كلمة <<الاتحاد>>
نتمنّى لمؤتمركم النجاح

يعقد الحزب الشيوعي الاسرائيلي غدًا السبت في قاعة مسرح "الميدان" في مدينة حيفا، الجلسة الثانية لمؤتمره الرابع والعشرين. وستخصص هذه الجلسة لمناقشة وإقرار تعديلات في النظام الداخلي (الدستور) للحزب.
وعقد هذا المؤتمر يعتبر حدثًا هامًا على الساحة الكفاحية في بلادنا، خاصة وان لهذا الحزب العريق ليس فقط تاريخه النضالي المشرف في المعارك من أجل السلام العادل ونصرة الحق الفلسطيني المشروع ومن أجل المساواة القومية والمدنية للجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، وفي المعارك الطبقية - الاجتماعية دفاعًا عن حقوق وقضايا العاملين وحق المرأة بالمساواة ومواجهة الزحف العنصري الفاشي في بلادنا، بل له ايضًا هويته الفكرية المميزة ومنهجه ونهجه الثوري وبنيته الهيكلية الاممية كمدافع أمين عن المصالح الحقيقية لشعبي هذه البلاد في هذا الوطن المشترك.
فانطلاقًا من منهجه الجدلي الماركسي، الذي لا يمكن ان يتعايش مع الركود في ظل المتغيرات الحاصلة  المحيطة بالحزب، داخل المجتمع وخارجه، رأى هذا الحزب اهمية شحذ واعادة النظر في آلياته التنظيمية والفحص الانتقادي لمحتويات نظامه الداخلي بهدف اجراء تعديلات تساعد الحزب على انطلاقة جدية في نضاله السياسي والجماهيري وتعزيز مكانة ودور الحزب تنظيميًا وكفاحيًا. ولأن الحزب الشيوعي ليس ابدًا "حلقة دراويش" مغلقة، او ان شأن الحزب ومصيره يخصان اصحاب  الشأن من هيئات الحزب العليا فقط، فقد برز في التحضير للجلسة الثانية للمؤتمر الطابع الدمقراطي لهذا  الحزب، فقد طرحت قضية التعديلات في الدستور في المنظمات القاعدية في مختلف انحاء البلاد، وفي  جميع مناطق الحزب، حيث شارك المئات من اعضاء الحزب العرب واليهود في النقاش وتقديم الاقتراحات التي سيناقشها المؤتمر غدًا. فكوادر الحزب تشارك في صياغة القرارات التعديلية المتعلقة بالنظام الداخلي لحزبهم.
لقد جرى في اطار التعديلات المقترحة التأكيد على ثلاثة امور مركزية: اولها، أن الحزب الشيوعي، الثوري والأممي، الماركسي - اللينيني ينطلق لتطوير فكره ومنهجه ونهجه الكفاحي استنادًا الى العلميةة ومعطيات المتغيرات الحاصلة ومتطلباتها. وثانيها: أن الحزب الشيوعي وبالتنسيق مع الشركاء في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة يضع في افقه الاستراتيجي أهمية العمل الجبهوي واقامة التحالفات وفق برنامج سياسي متفق عليه لمواجهة التحديات المطروحة والمرتقبة. وثالثها، تقوية الحزب تنظيميًا ورفده بالقوى الشابة، من عاملين وطلاب وفتيات ونساء وعلى قاعدة تطوير الدمقراطية الحزبية الداخلية.
ان تقوية الحزب الشيوعي ورفع مستوى ادائه الكفاحي على الساحة السياسية - الجماهيرية يصبّان في نهاية المطاف في خدمة مصلحة النضال من اجل السلام العادل والمساواة والدمقراطية والتقدم الاجتماعي. اننا نتمنى للمؤتمر الرابع والعشرين للحزب الشيوعي في جلسته الثانية النجاح في أعماله، وفي تجسيد المهام التي يطرحها على جدول أعماله.

("الاتحــــــــاد")


الجمعة 16/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع