حواجز من جميع الأصناف..


*عدد من أصحاب المصالح في باقة الغربية وجت يتحدثون لـ "الاتحاد" عما لحق بهم جراء شق شارع "عابر اسرائيل"، وبناء الجدار الاستيطاني ووضع مخططات "التطوير" التي تؤدي الى تعميق الركود الاقتصادي.. وهم يتّهمون!*

عند محاولة فحص الوضع الاقتصادي في باقة الغربية وجت، تتبادر الى الذهن الحركة التجارية المزدهرة والايام التي كانت فيها المنطقة موقعا اقتصاديا يجذب اليه الزبائن العرب واليهود.
واليوم، تواجه المَحال التجارية صعوبات كبيرة، حيث دخل الكثير من المصالح التجارية الى دوامة صراع البقاء، فالازدهار الاقتصادي الذي شهدته المنطقة في بداية التسعينيات (بعد اوسلو)، سرعان ما توقف وتدهور مع العدوان الاحتلالي الذي ادى الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية وما يزيد الطين بلة: شق شارع "عابر اسرائيل"، وبناء الجدار الاستيطاني ووضع المخططات التي تؤدي الى تعميق الركود الاقتصادي، وتفاقم ازمة البطالة، وتراجع القوة الشرائية لدى العائلة العربية، وعدم دخول الايدي العاملة الفلسطينية الى باقة الغربية وبقية قرى المثلث.
"الاتحاد" تجوّلت في باقة الغربية وجت.. وكانت هذه المقابلات:

صرنا محاصرين..

يقول اياد عثامنة – صاحب محل لبيع الفواكه والخضراوات: نحن نتحدث عن موضوع يحمل ابعادا كثيرة، فشارع "عابر اسرائيل"، بالاضافة الى مصادرته لمئات الدونمات العربية في باقة الغربية وجت، فقد أدى الى ضرب الحركة التجارية النشطة التي كانت تعيشها باقة الغربية.
ويضيف عثامنة: قبل شق شارع "عابر اسرائيل"، وبناء الجدار الفاصل كانت باقة الغربية مركزا تجاريا مزدهرا، ومع الاسف الشديد فأن الامر قد تغير اليوم، وتحولت باقة الغربية الى غيتو بكل معنى الكلمة، فهي محاصرة من كل الجهات، وتقوم السلطات بوضع المخططات الهادفة الى خنقها اقتصاديا.
ويبين عثامنة قضية تشويه سمعة باقة الغربية من قبل وسائل الاعلام، حيث ارتبط اسم باقة الغربية كثيرا بما يجري في ظل الاوضاع الامنية السائدة في البلاد. ويتهم عثامنة البلدية بالتقصير لعدم قيامها بحملة لشرح ابعاد هذه المخططات على المدينة، ودعاها للعمل على المباشرة بحملة لتوضيح صورة باقة الغربية لاستعادة القوة الشرائية اليهودية.

"مدينة اشباح"!

يقول د. اكرم خلف – جت: تمر المصالح والمحال التجارية في باقة الغربية وجت في حالة ركود اقتصادي غريب، فقد تحولت المدينة الى مدينة اشباح، فاليوم نرى الشارع الرئيسي في باقة الغربية خاليا من الرواد والزوار. وبعد شق شارع "عابر اسرائيل" قامت السلطات ببناء جدار الفصل بين باقة الغربية والمناطق الفلسطينية المحتلة، وطبعا هذا الامر اثر ويؤثر سلبا على الحركة التجارية في المدينة. وبالاضافة، فشارع "عابر اسرائيل" ادى الى تراجع الحركة التجارية في المدينة بأكثر من 50%. وهناك العديد من المحال التجارية مهددة بالاغلاق بسبب الاوضاع الحياتية المأساوية. والمطلوب الاعتراف بباقة الغربية وجت كمنطقة منكوبة وان تقوم الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة بتوفير البدائل لهذا الحصار الاقتصادي!

وضع "غيتو"

يقول احمد دقة – باقة الغربية: سمعنا الكثير عن المخططات التي تطرحها السلطة بشأن منطقة باقة الغربية وجت، وبالاضافة الى تردي الحالة الامنية في البلاد، والتي تؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي ايضا، تقوم الحكومة والمؤسسة الرسمية بوضع شتى المخططات الهادفة الى تضييق الخناق على باقة، بدءا بشارع "عابر اسرائيل" ومرورا بشارع (61) و "عام 6"، الى جانب الجدار الفاصل.. اليوم تعيش باقة الغربية حالة من التردي الاقتصادي، فالشارع الرئيسي في المدينة والذي كان يربط الشمال بالجنوب تحوّل الى شارع فارغ، هناك بطالة مرتفعة في اوساط المواطنين والحالة الاقتصادية صعبة، ولا مجال امامنا للتطور. وما تبقى لنا هو "القبول" بوضع الغيتو الذي خنق المدينة بشكل محكم!

"حملة شرسة"

رسلان عرو من جت يرى ان منطقة باقة الغربية وجت تتعرض في هذه الايام لحملة سلطوية شرسة من المصادرات والملاحقات على اراضيها.  فعابر اسرائيل وشارع 61 والجدار الفاصل، وضع المدينة في اطار مغلق. ويقول عرو: اذكر في السابق كيف كانت باقة الغربية مكانا مزدهرا اقتصاديا، حيث كان يقصدها آلاف المواطنين من اليهود والعرب، اما اليوم مع الاسف فقد تغير كل شيء. وكل هذه الامور مترابطة، هدفها هو تدمير المبنى الاقتصادي والاجتماعي للمدينة، ومع كل ذلك يأتي اطار مزاعم "التطوير".. نحن نرفض هذا التوجه، ونطالب البلدية والحكومة بوضع المخططات للنهوض بالمدينة اقتصاديا وتجاريا، اذ لا يعقل ان يتم خنق ومحاصرة 30 الف مواطن.
زهير عويسات صاحب محل لبيع اللحوم، يتذكر انه قبل اندلاع الانتفاضة، وشق شارع "عابر اسرائيل" الذي التهم مئات الاراضي العربية، كانت باقة الغربية مركزا تجاريا حيويا، ولكن مع الاسف فأن الوضع مختلف اليوم.
ويستذكر حادثة حصلت معه خلال وجوده في الطيبة حيث قال له احد مواطني كفر قرع، والذي كان زبونا له: "بعد شق شارع "عابر اسرائيل" لم ادخل باقة الغربية بالمرة"!
ويضيف عويسات: قضية "عابر اسرائيل" والجدار الفاصل اثرا سلبيا على الحركة التجارية في باقة الغربية، حيث قضى الجدار على التجارة في باقة الغربية.

لم يعد الناس يمرون هنا

مالك غرة من جت يقول، ان شارع "عابر اسرائيل" تسبب بشكل كبير في تردي الوضع الاقتصادي في المدينة المشتركة باقة – جت، فقد صادر هذا الشارع مئات الاراضي الزراعية، وبدل ان يمر الناس من باقة الغربية، يمرون اليوم من شارع "عابر اسرائيل".
ويتذكر: في الماضي كانت باقة الغربية تشهد حركة تجارية نشطة، وكان يقصدها المئات من العرب واليهود على حد سواء، ولكن اليوم وبسبب الاوضاع الامنية وشق شارع "عابر اسرائيل" وبناء الجدار الفاصل، تحولت باقة الغربية الى مجرد قرية كبيرة، وبقيت المحال التجارية فيها لاصحابها..

بدلا من النهوض بالمدينة...

ويقول مؤيد مواسي، ان باقة الغربية كانت منطقة اقتصادية مزدهرة، وذلك يعود الى الشارع الرئيسي الذي يخترق المدينة ومع الاسف فأن كل الامور التي تشهدها البلاد مترابطة مع بعضها البعض. واليوم وبدل ان تقوم الحكومة والمؤسسة الرسمية بوضع مخططات للنهوض بالمدينة ولضمان مستقبل افضل لها، تقوم بزيادة المخططات الهادفة الى خنقها ومحوها عن الخارطة التجارية في اسرائيل.

قلة الحركة تهدد باغلاق المحلات

اما مروان ابو حسين من باقة الغربية، فيرى ان الشارع الرئيسي في باقة الغربية تحول الى شارع اشباح، واليوم هناك الكثير من المحال التجارية التي يتهددها خطر الاغلاق بسبب قلة الحركة.
ويضيف ابو حسين: الى جانب شارع "عابر اسرائيل"، قامت السلطات ببناء الجدار الفاصل وتضع المخططات الهادفة الى مصادرة الاراضي العربية. وهكذا تحوّل العديد من المطاعم والمقاهي الى مناطق معزولة بعد ان كانت في السابق تعج بالرواد والزبائن.

.. مستقبل الاجيال القادمة!

الا يكفي ان "عابر اسرائيل" صادر مئات الدونمات حتى نراه اليوم يلعب دورا هاما في مصادرة الحركة التجارية، وله تاثير كبير على الوضع؟ فقد حوّل باقة الغربية الى مدينة منكوبة ودمر المدينة من كل النواحي، وابعاده وتأثيراته واضحة لكل انسان في باقة. نحن نرى ان هذه المخططات تهدف الى تدمير مستقبل الاجيال القادمة. هذا الوضع بات لا يطاق، فهو يمنع تطور المدينة.
ويرى ضرغام ابو حسين، ان السلطة تضع كل المخططات الهادفة الى تدمير حياة السكان بدل وضع المحفزات الاقتصادية لاجل تطورها، وبيّن ابو حسين ان مصادرة الاراضي العربية في باقة الغربية وجت ادى الى تحويل المدينة الى مدينة اشباح، وهو يمنع تطورها وازدهارها نحو مستقبل افضل.
محمد مواسي، صاحب مقهى في باقة الغربية يقول: شارع باقة الغربية الرئيسي كان يربط شمال اسرائيل بجنوبها وبالعكس وكانت باقة الغربية ايام الخميس والجمعة والسبت، تكتظ بالزوار والرواد..
ففي اسرائيل يوجد شارعان رئيسيان يربطان الشمال بالجنوب، احدهما شارع باقة الغربية الرئيسي، الذي يخترق المدينة، والذي كان محطة استراحة للعديدين.
ولكن اليوم، تختلف الامور تماما، فقد قضى شارع "عابر اسرائيل" على الحركة التجارية ومنع التواصل بين الجنوب والشمال والوسط.
جمال حسين يملك محل مفروشات، وهو يتذكر انه قبل شق شارع "عابر اسرائيل" كان ابناء القرى العربية المتوجهون الى الجنوب او الى الشمال يمرون من باقة الغربية، ولكن ومع الاسف فأن الوضع مختلف اليوم.
ويتحدث حسين عن عواقب بناء الجدار ومنها منع التواصل الاجتماعي والاقتصادي بين ابناء الشعب الواحد. ويذكر حسين حادثة جرت معه شخصيا تؤكد ان هذه الاوضاع باتت على شفا الانهيار.. فهناك عروس حضرت لشراء تجهيزات لمنزلها، ولكنها حتى الان لم تعد لأخذها بسبب سوء الوضع الاقتصادي.
ويضيف حسين انا من سكان نزلة عسير، واليوم عندما اريد الوصول الى اهلي عليّ قطع مسافة 173كم، وفي كثير من الاحيان يكون من الصعب الوصول، وفي حالات اخرى يتم تسجيل المخالفات لنا بحجة الدخول الى مناطق عسكرية محظورة!


حسن مواسي
الأثنين 12/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع