كلمة <<الاتحاد>>
مخطّط الجرائم ينزف دمًا وتآمرًا!

شهدت ساحة الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، امس الاحد، حدثين تعكس أبعادهما الاستراتيجية الحقيقية التي يرسمها المحتل الاسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني وثوابت حقوقه الشرعية الوطنية غير القابلة للتصرف. الحدث الاول، التصعيد الجنوني للعدوان الدموي الاحتلالي في قطاع غزة والضفة الغربية. ويأتي هذا التصعيد في وقت يجري فيه الحديث والنقاش حول خطة شارون الكارثية التي يطلق عليه اسم خطة فك الارتباط من طرف واحد والانسحاب من غزة في هذا الاطار. والمدلول السياسي الحقيقي لخطة فك الارتباط تجسدت مؤشراته المخضبة بالدماء امس على اراضي المناطق المحتلة. فالمناطق التي يدعي المحتل انه سينسحب منها، وخاصة في قطاع غزة، يخطط بشكل منهجي لجعلها ارضًا محروقة وذلك من خلال تكثيف أعمال التدمير والقتل والتصفيات. فأمس وفي اطار هذا المخطط ارتكب جند الاحتلال مجزرة جديدة في جنوب القطاع، في رفح وغيرها، قتلوا وجرحوا العشرات وهدموا البيوت وخربوا المزروعات. اراد المحتل استغلال المجازر كوسيلة ضغط على القيادة الشرعية الفلسطينية لابتزاز تنازلات لصالح المحتل ووفقًا لبرنامج شارون التصفوي في قطاع غزة وفي الضفة . فمقابل انسحاب مشكوك في امره في قطاع غزة يخطط شارون وحكومته وتحت يافطة الانسحاب من غزة  ترسيخ أقدام وجوده الاحتلالي الاستيطاني في الضفة الغربية وتسريع عملية بناء جدار العزل العنصري في الضفة الغربية.

والحدث الثاني، ما دار في جلسة مجلس وزراء حكومة الكوارث اليمينية الشارونية امس الاحد، فما طرح على جدول الاعمال كان مناقشة خطة فك الارتباط من طرف واحد عشية سفر شارون الى واشنطن لتنسيق الخطوات مع الادارة الامريكية حول هذا الموضوع. ولم يجر البت في الموضوع في جلسة امس وأجل الى الاحد القادم بحجة ان بعض الوزراء لم يعبروا بعد عن موقفهم في النقاش. والواقع ان هذه الجرجرة تندرج في اطار المراوغة لابتزاز تنازلات فلسطينية وتخفيف الضغط الدولي تحت يافطة ان عددًا كبيرًا من وزراء حكومة اليمين يعارض خطة شارون، وخلق الانطباع وكأن شارون اصبح رجل العدل والسلام والتسوية. فالوزير لنداو يقترح مقابل موافقته ان تلتزم الادارة الامريكية بأن لا تكون أي خطة او مبادرة بعد خطة فك الارتباط، أي شرعنة احتلال الضفة. ونتنياهو يقترح ثلاثة شروط لموافقته، ان تبقى جميع المعابر البرية والمائية والجوية تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية في القطاع، وان لا يبدأ الانسحاب من غزة الا بعد اتمام بناء جدار العزل العنصري، وان تلتزم الولايات المتحدة بشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين من أية اتفاقية مستقبلية.

إن احداث امس الدامية في  القطاع والضفة وخطة التآمر التصفوية في أروقة حكومة الكوارث اليمينية تعكسان حقيقة ان لا امل بتسوية تُنتظر في ظل حكومة الاحتلال والمجازر والقائمة.

("الاتحــــــاد")


الأثنين 22/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع