كلمة <<الاتحاد>>:
حسن ولكن غير كاف يا جامعة العرب!

ما تمخض عن الاجتماع الطارئ، غير الاعتيادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد امس السبت، في القاهرة يعتبر من حيث الموقف السياسي في البيان الصادر حسنا، ولكنه غير كاف. والجيد ان بيان مندوبي الانظمة العربية في الجامعة العربية حدد بشكل قاطع وواضح "رفض الموقف الامريكي الجديد الذي من شأنه ان ينسف عملية السلام في الشرق الاوسط، كما ان هذا الموقف يشجع اسرائيل على التمادي في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني وتهديد الامن والاستقرار في المنطقة" كما جاء "ان حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والعادلة غير القابلة للتصرف فيها وفي مقدمتها حقه المشروع في اقامة دولته المستقلة على ارضه الوطنية وعاصمتها القدس لا يمكن لأحد التنازل عنها نيابة عن الشعب الفلسطيني، واي اتفاق يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة يجب ان يتم مع القيادة الشرعية المنتخبة للشعب الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات"!!

وطالب البيان المذكور الولايات المتحدة باتخاذ "ما يلزم للحيلولة دون انهيار قواعد عملية السلام وذلك بالتزامها بمرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وخطابات الضمان التي قدمتها للدول العربية في عام 1991 وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق"!!

موقف لا ريب فيه من حيث بلاغته ومدلوله السياسي، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل بيان "وطني" صادر عن الجامعة العربية وهيئاتها المختلفة، ما هي الخطوات العملية التي ستتخذها الجامعة العربية واعضاؤها لردع وافشال المخطط التأمري الجديد لادارة بوش والمتمثل باحتضان خطة شارون لفك الارتباط التي مدلولها السياسي اعداد نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، حرمان لاجئيه من حق العودة وشرعنة الاستيطان الكولونيالي للمحتل الاسرائيلي ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. فالادارة الامريكية تستهتر بكل انظمة العرب المدجنة وغير المدجنة بعد في حظيرة الولاء للسياسة الامريكية العدوانية. وبوش رأى من المناسب ان يبصق في وجه كل العرب. ويعلن عن تبنيه لخطة شارون بعد يومين فقط من لقائه برئيس اكبر دولة عربية، بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي اعلن عن "خيبة امله" من بوش!!

ان الهبّة الشعبية الفلسطينية التي خرجت الى شوارع مختلف المدن والقرى والمخيمات المحتلة للتعبير عن موقفها الرافض لصفقة بوش - شارون والتمسك بثوابت الحقوق الشرعية، بالدولة والقدس والعودة، تنتظر من الانظمة العربية والجامعة العربية اتخاذ اجراءات عملية تلجم مؤامرة وعربدة المعتدين، اجراءات في مجال تطبيع العلاقات والتهديد بضرب


الأحد 18/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع