أبا الأنبياء ابراهيم!!

* أرضنا اليوم تزخر بالرذيلة - خلت سدوم تُبعث من جديد وكذلك توأمها عمورية - حقًا لقد حلّت بنا يا أبت لعنة فساد الأزمنة - وكيف لا؟!! "وانبياؤك" فتنتهم سُجاح. فاختاروا طريق مسَيْلمة.

* أسمعك تقول موسى!! حتى وان ارسلته الآن الينا لن يقدر ان يشقّ البحر بعصاه، "فرعون" هذا الزمن، بكل الاوبئة التي عاثت موتًا في أرض الكنانة يومها، قد عداه!!!

* بيئتنا جارحة ضارية - طقوس العنف فيها "متعة" وديانة؟!! جلادوها مقدسون!! و"سموألها" الحديث في آنٍ يردد وينادي: "بوفائي التليد له"  يا معشر الأسباط!!! خنتُ، خنتُ "الامانة"!!! تبا لك يا امرأ القيس!!!

* سامحوني، وتعالوا معي لتشاركوني "التكفير" عن هذي "الخطيئة". مدّوا سواعدكم مزينة بكل ألوان الأسلحة!! وتعالوا "يدًا واحدة" نلفّ  "جغرافية كنعان" بنار جهنم وسديم الظلمات، فنجعل كل بيت يقطر حرقة ووجه كل حارةٍ دامي البسمات!!!

* ولا تنسوا رصاصات، معذرة، بل "صواريخ" رحمتكم "تعزفُ لهم اغاني المآتم وتنهال عليهم زخّات زخّات!!!

* لا تخشوا احدًا، "مارس العالم" معنا - أما "قاموس تسامحكم"!! ثِقوا انه سيظل يختزن ولو بقية من الحروف والكلمات؟!!!

* أبانا ابراهيم!! صدّق بأننا نراك، من هنا، حيث نقتات خبز "تنور الجحيم" نعم!! نرى وجهك تطلّ منه كآبة موجعة مضنية - لكننا يجب ان نقولها لك مؤكدة مؤكدة، نعم نقولها: بدون "لفّ" او مواربة: لن نغرق في هذا الطوفان ولن نقبل ان يصير لحظتَنا الاخيرة المهلكة. فغدنا ملكنا ونحن قادرون، قادرون ان نمسك به ونسترجعه املاً جديدًا..

* أتسألني عن "نوحنا"؟!! ألا تراه في كل الأرحام تناسلاً يقيم، يقيم وفي يده أقوى بوصلة - وكيف لا تلمس ولا ترى مخزون بيتنا الوافر من الايمان والتصميم والصمود والارادة؟!! وكيف نسيتَ وغاب عنك؟!! ان آلهة الديمومة اختارتنا دارًا للصلاة والعبادة!!.

* ابا الانبياء!!! المعذرة، المعذرة عن هذه الاضافة:
الخوف والتشاؤم "أطلال" ولّى زمن الوقوف عليها الى غير رجعة، دموع "خيولها" منذ عاد وثمود، نضبت تِباعًا، دمعة تلو دمعة..

* أبشر، وزُفّ ذلك الى كل الأنبياء:
فضاؤنا بدّد غبار الأيام وأنهى الترحال والسفر والمتاهة - ولم ينس زمن الخروج وضيافته المريرة، فهو كان ولما يزل يعرف أنّ في سمائنا للشمس بقية، وانه الى "دارنا" الطّرق والدروب كثيرة، كثيرة وجليّة.. كلنا يا أبت صوت يصرّ ان يعيش طويلا.

(حيفا)