كلمة <<الاتحاد>>
البنوك تجرف الارباح والفقراء يواجهون الهوان

ان اكثر الظواهر بروزًا في السنوات الاخيرة، خاصة في ظل حكومة الاحتلال والافقار اليمينية الشارونية، تتجسد في تعميق حدة التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء، بين الرأسمال والعمل بشكل صارخ لم يسبق له مثيل. ويكفي الاشارة الى حقيقتين، دالتين، متناقضتين برزتا على سطح الاحداث في الايام الاخيرة لندرك مدى غياب العدالة الاجتماعية في المجتمع الاسرائيلي، مدى التمييز الطبقي الاجتماعي القائم في ظل النظام الرأسمالي العنصري العدواني القاتم في بلادنا. الحقيقة الاولى تعكسها حالة الذلّ والهوان والمرارة التي يواجهها الفقراء، فالفقر يكسر الرقبة احيانًا، وهذا ما تعكسه الطوابير الطويلة من الفقراء الذين يصطفون أمام طلب الرحمة والغذاء من جمعيات تطوعية تجمع التبرعات والاغذية والملابس والاحذية للمحتاجين. وهذا ما تعكسه المناظر المأساوية للفقراء والمحتاجين  الذين يفتشون عن فضلات طعام الاغنياء وعن الملابس والاحذية التي استغنى عنها الاغنياء في اكوام وبراميل القمامة. وهذا ما يعكسه تراكض الفقراء والمحتاجين الى الاسواق الشعبية بعد ان تقفل أبوابها لجمع الفضلات من الخضار والفواكه حتى لا تنام عائلاتهم خاوية البطون. وفي ظل حكومة الكوارث اليمينية أصبح عدد سكان  تحت خط الفقر اكثر من مليون وثلاثمائة مواطن من اليهود والعرب، وحالة العرب اسوأ بكثير من اخوانهم اليهود إذ تبلغ نسبة الفقراء بينهم اكثر من ضعفين ونصف ضعف النسبة بين اليهود.

يقول المثل الدارج "ناس تأكل الدجاج وناس تقع في السياج" وهذا أفضل مثل يعكس  مأساة التقاطب الاجتماعي في اسرائيل. وفي مقولة للخليفة علي بن ابي طالب جاء "ما جُمع مالٌ الا من شح او حرام" ونحن نواجه في اسرائيل "حرمنة مشروعة" يوفرها نظام اغناء الاغنياء  على حساب افقار الفقراء. فخلال الايام الثلاثة الماضية بدأت وسائل الاعلام الاسرائيلية المسموعة والمكتوبة والمرئية بنشر حصيلة نشاط المجمعات البنكية في العام الفين وثلاثة. ويتضح من المعطيات  الرسمية المنشورة انه في ظل أعمق أزمة ركود وبطالة وفقر جرفت البنوك الارباح الخيالية الطائلة. فبالمقارنة مع سنة الفين واثنين ازدادت الارباح الصافية لبنك "هبوعليم" بنسبة 288% وبلغت مليارًا  وثلاثمائة وخمسين مليون شاقل اذ بلغت نسبة الربح الصافي على الرأسمال الخاص (10,4%) وبلغت اجرة رئيس مجلس ادارة البنك اربعة ملايين وستمائة الف شاقل واجرة نائبه السنوية ثلاثة ملايين ونصف المليون شاقل. وبلغت الارباح الصافية لبنك لئومي في العام الماضي مليارا ومائة مليون شاقل بزيادة في الربح بالمقارنة مع سنة الفين واثنين تبلغ نسبتها مائة وواحدًا وسبعين في المئة!! (اقرأ التفاصيل في مكان آخر من "الاتحاد").

ان هذين المثلين وغيرهما عن أرباح ومداخيل "القطط السمان" في اسرائيل مقابل حالة الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني من مآسيها اكثر من خُمس سكان اسرائيل تعكس طابع الهوية التمييزية الطبقية الاجتماعية للحكم القائم في بلادنا. كما تنسف جميع النظريات الايديولوجية والمقولات السياسية التضليلية لمنظري الرأسمالية وخدامها الذين يدعون ببطلان مقولة الصراع الطبقي في مجتمع الاستغلال الرأسمالي. فالحقائق المذكورة تؤكد ان لا مفر من الصراع الطبقي السياسي ضد نظام التمييز والافقار.

("الاتحــــــــاد")


الخميس 1/4/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع