كلمة <<الاتحاد>>
فيتو في خدمة وتشجيع الارهاب!

يطرح مخططو الاستراتيجية السياسية الخارجية الامريكية على جدول أعمالهم كيفية "مواجهة" زيادة حدة كراهية وعداء شعوب الدنيا، خاصة في البلدان النامية ضعيفة التطور، وبضمنها الشعوب العربية وفي العالم الاسلامي، للامبريالية الامريكية! وينطلقون في صياغة الموقف  ليس أبدًا من منطلق معالجة الأسباب الجوهرية لهذه الكراهية. فالقضية ليست "عشق حمام" والعداء لأمريكا الرسمية بين الشعوب ليست بظاهرة طبيعية بل هي ظاهرة سياسية تجسد الموقف من السياسة الامريكية الخارجية المعادية لمصالح هذه الشعوب ولحقها في التطور الحر والحضاري. ما يجري تخطيطه استراتيجيًا من أروقة "البيت الابيض" والبنتاغون هو فرض "حب الغصيبة" من خلال تدجين الأنظمة والشعوب في حظيرة الولاء والسجود في بيت الطاعة الامريكي "بالعافية"، بالبلطجة الارهابية العدوانية وبفرض النمط الامريكي لطابع الحياة والتطور، ولكن بشكل انتقائي ينسجم مع مخطط الهيمنة الامريكية كونيًا. وهذا ما تستهدفه ادارة عولمة الارهاب المنظم الامريكية من وراء محاولة تسويق مخطط "اقامة شرق أوسط كبير".

ان دم شعوب المنطقة، وخاصة الشعب العربي الفلسطيني، ينزف بغزارة من جراء استراتيجية العدوان الامريكي في المنطقة المبنية على الدعم غير المحدود السياسي والعسكري والمادي لمخلب القط العدواني والحليف الاستراتيجي - اسرائيل الرسمية. واكثر من ذلك فإن الادارات الامريكية المتعاقبة تستغل صلاحية الدولة العظمى في مجلس الامن الدولي وحق "الفيتو" - الرفض - لحماية المعتدي الاسرائيلي من أية ادانة  دولية تردع ارتكابه للجرائم ومن أية عقوبة دولية تقلم أنيابه الصفراء المفترسة. الاسرة الدولية اجمعت تقريبًا على ادانة جريمة ارهاب الدولة المنظم البشعة التي ارتكبها المحتل الاسرائيلي بتصفية واغتيال مؤسس حركة "حماس" الشيخ احمد ياسين الا ادارة بوش الامريكية لم تكتف بأنها لم تَدن جريمة الحرب هذه بل بررتها واتهمت ودانت الضحية وادعت ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"!! وامعانًا في العداء للشعب الفلسطيني ودعمًا للعدوان والجرائم والارهاب الاسرائيلي استخدمت امريكا للمرة التي لا تحصى حق الفيتو في مجلس الامن قبل ثلاثة ايام الامر الذي أفشل اتخاذ قرار "أضعف الايمان" بادانة المحتل الاسرائيلي على جريمته الدموية باغتيال الشيخ احمد ياسين. لقد كان هذا الموقف الامريكي ليس فقط سلاحًا امريكيا في خدمة وتشجيع الارهاب الاسرائيلي الهمجي ضد شعب  الانتفاضة الفلسطينية، بل كان بمثابة رسالة واضحة المعالم الى الانظمة العربية عشية انعقاد مؤتمر القمة في تونس مضمونها ومدلولها السياسي ان الادارة الامريكية لا تقيم لكم وزنًا، صفر حافظ منزلة لا اكثر ولا أقل. ومن يحنِ رقبته وظهره يسهل ركوبه. ولا ننتظر من القمة العربية في تونس ان ترد على الاهانة الامريكية والاستفزاز الامريكي والاستهتار الامريكي بأكثر من مواصلة استجداء امريكا واظهار معالم الطاعة لامريكا. فموقف الأنظمة، غالبيتها في واد وموقف شعوبها من امريكا في واد. والشعوب يا أمريكا ويا أنظمة التخاذل تمهل ولا تهمل. ولن تجدوا عربيًا واحدًا، فلسطينيًا واحدًا، يكن الود والدعم للسياسة الارهابية الامريكية في المنطقة، اللهم الا اذا كان عميلا او مختلا عقليًا.

("الاتحــــــــــــاد")


الأحد 28/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع