنهما يمارسان افظع جرائم الحرب والمجازر الدموية الهمجية ضد المدنيين ويفرغان السلام من مضمونه الأساسي بمصادرة مبادئه وقواعده الأساسية المتعلقة بالسيادة والاستقلال.

يدّعي المحتل الانجلو امريكي انه سينقل السلطة السيادية في العراق الى أيدي حكومة عراقية في الثلاثين من شهر حزيران القادم، ولكنه سريعًا ما يكشف اللثام عن وجهه الحقيقي وان ما يقصده لا يعدو كونه سلطة صورية يستغلها المحتل كقناع يختفي وراءه الذئب الامريكي الذي يركز بيديه المفاتيح الأساسية لصلاحيات السيادة الاستعمارية على العراق وثرواته وخيراته. يتحدث المحتل عن نقل السلطة الى العراقيين  في وقت يعمل فيه على افشال تنفيذ  حتى مثل هذه الخطوة الصورية، وذلك من خلال المجازر والجرائم الدموية التي يرتكبها ضد المدنيين في الفلوجة والنجف الاشرف وبغداد والبصرة وغيرها والتي  تزيد بؤرة عدم الاستقرار والامن اشتعالاً. يتحدثون عن نقل السلطة في وقت يلجأون فيه الى اشغال الشعب العراقي بنار الفتنة القومية والطائفية وطرح علم جديد للعراق بدل العلم القائم بهدف شطب ما كان يرمز اليه العلم السابق من انتماء العراق عربيًا وابراز الرمز الديني الاسلامي والفئوية الكردية في العلم الجديد للمحتلين وعملائهم العراقيين.

وقد كشف وزير خارجية ادارة نظام دولة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية، كولن باول، قبل عدة ايام عن الاهداف الاستراتيجية العدوانية الحقيقية للمحتل الامريكي في العراق. فقد أكد بأن قوات الاحتلال الانجلو امريكي ستتمتع ببعض الصلاحيات السيادية التي ستنتقصها من الحكومة الصورية التي سينصّبها المحتل. ولم يصرح أية مفاتيح  سيادية سيركز المحتل بيديه، ولكن من المرجح انه يقصد احتكار السيادة على "الامن" والثروة النفطية، حتى يحقق اهدافه الاستراتيجية، السياسية والاقتصادية التي من اجلها شن الحرب الاستراتيجية العدوانية على العراق، وليس ابدًا توفير الحرية لشعب العراق بعد الاطاحة بنظام صدام حسين كما ادعى.

ان خطة فك الارتباط الشارونية والمجازر التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي وتجاهل الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني تلتقي من حيث المدلول السياسي مع خطة المحتل الامريكي في العراق. ولهذا فلا حرية ولا سيادة حقيقية للشعبين، العراقي والفلسطيني الا بزوال الاحتلالين.

("الاتحــــــــــاد")


الخميس 29/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع