<عابر اسرائيل> عبر، ومعه كل وعود تعويض المتضررين..


* منذ عامين وأربعة أشهر بدأ عابر اسرائيل بالزحف منبطحا فوق 324 دونما من أراضي الطيرة و558 دونما من أراضي الطيبة* الشركة تماطل بصورة منهجية، لعدم تنفيذ الاتفاقية، أملا باحباط اصحاب الارض، وجعلهم يكتفون بالتعويضات المالية، وليس بأرض بديلة كما نص الاتفاق* حاليًا يواجه المتضررون، كل على حدة (بدون دعم السلطة المحلية)، "شركة عابر اسرائيل" ومماطلاتها، دون جدوى..* سامح عراقي: اتوجه الى كل المتضررين والقوى السياسية في المدينة الى اعادة التعاون لتوحيد النضال وتحقيق الحقوق* شوقي خطيب: على السلطات المحلية ان تأخذ دورها للوقوف الى حانب المتضررين ومساعدتهم* والسؤال: أين أخطأنا؟!*


"الاتحاد" بحثت عن إجابة واضحة، الا ان الاجابة كانت واضحة أكثر من اللزوم.
كانت الاجابة مؤلمة وجارحة من البداية، مذ لم نجد العنوان القادر على وضع الاجابات حول ما آل اليه نضال جماهيرنا العربية عامة، وابناء الطيرة والطيبة خاصة، للحصول على أرض بديلة مساوية بالجودة والمقدار للارض المصادرة لشق شارع اسرائيل.
وللتذكير، فقد وقعت الاتفاقية حول تعويض الارض، بين رئيسي بلديتي الطيرة والطيبة وشركة عابر اسرائيل منذ أكثر من عامين (في 31.11.2001 للدقة).
منذ عامين وأربعة أشهر بدأ عابر اسرائيل بالزحف منبطحا فوق 324 دونما من أراضي الطيرة و558 دونما من أراضي الطيبة.
منذ عامين وأربعة أشهر والشركة تماطل بصورة منهجية، لعدم تنفيذ الاتفاقية، أملا باحباط اصحاب الارض، وجعلهم يكتفون بالتعويضات المالية.
منذ عامين واربعة أشهر يواجه المتضررون، كل على حدة، شركة عابر اسرائيل ومماطلاتها، دون فوائد تذكر..

المماطلة المنهجية

"المشكلة الاساسية التي تواجه المتضررين الذين صودرت أرضهم، هي مطالبة شركة عابر اسرائيل لهم باثبات ملكيتهم للارض المصادرة" يوضح المحامي فتحي شبيطة الذي يمثل عددا كبيرا من المتضررين في الطيرة. "اثبات الملكية على الارض، وتسجيلها في الطابو يعد عملية معقدة ومكلفة جدا مما يجعل المشترين والباعة يكتفون بتسجيل اتفاقية خاصة لدى المحامين".
"وبحسب الاتفاقية مع عابر اسرائيل، يتم تعويض الارض فقط لمن سجلت أرضه في الطابو وأولئك قلائل نسبيا. اما من لا يستطيع اثبات ملكيته للارض فيضطر الى البحث عن صاحب الارض المسجل في الطابو، وقد يجده وقد لا يجده". شبيطة يقول ان هذه الحقيقة قد تضعف المتضررين ونضالهم امام القضاء الا ان مماطلة "عابر اسرائيل" غير متعلقة بها، انما بأهداف الشركة. "الشركة تحصل على ألارض التي ستقدمها الى المتضررين من دائرة أراضي اسرائيل (المنهال)، وهذه تدعي انها لا تملك أرضا كافية لتعويض كل ما صودر لصالح الشارع، وفي كثير من الاحيان تتعامل مع المتضررين بخبث، اذ تحاول اغراءهم بابلاغها عن أراض في المدينة تعود ملكيتها الى أشخاص هجروا قبيل قيام الدولة ولا زال أبناء اسرهم يخفون أمرها عن الدولة، لتقوم دائرة اراضي اسرائيل بمصادرتها وفق قانون الحاضر غائب، ثم تقوم بتسليمها الى "الواشي".
"هذه الاساليب هدفها ايضا دق الاسافين بين الناس، فمن الجدير ذكره ان الطيرة لم تشهد حتى الان الا حالة تعويض واحدة، بارض مقابل أرض، اذ قدمت "دائرة اراضي اسرائيل" لأحد المتضررين أرضا، قد لا تكون ملكا لها، اذ دار حول ملكيتها خلاف قديم بين الدائرة وعائلة من المدينة. هذا الخلاف ينتقل الان بين أبناء البلد الواحد."
شركة عابر اسرائيل نجحت حتى الان بارغام عدد من المتضررين على الاكتفاء بتعويضات مالية، تبلغ قيمتها 13000 دولار للدونم، بدلا من 50000 دولار، هي القيمة الحقيقية للدونم الواحد من الاراضي المصادرة في الطيرة والطيبة. وهنا يوضح شبيطة ان هذا المبلغ يتقلص ويتقلص نتيجة للضرائب والمعاملات ولا يظل الا الجزء القليل.

العجب بلا سبب من قلة..

عضو البلدية الجبهوي وعضو اللجنة الشعبية في الطيرة لمواجهة عابر اسرائيل، سامح عراقي يؤكد ان "انتهاج اساليب المماطلة والتيئيس، مع أصحاب الاراضي والمتضررين ليس أمرا جديدا او غريبا، بل ويتلاءم مع الاهداف الحقيقية لهذا المشروع. فعابر اسرائيل أصلا لم يمر فوق الارض العربية صدفة انما جاء كغطاء اخر لتبرير سياسة مصادرة الارض المستمرة منذ قيام الدولة لمحاصرة القرى والمدن العربية ومنع تطورها". 
"هذا ما أدركته الجماهير العربية منذ البداية كما أدركت ان ربط مركز البلاد بأطرافها ليس تنفيذا لحلم السائقين باختصار المسافات، انما تنفيذ للحلم الصهيوني القديم بتشجيع الاستيطان في المناطق النائية، تمهيدا لتهويد الجليل".
وفي استعراضه لموقف الجماهير العربية في البلاد، يذكر عراقي ان الجماهير العربية قد أطلقت، عبر أحزابها ومؤسساتها الوطنية، وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا، الموقف الموحد والواضح ضد شق هذا الشارع بصورة مطلقة."الموقف الذي لم يصمد امام تشريع قانون خاص بالكنيست لشق الشارع، فكان الاكتفاء بالمطالبة بأرض مساوية بالمقدار والجودة للاراض العربية المصادرة. هذه المطالبة لم تكن بسيطة وقد أزعجت شركة عابر اسرائيل والحكومة، فلا عجب اذن من بذل كل الجهود الرسمية لاجهاض هذا المطلب العادل"، يضيف.
حديث عراقي واضح ولا يختلف عليه اثنان من المتضررين أو غيرهم، لكنه يقود الى الاسئلة الشائكة، وخاصة حول الية ردة فعل المتضررين والجماهير العربية على ممارسات الشركة، المتوقعة؟!
هذا السؤال يكون أكثر احراجا اذا ما أعدنا الى الاذهان، ما سمي وقتها بـ "الثلاثاء الحمراء"..

"الثلاثاء الحمراء"!

بعد عام وشهرين على نصب خيمة الاعتصام والتواجد اليومي فيها منذ أيلول 2000، انتشر صبيحة الثلاثاء 30.10.01، في الطيرة خبر حول اقتحام جرافات عابر اسرائيل لسهل الطيرة، للمباشرة في شق الشارع دون التوصل الى اتفاق مع اللجنة الشعبية لمواجهة عابر اسرئيل في الطيرة والطيبة، بتعويض الارض بارض مساوية بالمقدار والجودة .
طلاب المدارس يخرجون في تظاهرات ينضم اليها المئات من أبناء المدينة، ويصلون الى السهل. المئات يتوافدون من الطيبة وسائر المدن والقرى العربية في البلاد.
رجال الشرطة والوحدات الخاصة يتصدون للمتظاهرين باطلاق النار والغاز المسيل للدموع.
حملة اعتقالات واصابة العشرات بجروح بينهم أعضاء كنيست.
الطيرة لا تذكر يوما ببشاعة هذا اليوم وعنفه، "الثلاثاء الحمراء" سماه المتظاهرون وحذروا من عواقبه.
النضال ضد عابر اسرائيل في الطيرة والطيبة يبلغ أوجه.
 في اليوم التالي توقع اتفاقية بين خليل قاسم، رئيس بلدية الطيرة وعصام مصاروة رئيس بلدية الطيبة وشركة عابر اسرائيل، بحضور ممثلي مكتب رئيس الحكومة، مدير دائرة أراضي اسرائيل، الوزير صالح طريف، سامي عيسى رئيس مجلس كفر قاسم المحلي، د.محمود أبو الفول رئيس مجلس جت وشوقي خطيب رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية.
هذه الاتفاقية لم تجد المتضررين نفعا حتى الان. حقيقة. وحقيقة اخرى انها وقعت بتغييب واضح للمتضررين وممثليهم.
كيف بوسع نضال شعبي ومستمر كهذا ان ينتهي بصورة قاتمة وغير واضحة؟
أين أخطأنا، جماهير وقيادة؟ أي الوسائل ظلت متاحة للتحرك وما العمل؟ 

كفر برا: النموذج المشرف والخطأ الاول..

بسبب موقها الجغرافي في اقصى جنوب المثلث، كانت كفر برا أولى القرى التي واجهت عابر اسرائيل، وقد نصبت فيها خيمة اعتصام في اذار 99 احتجاجا على مصادرة 85 دونما من اراضيها.
عن تلك المرحلة، يقول المهندس جلال منصور (من الطيرة وممن واكبوا خيمة الاعتصام في كفر برا والطيرة وأماكن أخرى) "تميزت وقفة كفر برا بوحدة صف حقيقية بين أهالي القرية والمتضررين والمجلس المحلي، وقد تعززت وقفتهم بدعم قطري من الجماهير العربية التي توافدت الى الخيمة من كافة البلدان والمناطق، وقد اثمر هذا النضال بعد عام ونصف العام اذ اضطرت شركة عابر اسرائيل، وقبل دخول الارض، الى تعويض المجلس المحلي بارض بديلة مساوية بالمقدار والجودة".
ويؤكد منصور ان تعويض المجلس البلدي بكل الارض دفعة واحدة قبل بدء العمل في الارض يعد الانجاز الاهم، "وقد اختصر على الاشخاص المتضررين مواجهة الشركة وتحمل احابيلها".
رئيس لجنة الدفاع عن المتضررين  من عابر اسرائيل في الطيبة، حسن عازم يقول بان "كفر برا قدمت نموذجا خاصا ومتميزا في النضال وان انجازها كان يجب ان يكون هدف كل القرى والمدن الاخرى، الا ان الخطأ الكبير كان قد وقع بعد تهميش قرية كفر برا اثر توقيع الاتفاقية"، ويوضح: "هذا التعامل اتاح لعابر اسرائيل بالانفراد بالمدن والقرى واحدة واحدة واضر كثيرا بالنضال القطري والموحد".
ويدعي عازم ان الضرر قد لحق بالعمل القطري منذ استجابت لجنة المتابعة، برئاسة محمد زيدان، في حينه، لاقتراح رؤساء المجالس والبلديات في المثلث الجنوبي، بان تشكل لجنة منهم، لمتابعة القضية".

الطيرة والطيبة، توحيد النضال والانجاز

في نيسان 94 تم تشكيل اللجنة الشعبية للدفاع عن المتضررين في الطيبة وبعدها بفترة وجيزة تم تشكيل لجنة مشابهة في الطيرة، وقد نشأت بين اللجنتين، بحكم القرب والتواصل الجغرافي، ظروف مختلفة أدت الى توحيد النضال في خيمة الاعتصام التي نصبت في مدينة الطيرة.
حسن عازم، الذي انتخب لرئاسة اللجنة في الطيبة يقول ان هذا التعاون كان مثمرا وأضاف الكثير الى زخم النضال والمواجهة. وعلى الصعيد ذاته يذكر المهندس جلال منصور ان الاعتصام اليومي والدؤوب هو الذي اوجد فكرة التعويض بارض بديلة. "كان البعض ينظر الى هذا المطلب العادل وكأنه مطلب فوق العادة وخيالي الا ان وقفتنا هي التي أرغمت ابراهام بايغه شوحط، وزير المالية حينذاك في حكومة براك، على التعهد للمواطنين في الطيرة والطيبة بالتعويض بالارض مقابل الارض المصادرة." منصور يستأنف موضحا ان تعهد شوحط قد ازعج حكومة شارون التي عملت جاهدة على تمييعه وتهميشه.
قد تكون مهمة حكومة شارون أكثر سهولة، خاصة في ظل الحديث عن خلافات بدأت تفرق الاهل في الطيرة وفي الطيبة، فمع ان النضال المشترك لم يتضرر الا انه تضرر في كل مدينة على حدة.
عن الطيبة يقول عازم ان اللجنة قد اخترقت وانضم اليها اناس اتخذوا على عاتقهم كل الوقت مهمة افشال اللجنة ونشاطاتها ودق الاسافين، وكانت اللجنة في مرحلة معينة قد انقسمت على نفسها فعلا. وعن الطيرة يقول سامح عراقي ان اصحاب الاراضي والمتضررين كانوا موحدين الى جانب كل الاحزاب والقوى المحلية، الا ان الخلافات نشبت بسبب البلدية ورئيسها "الذي لم يشارك في النضال على الارض، وقد أزعجه على ما يبدو نشاط الاخرين، فاتخذ موقفا يتلاءم ومصالحه الانتخابية الضيقة بعيدا عن خيمة الاعتصام".
"هذه الخلافات، يقول عازم، هي التي اضعفت المتضررين والنضال، واعتقد انها كانت بسبب محاولات لمنع اللجان الشعبية وممثليها من حضور الاجتماعات التفاوضية، وكنت أنا قد شاركت في بعضها رغما عن بعض الرؤساء في المنطقة الذين حاولوا تغييبي كرئيس للجنة الشعبية في المنطقة". المهندس جلال منصور يقول ان ذلك انعكس على امكانية اشراك طواقم مهنية ومختصة في صياغة الاتفاقية مع عابر اسرائيل.

الاتفاقية ونقاط الضعف

يقول سامح عراقي ان الحكومة ، ومن اجل عدم تكرار تجربة كفر برا،" لما تجذره من قيم نضالية كـ"قدرة الكف على ملاطمة المخرز" ولا يضيع حق وراءه مطالب - تعاونت بشكل مباشر أو غير مباشر مع ادارة السلطة المحلية  التي لم تكن شريكة ولا بأي شكل في النضال الشعبي ولم يكن لرئيس البلدية أي تواجد في ساحة النضال". وحول ما حدث غداة المواجهات يقول عراقي ان ضغطا مكثفا مورس على رؤساء السلطات المحلية في المنطقة وبضمنهم رئيس بلدية الطيرة، وقد ارغموا على الذهاب الى مكتب رئيس الحكومة بشكل متسرع، وهناك أمليت عليهم الاتفاقية الحالية، وللاسف رضخ الرؤساء بدلا من استغلال انجازات اللجنة الشعبية في نضالها على الارض واستثمارها للبدء في المفاوضات لتحصيل اتفاقية أفضل".
عن الاشكالية في تلك الاتفاقية يشخص عراقي نقطتين أساسيتين وهما: أولا، التخلي عن نموذج كفر برا، وبدء التفاوض مع كل متضرر ومتضرر على حدة، بعد التغاضي عن مشكلة تثبيت الملكية في الطيرة والوسط العربي عامة. ثانيا، عدم ايجاد الية واضحة لملاحقة الموضوع والوقوف الى جانب أصحاب الاراضي.
في حديثه عن اخر ما الت اليه المفاوضات يقول المحامي فتحي شبيطة "هم اليوم يقترحون اراضي نائية عن الطيرة وبجودة متردية بحجة ان لا اراضٍ كافية بجوار المدينة للتعويض ولكن هذا لا يقنع أحدا، فهنالك اراض زراعية شاسعة تحيط مدينة الطيرة وتتبع للمجمعات اليهودية، بعدما صودرت في الاساس من الطيرة.
"والى جانب الارض المصادرة" يقول منصور "ان هنالك اراضي  اخرى كثيرة على الرغم من انها لم تصادر الا ان البناء فيها ممنوع، أو انها تقع تحت خط الكهرباء وتصل مساحة هذه الاراضي محدودة امكانيات التصرف فيها الى حوالي 1200 دونما، اي ما يعادل حوالي 10% من مجموع اراضي المدينة". وعلى الصعيد ذاته وصلت "الاتحاد" شكاوى عديدة من أصحاب المحال التجارية وورشات العمل في المنطقة الصناعية المحاذية للشارع. أحدهم قال: "الداخلون الى الطيرة اليوم يسافرون من فوق جسر ضخم، حجب محلاتنا عن الرؤية، وحتى ان رأوها المسافرون فان الوصول اليها أصبح معقدا جدا وصعبا مما قتل الحركة في المنطقة الشرقية من المنطقة الصناعية".

الارض لا تفقس..فما العمل؟!

" مش رح نستنى الارض تاتفقس" يقول حسن عازم ساخرا من مطالبة دائره اراضي اسرائيل للفلاحين بالصبر، بحجة انها لا تملك الارض الكافية لتعويضهم.
عازم يؤكد ان للسلطات المحلية دورها في التخفيف عن المتضررين "مثلا انا اسمي اليوم حسن ابراهيم عازم، الا انه كان مسجلا قبل قيام الدولة بحسن ابراهيم الحاج أسعد واليوم يطالبونني بالاثبات انني أنا أنا، يعني انني لست شخصا اخر وعندما توجهت الى البلدية أيام الرئيس السابق (عصام مصاروة) ليوقع على وثيقة يشهد فيها انني حسن عازم رفض أحد نوابه وأعز أصدقائي "الاعتراف بي"!! مع ان من واجب البلدية ان تتدخل لابراز الاسماء كما هي مسجلة لديها ومساعدة المتضررين". عازم يقول ان بلدية الطيبة مطالبة أيضا بالتدخل والضغط على عابر اسرائيل لترميم الطرق الموصلة بين شارع 44 والمعابر الثلاثة المؤدية الى الحقول".
جلال منصور يقول ان الاتفاقية "وعلى الرغم انها منقوصة فلا بد من استغلال كل ايجابياتها، وتفعيل البند السابع فيها، والذي يتحدث عن اقامة لجنة من ممثلي مكتب رئيس الحكومة، وعابر اسرائيل والبلديات وكل الوزارات ذات العلاقة بالقضية، تهدف اللجنة الى متابعة عملية المفاوضات والاشراف عليها. هذا الاقتراح يتوافق مع مطالبة سامح عراقي للبلديات "بالتعامل مع القضية كمسألة وطنية من الدرجة الاولى تخص تواجدنا وتطورنا كأقلية قومية في هذه البلاد. لذا فعلى البلديات العمل على تخصيص طاقم مهني يتعاون مع اللجنة الشعبية والمتضررين لتشكيل ضغط جماعي يدعم النضال امام الشركة، ويدفعها الى احترام الاتفاقية، لا سيما البند الخامس الذي يمهل الشركة مهلة 15 شهرا لطرح الارض البديلة" (انتهت المهلة منذ 13 شهرا!!!).
يضيف عراقي "ومن على صفحات الاتحاد اتوجه الى كل المتضررين والقوى السياسية في المدينة الى اعادة التعاون لتوحيد النضال وتحقيق الحقوق".  

رد لجنة المتابعة

يوضح المهندس شوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة لشئون الجماهير العربية ، ان اللجنة لم تتنازل في أي مرحلة عن معارضتها المبدئية لشق عابر اسرائيل ومروره فوق الارض العربية، مما دفع اللجنة الى دعم نضال المتضررين في كافة البلدان والقرى والوقوف الى جانبهم. "وانطلاقا من هذا الموقف"يقول خطيب "لم نفاوض الشركة على الارض، ولم نكن طرفا في اي اتفاقية وقعت، لا في الطيرة ولا في كفر برا، لكننا احترمنا ارادة المتضررين ورؤساء مدنهم، فاحترمنا اتفاقيتهم، دون أن نكون شركاء فيها".
ما هي الوسائل المتاحة أمام المتضررين لمواجهة عابر اسرائيل
هنالك مشكلة جدية لدى من لا يستطيعون اثبات ملكيتهم على الارض، هذه المشكلة هي قضائية وقانونية. مساهمة لجنة المتابعة في حلها قد تكون متواضعة لكن المشكلة الاكبر هي لدى من يمتلكون الطابو لكنهم يصطدمون بمماطلة عابر اسرائيل، هنا على السلطات المحلية ان تأخذ دورها للوقوف الى حانب المتضررين ومساعدتهم.
وماذا عن دور لجنة المتابعة؟
في لجنة المتابعة لدينا الاستعداد التام للوقوف الى جانب المتضررين للقيام بكل ما يلزم، جماهيريا وقضائيا ولكن شريطة أن يكون لنا عنوان في الطيرة!
تقصد السلطة المحلية؟
من المفضل أن تقف اللجنة المحلية مع المتضررين، وتنسيق نضالهم معنا قطريا لكننا مستعدون للتعاون مع أي اطار شرعي اخر يمثل أصحاب الاراضي والمتضررين.


تقرير: أمجد شبيطة
الأحد 28/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع