يعرف... ولا يعرف!!

يعرف شارون ما يريد.
يعرف متى وكيف يضرب الاعضاء المتمردين في ائتلافه اليميني المتطرف.
ويعرف متى وكيف يصفع اعضاء الكنيست من الليكود الذين وصلوا على كتفيه العريضين الى البرلمان.
ويعرف ما يسمح به صديقه بوش وما لا يسمح به.
ويعرف ان الحكام العرب جيف خاوية على كراسٍ منخورة.
ويعرف ان قتل الفلسطينيين صار عادة يومية.. ولا دور للفضائيات العربية الا ان تحصي عدد القتلى!!
ويعرف ان الرأي العام العالمي اطرش.
ويعرف ان الشعوب العربية مشغولة ببرنامج "ستار اكاديمي" و "سوبر ستار".
ويعرف ان شعبه مصاب بالبلادة.
ويعرف ان حزب العمل خرقة مهملة.
ويعرف ان شمعون بيرس حذاء قديم ينتعله متى يشاء ويخلعه متى يشاء..
ويعرف ان لا احد يصدقه وهو يتحدث عن تفكيك المستوطنات..
ويعرف ان لا احد يتعامل بجدية مع تصريحه عن اقامة دولة فلسطينية.
ويعرف ان الناس، كل الناس، لا يصدقون انه سينسحب من قطاع غزة وهو القائل ان نتسريم مثل تل ابيب!
ويعرف ان شهوة قتل الفلسطينيين صارت نهجاً..
ويعرف ان شهوة الانتقام صارت برنامجاً..
ويعرف ان الشيخ احمد ياسين مشلول.. ويتحرك على كرسي ذي عجلات..
ويعرف انه يصلي الفجر في المسجد..
ويعرف مواعيد الصلاة..
ويعرف ان اغتياله لا يحتاج الى بطولة..
ولكن...
يود شارون ان يقود، ويهيئ شعبه، والشعب الفلسطيني، والعالم العربي، ودول العالم، للاغتيال القادم.. فشهوة القتل وشهوة الانتقام تراوده منذ العام 1982 حتى اليوم..
عين شارون على المقاطعة..
وينتظر..
وينتظر..
وينتظر..
الى متى؟؟
ولكن.....
شارون لا يعرف اموراً كثيرة.
لا يعرف ان مقتل القائد يذكي الثورة..
ولا يعرف ان الشعب الفلسطيني لا يقول: آخ!!
ولا يعرف ان الشعب الفلسطيني لا يرضى بأقل من الحرية والاستقلال..
ولا يعرف ان الشعب الفلسطيني لا يعرف الاستسلام..
ولا يعرف ان امن شعبه لا يأتي الا من امن الجار الفلسطيني..
ولا يعرف ان الفلسطيني انسان يحب الحرية والاستقلال والكرامة..
ولا يعرف بديهية واضحة وضوح الشمس وهي ان الحل السحري هو الانسحاب من المناطق المحتلة..
فمتى يعرف!
آن الاوان ان يعترف ويعرف..
كي يعيش شعبه بأمان وسلام..
ويعيش الجار بأمان وسلام..


محمد علي طه
السبت 27/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع