كلمة <<الاتحاد>>
حذارِ من مغبّة المسّ بالرئيس ياسر عرفات

عاد رئيس حكومة الكوارث اليمينية، اريئيل شارون، الى ترديد اللغة السياسية المخضبة بالدماء والتي لا يجيد غيرها. ففي مقابلة اجرتها معه قناة التلفزيون الثانية الاسرائيلية امس الاول، الجمعة، كشّر جنرال المجازر عن انيابه الصفراء المفترسة، وصرّح مهددا انه ينكث بالعهد والتعهد الذي التزم بهما امام حليفه الاستراتيجي في العدوان، جورج دبليو بوش، قبل ثلاث سنوات، بالاّ يؤذي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جسديا وانه في حل من هذا الالتزام، أو كما قال شارون "انني احل نفسي من هذا الالتزام فيما يخص عرفات"!!

ان هذا التصريح البلطجي العربيد باغتيال وتصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جسديا يعكس حقيقة ان شارون يواصل سياسة تصعيد العدوان الدموي الهمجي ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية. تصريح يرقص في دائرته الدموية طربا قوى الاستيطان والعنصرية الفاشية والتطرف اليميني الذين يريد شارون ان يؤكد لهم انه لم يتغير سياسيا وعداءً للشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، وانه لا يقصد من وراء خطته فك الارتباط، سوى فك الارتباط بين الشعب الفلسطيني وارضه وحقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة.

اننا نحذر من مغبة هذا التصريح الدموي الذي لا يقود الا الى تصعيد حدة التوتر وجر المنطقة الى الانفجار والهاوية الكارثية. فالاعتداء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المنتخب دمقراطيا من شعبه وقائد مسيرة الكفاح التحرري الفلسطيني عشرات السنين ورمز الصمود الفلسطيني المتمسك بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية هو اعتداء على كل الشعب الفلسطيني وعلى جميع انصار حرية وسيادة واستقلال الشعوب في شتى انحاء المعمورة.

والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هل اتفق شارون مع بوش في اثناء لقائهما قبل اسبوع تقريبا على اشعال الضوء الامريكي الاخضر لتصفية القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني وجميع القيادات الوطنية الفلسطينية؟، على امل ايجاد دمى فلسطينية على شاكلة كرازاي لتكون البديل الخنوع الذي يفرط بثوابت الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف ويبصم بالعشرين على املاءات شارون التصفوية.

ان الهبّة الشعبية العفوية الفلسطينية التي احاطت بمقر رئاسة ياسر عرفات في رام الله تضامنا مع رمز الكفاح الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني اكثر من مجرد رسالة تحذير وانذار لشارون وبرنامجه العدواني الدموي وبأن لا يلعب بالنار الحارقة.

واليوم واكثر من أي وقت مضى تتحمل الاسرة الدولية، هيئة الشرعية الدولية والاتحاد الاوروبي والعالمان العربي والاسلامي وقوى السلام الحقيقي في اسرائيل مسؤولية ردع ودفن مخططات شارون وحكومته المأساوية، والضغط لتوفير الحماية الدولية لضمان امن الشعب الفلسطيني وقيادته من بطش ومجازر واغتيالات وجرائم المحتل الاسرائيلي. فالمس بالرئيس ياسر عرفات هو مس خطير بالجهود من اجل التسوية السياسية.

("الاتحـــاد")


الأحد 25/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع