<أولاد آرنا> الأول في مهرجان <عالم واحد>!


حصل فيلم "أولاد آرنا" من اخراج جوليانو مير/ خميس على جائزة وزير الثقافة التشيكي لأفضل فيلم ضمن فعاليات مهرجان "عالم واحد" الذي يقام للمرة السادسة في العاصمة التشيكية، براغ، وتعرض في إطاره أفلام وثائقية تعنى بقضايا حقوق الإنسان.

وجاء في حيثيات لجنة التحكيم عن الفيلم: "عندما تسجل نفسك لتكون في هيئة الحكام في المهرجان، فأنت على علم بأنك ستلتقي أشخاصًا انتهكت حقوقهم وتكون حكاياتهم مأثرة إلى أبعد الحدود. لكن قلة منا، نحن الحكام، توقعنا أن نتعرف على سيدة يهودية قامت بالتأثير على حياة عشرات الأولاد الفلسطينيين في مخيم جنين للاجئين، وحولت الغضب المكبوت داخلهم إلى قوة إيجابية".

وحاز الفيلم القصير "Detail" للمخرج الإسرائيلي، آفي موغرابي، ضمن المهرجان، على وسام تقدير. وجاء في حيثيات لجنة التحكيم عن الفيلم: "إن فيلم "Detail" يعرض قصة مجسدة ومتكاملة خلال ثماني دقائق ويقوم على نحو ملخص بلمس لب الصراع العربي الإسرائيلي عن طريق تجزئة وتحليل العلاقة بين الذين يملكون القوة وأولئك الذي يفتقدونها. هذه صرخة الظلم والفزع التي يطلقها الصراع الذي يؤثر على العالم بأسره".

"أولاد آرنا"

يتمحور الفيلم حول نشاط والدة جوليانو، داعية السلام آرنا مير/ خميس، التي توفيت قبل عدة سنوات، وأدارت خلال سنوات حياتها الأخيرة مسرحًا للأطفال في مخيم جنين. وقد اعتقدت آرنا أنها ستبعد الأطفال عن الحياة اليومية القاسية في المخيم بواسطة الخيال المسرحي وروح الإبداع.

وقدمت آرنا إلى مخيم جنين في عام 1989، حيث أقامت جهازًا تعليميًا بديلاً للجهاز التعليمي الذي توقف عن العمل بعد توغل الجيش الإسرائيلي في المخيم. وقد فازت أرنا بجائزة نوبل البديلة للسلام على هذا العمل، واستثمرت المبلغ الذي حصلت عليه (50 ألف دولار) في إعداد مبنًى في المخيم وتحويله إلى بيت لفرقة الأطفال المسرحية.

وقد أخذ جوليانو على عاتقه، خلال هذه السنوات، تصوير لقاءات أطفال الفرقة المسرحية، كما قام بإرشادهم وأنتج مقاطع مسرحية معهم. بعد وفاة أرنا في عام 1995، إثر إصابتها بمرض السرطان، واصل جوليانو مواكبة أولئك الأطفال الذين أصبحوا شبانـًا.

وعاد جوليانو إلى مخيم جنين في الثالث من نيسان 2002، بعد بضعة أيام من توغل الجيش الإسرائيلي فيه. واكتشف جوليانو أن أحد أولئك الأطفال، ويدعى أشرف، قد قتل خلال انتفاضة الأقصى في اشتباك مسلح مع جنود الجيش الإسرائيلي. وهناك طفل آخر، يدعى يوسف، وكان يريد أن يلعب دور روميو على المسرح، انضم إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي، ونفذ عملية انتحارية قتلت فيها أربع إسرائيليات. أما الطفل زكريا، فقد أصبح مقاتلاً في صفوف كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح. كما اكتشف جوليانو أن مبنى المسرح الذي أقامته والدته تحول إلى كومة من الحجارة بسبب ما تعرّض له من قصف.


الأربعاء 28/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع