كلمة <<الاتحاد>>
لاءات شارون الكارثية

لا يمكن المرور مر الكرام على تصريحات رئيس الحكومة اريئيل شارون الدموية وممارسات حكومته وقوات الاحتلال الاجرامية في المناطق الفلسطينية المحتلة. ففي المقابلة الصحفية التي ستنشر غدا الاثنين، في صحيفتي "يديعوت احرونوت" و "معاريب" وتناقلت وسائل الاعلام بعض ما جاء فيها قبل نشرها، عاد شارون الى الحديث بلغة زعماء عصابات المافيا، بلغة رئيس نظام ارهاب دولة منظم، مهددا بتصفية كل من الرئيس الفلسطيني، رمز وقائد مسيرة الكفاح التحرري الفلسطيني، الرئيس ياسر عرفات، والسكرتير العام لحزب الله، الشيخ حسن نصر الله. فقد اكد شارون في المقابلة "انه لا توجد شهادة تأمين حياة لعرفات ونصر الله"!! ان هذا التصريح الدموي الاجرامي يعكس حقيقة ان وجهة جنرال المجازر والاستيطان، اريئيل شارون، ليست ابدا باتجاه العمل على تخفيف حدة الصراع الدموي ولجم العدوان الهمجي على شعب الانتفاضة الفلسطينية وقادته، بل باتجاه مواصلة وتصعيد جرائم الحرب والمجازر والتصفيات والاغتيالات التي تنذر بتفجير ساحة الصراع نارا حارقة كارثية. ولا يقلل من مخاطر التصعيد المرتقبة خطة فك الارتباط من طرف واحد التي يلوح بها اريئيل شارون. فبلغة بلطجية عربيدة يتحدث شارون عن سلام الاستسلام وفي وقت يرتكب فيه جند الاحتلال جرائم القتل والتدمير والعدوان في المسجد الاقصى المبارك، كما حدث امس الاول الجمعة، وفي نابلس وطولكرم ورفح وغيرها.

ولمن لديه بعد ذرة من الثقة بنوايا وسياسة شارون، خاصة من اولئك الذين يمارسون الضغط على القيادة الفلسطينية للاستسلام لاملاءات شارون المدعومة من ادارة بوش الامريكية، فقد عبر شارون عن نفسه، عن موقفه وعن مخططه الاجرامي بالتركيز على لاءاته الثلاث الكارثية، التي كررها امام مؤتمر "الهايتك" - الصناعة العصرية الدقيقة، في تل ابيب مساء يوم الاربعاء الماضي، فلاء الرفض الاولى انه لا مفاوضات مع الطرف الفلسطيني، فالسلطة الوطنية برئاسة ياسر عرفات لم تعد بذي شأن وليست ندا للتفاوض، وان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقبة في طريق التفاوض، وانه من الاهمية بمكان ازالتها!! وانه حسب ادعاء شارون لن تقوم في المنظور القريب قيادة فلسطينية جدية يمكن التفاوض معها. ولهذا ووفقا لهذا المنطق الاعوج فإن على اسرائيل الاحتلال العمل من طرف واحد، انا اتفاوض مع انا واتجاهل الآخر، او في اطقع الظروف اتفاوض مع الامريكان وبمساعدة بعض الانظمة العربية نيابة عن الطرف الآخر الفلسطيني، على ساحة الصراع. ولهذا يطرح شارون خطة فك الارتباط من طرف واحد. ولاء الرفض الثانية الشارونية، لا لبرامج تسوية دولية لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، ولهذا دفن شارون مختلف المبادرات والجهود الدولية للتسوية ويطرح خطة فك الارتباط من طرف واحد ليختزل حتى خطة خارطة الطريق التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية حليفة العدوان الاسرائيلي وبمشاركة روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. ولاء الرفض الشارونية الثالثة ان لا لبقاء الوضع القائم كما هو، مواصلة الصراع الدموي وتكبد الطرفين وخاصة الفلسطيني الخسائر الفادحة، ولكن ايضا الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية التي يحصدها المحتل الاسرائيلي وفي وقت يلقى فيه الفشل الذريع في حسم المعركة عسكريا مع شعب الانتفاضة. ولهذا يناور شارون بخطة فك الارتباط من طرف واحد كوسيلة لحل مرحلي مؤقت طويل الامد يعزز أقدام الاحتلال الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة واكمال مخطط تهويد القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة.

("الاتحاد")


الأحد 4/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع