كلمة <<الاتحاد>>
مناورة مفضوحة يا اريئيل شارون!

كلما وقع شارون وسياسته ومنهجه الكارثي في مأزق أو أزمة خانقة يلجأ الى المناورة  والى اختلاق "خبر مثير" لصرف الانظار عن أزمته واشغال وسائل الاعلام والرأي العام الاسرائيلي "بخبره المثير". فخلال الاسبوع الماضي وبداية هذا الاسبوع كان الرأي العام ووسائل الاعلام الاسرائيلية مشغولين بتوصية النائبة العامة للدولة، عدنا أربيل، والطاقم المرافق لها الى المستشار القضائي للحكومة، مزوز، بمحاكمة رئيس الحكومة اريئيل شارون، بتهمة الفساد والرشوة، وذلك بناء على لائحة الاتهام التي أعدتها ضد شارون. لقد طمس هذا الخبر المثير الى حد كبير جريمة الحرب التي ارتكبها جند الاحتلال وشارون - موفاز باغتيال وتصفية مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين وعدد من المرافقين له. وحتى لا يبقى شارون في دائرة الضوء والادانة لجأ الى المناورة واختلاق الخبر المثير الذي أصبح مفضوحًا. وقد اختار منبرًا لالقاء "قنبلة" الخبرالمثير لجنة الخارجية والامن البرلمانية في الكنيست، امس الاول. فقد قدم بيانًا  عن خطوات سياسته ولقائه المرتقب مع بوش وخاصة حول خطة فك الارتباط الكارثية من طرف واحد. وخلال حديثه تطرق باستهزاء وتهديد مقصودين الى حزبي "المفدال" و"هئيحود هلئومي" لموقفهما المعارض والمناهض لخطة فك الارتباط. وقال شارون "في اليوم الذي ينسحبان فيه من الحكومة - أقيم حكومة جديدة. لا يمكن ترك الدولة بدون  حكومة، ويجب عدم ادخال الشعب الى دوامة انتخابات. اقول هذا بوضوح وصراحة حتى لا تكون هناك مفاجآت - أقيم حكومة جديدة"!!
لا شك بأن شارون يحاول استغلال هذا الموضوع لتحقيق عدة اهداف "بخبطة" واحدة، فأولا يريد صرف انظار الرأي العام عن تورطه بتهمة الرشوة والفساد، وثانيًا استغلال هذا الموضوع للضغط على المفدال وهئيحود هليئومي لبقائهما في حظيرة ائتلافه اليميني وذلك من خلال التلويح بوجود البديل لهما وامكانية  ضم "العمل" وحتى "شاس" الى الائتلاف الحكومي اذا ما تركا مقاعدهما. وثالثا "الغمز بالعين اليسرى" لحزب "العمل" ان الاحتمالات أصبحت واردة والابواب مفتوحة لدخول بوابة حكومته. ولعل شارون ومعه الادارة الامريكية معنيان وأكثر من أي وقت بدخول حزب "العمل" أروقة الائتلاف اليميني برئاسة شارون، وذلك على ضوء ازمة حكومة شارون الشاملة وعزلتها دوليا وبهدف تجميل صورتها عالميًا و"عربيا" وستر عورتها بورقة توت حزب "العمل". ولا يخفي حزب "العمل" ان بعض قادته، من شمعون بيرس الى بنيامين بن اليعيزر الى حاييم رامون ودالية ايتسيك وغيرهم يزحفون على البطون لدخول الحكومة من جديد برئاسة شارون، وهذا سيكون بمثابة انتحار ذاتي لهذا الحزب الذي فقد منذ سنوات كونه حزبًا بديلا سياسيًا  لليكود وحتى سلطويًا بعد ان فقد هويته السياسية التي تميزه بفوارق هامشية عن الليكود في القضايا الجوهرية السياسية والاقتصادية الاجتماعية.

اننا ندعو المتعقلين والاكثر واقعية في حزب "العمل" ان لا ينزلقوا الى هاوية حظيرة حكومة وحدة كارثية جديدة مع الليكود، التي اثبتت تجارب سابقة لحكومات شبيهة سابقة شارك فيها حزب "العمل" فشلها في الحركة والتقدم ولو خطوة واحدة في القضايا الجوهرية السياسية والاقتصادية الاجتماعية. احتياجات الساعة تستدعي للخروج من دوامة الدم ومآسي الفقر والبطالة توحيد مختلف قوى المعارضة والسلام والدمقراطية لاسقاط حكومة الكوارث الشارونية.

("الاتحــــاد")


الأربعاء 31/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع