كلمة <<الاتحاد>>
لا مفرّ من توفير الحماية الدولية

قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باغتيال قائد حركة "حماس"، عبد العزيز الرنتيسي واثنين من مرافقيه بصاروخ منطلق من طائرة الاباتشي امريكية الصنع يندرج في اطار السياسة الارهابية المنهجية التي تمارسها حكومة الكوارث الشارونية اليمينية بدعم من ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية.
وقد جاء توقيت تنفيذ جريمة الحرب هذه بعد لقاء بوش - شارون مباشرة لنقل رسالة واضحة المعالم الى الشعب الفلسطيني وقيادته والى شعوب المنطقة والقوى المناهضة لاستراتيجية العدوان الاسرائيلي والامريكي. رسالة مدلولها السياسي ان تحالف الشر الامريكي - الاسرائيلي يتبنى  في اطار استراتيجيته الشرق اوسطية والكونية نهج تصفية قيادات فلسطينية وعربية كوسيلة لفرض املاءات ولابتزاز تنازلات سياسية تخدم مصالح البرامج والمخططات العدوانية الاسرائيلية والامريكية.
ولا يخفى المقربون من شارون ان من الاهداف التي يتوخاها شارون من وراء التصفية الجسدية للدكتور عبد العزيز الرنتيسي كسب التأييد الواسع بين منتسبي الليكود لخطة فك الارتباط من طرف واحد واستمالة عدد من المعارضين لخطته في الاستفتاء الذي سيجري في الثاني من شهر أيار القادم. كما ان من الاهداف التي يتوخاها شارون ايضًا من وراء تصفية الرنتيسي ارهاب القادة الفلسطينيين وتهديد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بهدف ابتزاز تنازلات سياسية والاستسلام لاملاءات وخطة شارون لفك الارتباط من طرف واحد. كما لا نستبعد ان يكون من ضمن اهداف العملية الارهابية الدموية دق اسافين بين المنظمات الفلسطينية و"تشجيع" قوى للتعاون مع المحتل ومخططاته تحت يافطة "الواقعية السياسية"، كما يتوخى بوش ان تكون سياسة التصفيات الارهابية الاسرائيلية "البعبع" الذي يهدد بممارسته ضد قيادات عراقية مناهضة ومقاومة للوجود الاحتلالي الانجلو امريكي الدخيل على ارض العراق.
ان ما لا يريد ان يدركه المجرمون من شارون الى بوش ان سياسة قطف الرؤوس وتصفية قيادات وطنية وارتكاب المجازر الدموية الجماعية لن تستطيع تركيع شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله الوطني. والشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة يدرك جيدًا ان مواجهة تحديات الموت  وبرامج مصادرة الثوابت الوطنية للحق الفلسطيني المشروع غير القابلة للتصرف التي يعدها تحالف العدوان الاسرائيلي - الامريكي تستدعي واكثر من أي وقت مضى رص صفوف الوحدة الوطنية الفلسطينية على مختلف المستويات والصعد الرسمية والحزبية والفصائلية والشعبية. وحدة يصقل لحمتها برنامج متفق عليه يتمسك بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف ويكون بوسعه تجنيد اوسع اوساط الرأي العام العالمي الى جانب الحق الفلسطيني المشروع. وفي الظرف الراهن ولمواجهة مجازر ومؤامرات المحتل لا مفر من الضغط من على مختلف المنابر الدولية والعربية لتوفير الامن للشعب الفلسطيني.

("الاتحـــــــــــاد")


الأثنين 19/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع