(الحلقة السابعة)
ذاكرة العنقاء

حينذاك عندما كانت وجهتنا انا والعم مسعود نحو الغرب في سفرتنا الاخيرة نحو العين قبل الضياع تركنا جميلة نقطة بيضاء في مدى اخضر صغُرت كلما تقدمت العربة فينا الى الامام، العم مسعود ساق العربة وانشغل مع حصانه وطريقه اما انا دُرت برأسي اتابع خيال جميلة وهو يبتعد ويذوب على حافة الطريق الزراعية التي عَبرت بمحاذاة بستانهم الذي حوى كل نوع وغرق في خضرة سندسية غاية في الجمال.
لوّحت لها بيساري ولوّحت هي بشالها الابيض الحريري في بعد مدى الرؤية وحتى ابتعدت العربة فينا وذبنا في غابات الزيتون الكثيفة التي أخفت عنا بيوت القرية نهائيا.
جميلة كانت امرأة ناضجة تفور انوثة وسحرا وتذوب حبا وشوقا لمنصور. عندما ودعناها إغرورقت عيناها الخضراوان بدمع انزلق على وجنتيها الحمراويتين.
شفتاها ارتعشتا مع يديها وصدرها الناهد وكأنها عرفت في قرارة نفسها المصير المحتوم الهاجم كالقدر الاسود على حبهما هي ومنصور الذي اصبح حديث القرية كلها.
الآن وبعد ما كان لي ولسلمى تحت غصون الزيتونة في ذلك الغسق من ذلك اليوم اعرف معنى الشوق ومدى الحب وقوة اللهفة التي حملتها جميلة لمنصور وهي تمد يدها. البيضاء نحو العم مسعود وتسلمه زادا ورسالة لحبيبها الذي غاب عنها اياما طويلة قبل معركة العين.
عدت الى القرية حينذاك احمل رسالة منصور وسترته الدامية التي مزقتها الرصاصات الى جميلة بعد ان واعدت نفسي على تسليم الامانة مهما كان الثمن لقلب مرهف انتظر تلك الرسالة كما انتظرت طيور القطا في نهاية الخريف على اطراف الحقول الوسم الاول.
رقصت ورقصت بخفة مرسلة مناقيرها الحارة الجميلة نحو السماء تلتقط القطرة الاولى ولا محالة. لا بد ان قلب جميلة رقص كزغب القطا في العاصفة انتظر كلمة من منصور، رسالة او اشارة عارضة للقاء قريب ونهاية لقصة حب حلوة لم تمهلها العاصفة السوداء تلك التي قلبت عوالم جميلة كلها ولم تترك لذاك الحب ان يكتمل ولذاك القلب ان يبدل زغبه بريش يجعله قادرا على التحليق الى كبد السماء الرحب.
ذهبت احلام جميلة الوردية كلها ادراج الرياح وتحول فراقها لحبيبها الى فراق ابدي لا رجعة منه ولا خبر.
منصور قتل وبيت جميلة هُجر وذبلت أصص الورد على شرفته وعلت الزنابق المترنحة على حافة البئر صفرةُ الموت. ضاعت في مدى القرية الاغبر بعد القصف والنيران والدخان زهرات ذاك الحب الكبير الذي أورق وأزهر وأوشك ان يعقد ثمرا.
عندما عدت ترجلت من العربة .تاركًا إياها والحصان في نفس الموضع الذي وقفت فيه جميلة عند بداية الرحلة. حملت السترة الدامية وبجيبها الرسالتين وريشة كتابة مكسورة وسكينا صغيرة يدها خشبية كالحة تميل الى السواد وعقدت العزم كله على مقابلة جميلة وتسليمها الامانة.
حِرت آنذاك مع نفسي وتلك الحيرة الكاوية ما زالت توقد مواقد الالم في قراراتها العميقة الى هذا اليوم.
ماذا اقول لجميلة عندما القاها وانا احمل كل آمالها دامية ممزقة على راحتي؟ أأخبرها بأمر رسالة منصور التي اختلط حبر سطورها وتشوشت حروفها من دمه؟
أأسلمها ريشة الكتابة المكسورة التي حملها منصور قريبة من القلب واصابتها الرصاصات مباشرة وكسرتها وتوغلت حتى بلغت موضع القلب؟
ماذا مع السكين الصغيرة التي حفظها منصور في جيب سترته؟
لعلها هديتها له في عهد سابق وزمن سعيد ولّى وركض بعيدا عن بيوت القرية وناسها وحقولها وسمائها باحثا عن مكان غاص في متاهات الغيب؟؟
رحمك الله يا عم مسعود واسكنك جنته العليا ذهبت وتركتني وحيدا احمل رسالة الموت هذه وانا بعد غض غرير لا اعرف عالم الموت ذاك ولم اعهد زمن اللهفة ومرارة الفراق ولوعة الحب.
قرعت باب جميلة وانا ارتعش كالهارب من العاصفة ولا من مجيب. قرعت وهززت قبضة الباب الكبيرة مرات ومرات ولم اسمع الا سكونًا مطبقًا. هممت بالرجوع من حيث اتيت وانا احمل هدية منصور لجميلة. تفحصت البيت وانا اخطو الى الوراء بوجل ورهبة وحزن ثقيل حتى رأيت الدفة النافذة الغربية مفتوحة لوحت في فراغها ستارة بيضاء على وقع نسمات خفيفة آتية من جهة البحر. اقتربت من النافذة وازحت الستارة بحذر ونظرت الى سكون وظلام خفيف لم يعكره الا اضواء شمس النهار الخافتة التي تسللت اليها. خبطت على زجاج الظرفة بقرعات متتالية وقوية علها ترجع بصدى اصوات انسانية غارقة داخل البيت.
انتظرت وقرعت وانتظرت ولا من مجيب. خاب حدسي ورجعت من حيث اتيت حائرا لا اعرف ماذا افعل بالاشياء التي حملتها والتي احسستها ثقيلة على قلبي كوقع ذاك الحزن وتلك الكآبة التي عمّت بيت جميلة وجواره من شجر وزهر وثمر.
عدت الى البيت مهموما تخنقني انفاسي وتهدني خطواتي. نشرت لحظتها امي غسيلا على حبل مُد في طرف الحاكورة المقابل مباشرة لمدخلها التفتت الي وقالت: "اين كنت يا حبيبي.. بحث عنك كثيرا منذ الصباح.. وما هذا الذي تحمله" قلت وانا احاول ان اخفي ما حملته يداي "نعم يا امي.. هذه حشائش خضراء للحصان.. كنت على طرف الحقول".
قالت امي: "لماذا لم تأخذ الحصان معك وتتركه هناك يرعى هذه الحشائش؟"
قلت: "لا.. لا يا امي اخاف عليه.. اولئك الاغراب يسرقون الخيل.. خاصة اذا كانت خيولا اصيلة وجميلة كحصاننا.. قال لي سامر ذاك وسمعت من آخرين ان بعض الاحصنة اختفت من القرية لهذا السبب..".
وقفت متسمرا وطال حواري مع امي وهي تنشر غسيلها وهي تقترب من مكاني. خفت ان تكشف امري. قبل عودتي الى البيت لففت اشياء منصور الصغيرة في ورقة صحيفة قديمة وجدتها في مدخل بيت جميلة ووضعتها داخل كيس صغيرة من الخيش وذهبت الى موضع ما بين بيتنا وبيت جميلة كثرت فيه الاعشاب البرية الخضراء من كل صنف.
قصفتها وملأت الكيس وحملته راجعا محاولا اخفاء سري الكبير ذاك حتى تدور الايام والتقي بجميلة واودعها امانة منصور.
لا اعرف لماذا جعلت ذاك الامر سري الخاص وكل اهل القرية علموا بقصة حب منصور وجميلة وانتظروا نهايتها السعيدة التي اخذتها الاقدار السوداء والقتها في عالم الموت.
نعم.. اهل القرية عرفوا عن تلك القصة من بعيد او قريب ولكنني هاأنذا احمل هنا والآن روح هذه القصة وسرها وربما نهايتها.. واردت تأخير اجل تلك النهاية.
"اخفيت تلك السترة والرسائل التي حملت حبر ودم منصور. اخفيتها حتى عن امي مأمن اسراري الصغيرة كلها. حسبت بخلدي الصغير ان افشائي سر تلك الرسائل وتلك الريشة فيه نهاية لتلك القصة الرائعة التي رغبت من كل جوارحي الا تنتهي.
عشت وهمًا مرات ومرات رأيت به منصورا قادما في فضاء سماء القرية الرحبة راكبا فرسا مطهمة  خاطفا جميلة في حضنه عابرا مرة اخرى تلك السماء وشال جميلة الحريري الابيض يلوح ويلوح في كبد السماء في نهاية الافق.
علمت عندما عدت الى القرية من القليلين الباقين ان جميلة ضاعت مع امها في الضياع قال من قال انهما سارتا شمالا الى الحدود الشمالية ومنهم من قال انهما ذهبتا الى اقرباء لهما في الميناء القريبة ومنهم من اخبر بأنهما ذهبتا شرقا صوب الناصرة بلد المسيح عليه السلام. انا سمعت هذا وذاك ولم اصدق ما حدث. اودعت اشياء منصور الصغيرة صندوقا كان والدي جعله حاوية لمعدات حديدية ومسامير وبراغ مختلفة الاحجام احتاجها هنا وهناك في تصليح الاسطبل والجدار. افرغته من محتوياته ونظفته ووضعت بندقية ابي القديمة ذات الخرطوشتين التي استعدتها من اخي الذي حملها معه الى العين لملاقاة العاصفة مع منصور والرجال. وضعت اشياء منصور الصغيرة بعد ان لففتها بقطعة شاش ابيض كالثلج غافلت امي واخفيتها من على حبل غسيلها. وضعت الصندوق في زاوية الاسطبل خلف خزان معدني ملأن بحبات الشعير محاذ للحصان وجعلت ذاك الصندوق وما حواه سرا من اسراري الصغيرة الكثيرة بل اهمها على الاطلاق اذ لم اشارك به احدًا.
في الاعوام الثلاثة بعد العاصفة حملت اشياء منصور تلك وذهبت بها لملاقاة جميلة ولكن الحظ لم يحالفني قط. عندما اقتربت من موقع البيت بحثت عن نوافذه كلها بنظرات فاحصة حائرة بين شك ويقين. يا الهي.. كانت تلك النوافذ دوما موصدة ما عدا تلك النافذة في طرف البيت الغربي وتلك الستارة البيضاء التي تحول لونها واصبح رماديا اصفر مع تعاقب الزمن والفصول. نظرت مرارا الى تلك النافذة المطلة على البلكونة الصغيرة علني ارى خيال جميلة بين اصص الزهور الفخارية المعلقة على جوانبها وفي احشائها وقد استحال لونها كلها الى اصفر غابت عنه معالم الحياة.
لعنت كل مرة حظي العاثر وعدت بخفي حنين مودعا تلك الاشياء داخل ذاك الصندوق مرة بعد اخرى ملامسا بندقية ابي برفق الى حين. حتى لحظتي هذه اعجب من امر نفسي على قدرتي آنذاك بابقاء ذاك السر داخلي وحدي. لم يحصل ان بُحث به لسامر او لسلوى.
غبت عن واقعي وشططت في عالمي الداخلي ولم ارغب مخاطبة احد او مشاركته افكاره واقواله عن منصور وجميلة. وصفت للاصدقاء رحلتي مع العم مسعود بوقائعها وأدق تفاصيلها مرات ومرات. حدثتهم عن الطائرات التي طارت فوق رأسي تسابق الريح، عن الطحان والطاحونة وعن عين الماء ورجال مسعود وعن الحصان الذي شرد بي في طريق العودة وعن منصور واشجار الحور وعن الغربان السوداء التي نعت القرية وعن الكلاب الضالة التي الفت طرقاتها بعد ان رحل اهلها الى اطراف الدنيا الاربعة. وقف مانع قوي في داخلي شد افكاري عندما تداعيت مع لغط الصبيان منعني كل مرة اردت فضح ذاك السر القابع في اعماقي عن تلك السترة التي خرقتها الرصاصات وعن تلك الرسائل التي شوشت كلماتها بقع الدماء.
مرت الايام متتالية كئيبة في القرية ودارت الحكايات عن ناسها وعن بيوتها وعن تاريخها الحاضر القاتم الذي كتبته العاصفة باصابع الموت والدم والخراب. اصبح لكل عائلة حكاية ولكل فرد قصة تروى وتدور على الالسن القليلة الباقية. تضاربت تلك الحكايات العامة والشخصية واختلطت مصائرها ومصادرها واصبحت جزءا من حكاية كبيرة وقائعها كلها دارت في خضم مأساة كبيرة كبر الارض كلها لم تبقِ ولم تذر. ابطال الحكايات اناس قرويون بسطاء سحقتهم العاصفة وخطفتهم من واقع يشبه الحلم الى حلم مزعج هز ضمائرنا نحن الاشقياء ونحن نعبر حافة الطفولة الاخيرة صوب بداية الشباب، درنا كعادتنا بين البيوت وفي الازقة نتفقد الناس الموجودين وأولئك الذين اصبحوا حكايات، حفظنا تلك الحكايات عن ظهر قلب وبأدق التفاصيل وتسابقنا في روايتها لبعضنا ونحن نصول ونجول ونقتفي آثار الخراب التي خلفتها العاصفة الهوجاء.
سامر كان اكثرنا معرفة بما جرى وكرر على اسماعنا يوميا ما سمعه من الكبار الباقين ومن العائدين الذين رجعوا وتسللوا الى قريتهم وبيوتهم ليلا وعادوا مع نجمة الصباح من حيث اتوا خوفا من الاعتقال المهين والقتل والتشريد والرمي وراء الحدود الشمالية التي لم تبعد عن قريتنا الا ساعة سفر واحدة في تلك الشاحنات الجديدة التي احضرها الغرباء لذاك الغرض. بدأ حديثه دوما وعيناه مصوبتان نحو البيت الهدف الماثل امامنا في اشعة الغروب الغائر في خفايا البعد والنسيان قائلا "اتعرفون هذا بيت فلان.. اترون انه خراب تلوح في جنباته رياح الشؤم.. يا حرام رب البيت قُتل في بداية العاصفة وزوجته فلانة غابت في الشمال مع اولادها لا يعرف غير الله مصيرهم ومكانهم..".
يسكت عن الكلام المباح بعد ان ينشف ريقه وتبتلع كلماته غصة مباغة في قلبه وقلوبنا نحن السامعين الساهمين ونحن نبحث معه في ذات اللحظة وفي الذاكرة القريبة والبعيدة عن صاحب البيت وزوجته وحياته - اغرب ما في الامر اننا سرعان ما كنا نتذكر شيئا عن تلك العائلة عن الزوج والزوجة او عن الاولاد ونتسارع مرة واحدة في تكوين وتحوير قصة سامر الاصلية وحيثياتها ودوافعها ويعلو الهرج والمرج حتى تكِن نفوسنا الغضة ونتفق تلقائيا بأن الحكاية هي حكايتنا كلنا. نكون دائما بداية لحكاية حزينة ونهاية لبداية امرّ من العلقم في صميمها التشرد والقتل والدمار. حفظنا حكايتنا تلك عن اهل القرية وناسها حتى اصبحت مسلمات لواقع عاشته القرية رغما عنها وكذلك الوطن الكبير كله.
درنا في الدروب ودارت معنا تلك الحكايات كل يوم، عندما رأينا اختلافا ما في واقع البيوت والكروم كباب فتح على مصراعيه بعد ان اغلق ردحا طويلا من الزمن او نافذة انطلقت دفتاها للريح او حيوان وجد امام البيوت خوارًا او ثغاءً غير مالوف كان لواحد منا على الاقل معرفة بما جد وبأدق التفاصيل. سمعنا ورأينا واحدنا اشار وقال: ".. انظروا تلك زوجة فلان.. انها تقف في النافذة.. نعم عادوا بعد غياب طويل في القرية الكبيرة التي لم تصلها العاصفة بعد.." ويقول آخر مكملا بدون استئذان: "... ذاك الخوار الذي تسمعونه لبقرة علان.. قضى ايام العاصفة واهله مشردون.. عاد وزوجته واولاده وبقرته..."
اما انا كففت عن الكلام كل مرة وصلنا بجولتنا قريبا من بيت جميلة الذي علته الكآبة وغرقت حديقته وورودها الغناء في غابة من الشوك والاعشاب البرية، ابوابه موصدة وستارة النافذة الغربية تلوح وتلوح. خفت في قرارة نفسي من ذاك السر الذي حملته صغيرا وخفت اكثر ان بُحث به للاصدقاء ولم يعد ملكي لي وحدي. كررت في ذاتي بأن حكاية منصور وجميلة ليست ككل الحكايات لا تروى ولا تنسى ولا تعاد ولا تتكرر حتى كان ذاك العصر الموعود. فكرت فيه وحيدا مهموما ابحث عن ذاتي الغضة وعن حشائش خضراء بعد ان توغل ايار وخطفت شمسه لون الربيع. قصدت مكانا نديا على طرف القرية دامت خضرته حتى في الصيف بسبب نبعة شقت طبقات الارض وكونت مستنقعا صغيرا دائما كثرت فيه الضفادع وسرح ومرح الهوامّ فيه امّه اهل القرية لغرض البحث عن تلك الحشائش الخضراء التي غطت معظم جوانبه وحواشيه ففي قريتنا عيون ماء جارية كثيرة للسقي وللري وللشرب.
سرت وحدي تحت اشعة ايار الحارة التي سطعت من سماء قريبة وسفعت وجهي وسواعدي العارية واغرقتني في بحر من العرق. اقتربت وبحثت بين العشب الذي علا عن مكان لماء نقي وغرفت حفنات متتالية بردت جبيني ووجنتي وهدأت روحي الثائرة مع ثوران الشمس. صوبت عيني نحو الشمس في جنوبها الغربي وهي مسرعة للغروب ورأيت النافذة المطلة على شرفة جميلة مفتوحة على مصراعيها وفي وسطها وقف خيال.
هرعت وركضت ووقعت وقمت وركضت حتى بلغت بوابة البيت، كانت جميلة يا الهي..
نعم جميلة.. خيال اسود بين أصص الورد الذاوي.. انها جميلة التحفت رداء ووشاحا اسود وجهها قاتم وشعرها الكستنائي الكثيف اختفى في صفرة الموت حولها وفي ظلال الشوك والعوسج الذي تسلق حيطان البيت نحو السماء.


د. فؤاد خطيب
الخميس 25/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع