كلمة <<الاتحاد>>
تحريض ساقط!

لا تزال البلاد ملطخة بسموم التحريض على الجماهير العربية، التي انطلقت من مختلف الأدمغة الناضحة بالعنصرية. ويا لها من لائحة اتهام طويلة طويلة: من "دعم الارهاب" و"التماثل مع اعداء اسرائيل" و"عدم ادانة الارهاب" ومثلها مما بات مكرورًا، مقيتًا ومزعجًا، وما لا يزال كاذبًا!

وقد وصل هذا "الماراثون التحريضي" أوجه مع قرار الجماهير العربية، السياسي والوطني والوجداني، قول ما يقوله معظم العالم: إن اغتيال الشيخ أحمد ياسين هو جريمة تقع في خانة الارهاب الرسمي. وإن هذا الهوس العسكري الدموي لدى حكومة اليمين لن يجرّ أمنًا ولا أمانًا، بل إنه يمهّد التربة لنعوش المزيد من الابرياء الذين سيدفعون ثمن ما يقترفه اريئيل شارون وحكومته من جرائم حرب بالجملة.

فهذه الجماهير التي صمدت أمام أشد رياح التحريض بشاعة لم تتنازل عن موقفها. ولا تزال القوة السلامية الأولى التي تؤكد ألاّ سبيل الى الأمن والأمان والعيش الكريم إلا بإحقاق تسوية سياسية متكافئة بين شعبها (الفلسطيني) والدولة (اسرائيل) التي تحمل مواطنتها. وهي بذلك تشكل مرجعًا ومرجعية لكل من يبحث عن المخرج العقلاني من دوامة الدماء التي أسس لها الاحتلال الاسرائيلي – الزائل لامحالة!

وربما يجب تحديد الاتهامات: فمن يدعم الارهاب الحقيقي هو حكومة التطرف التي تضحي بمواطنيها (مواطنيها!) على مذبح الاستيطان والتوسّع! وأعداء اسرائيل ليسوا سوى من يكرسون لها حالة الحرب والقتل والعنف. وهم لا يعيشون خلف الحدود.. بل إنهم موجودون اليوم في سدة الحكم. هم هم أعداء المصلحة الحقيقية للاسرائيليين مثلما هم اعداء المصلحة الفلسطينية. أما بالنسبة لإدانة الارهاب فحدّث ولا حرج! لأن أقطاب حكومة اليمين والاستيطان إنما ينتجون الارهاب، قولا وفعلا، ثم يتغنون به عبر تصويره "نصرًا" وبطولات وهمية واهية وفارغة.

أخيرًا، يجب أن يفهم القاصي والداني أن هذه الجماهير تملك بوصلة ثاقبة، استنادًا الى تجربتها المريرة وحكمة قيادتها التاريخية – وهي بوصلة تجعلها تعرف اختيار خندقها: مع كل المكافحين في كل العالم من أجل العدالة والحق والسلام والحرية. وهو الخندق الذي يقف المحرضون عليها في نقيضه التام!

("الاتحاد")


الخميس 25/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع