كلمة <<الاتحاد>>
أجمل التهاني وباقات الورد لكل الامهات في عيدهن

اليوم الأحد الواحد والعشرين من آذار صباحه منوّر رغم الغيوم الكثيفة قاتمة السواد التي تملأ عنان السماء. ففي هذا اليوم تصادف مناسبة متميزة عابرة لهوية الانتماء العقائدي والسياسي والديني والطائفي والعائلي، مناسبة عابرة للحدود الوطنية وللقارات، مناسبة "يوم الأم"، "عيد الام" اجلالا وتقديرًا وحبًا واعترافًا بجميل ودور "ست الحبايب"، رمز هوية الانتماء الاولى للانسان وللوطن وللحنان وللتضحية.

اننا بهذه المناسبة، التي من المفروض ان تكون سعيدة لو لفظ المجتمع قوى الطغيان والجريمة من الاوساط الحاكمة في العديد من البلدان، ومنها بلادنا، ورغم كل الظروف المأساوية التي نمر بها، نتقدم بأحر التهاني مصحوبة بأجمل باقات الورد الفوّاح الى جميع الامهات في  بلادنا وعالمنا. نبعث بتهانينا التضامنية مع الامهات في العائلات المنكوبة بأنياب الفقر والبطالة والعائلات احادية الوالدين، اللواتي تحرمهن سياسة السلطة وتصادر منهن التمتع ببهجة عيدهن. ونخال العديد من الاولاد يهمسون في سرهم بحسرة "العين بصيرة  واليد قصيرة" وهم يقبّلون "ستّات الحبايب" في عيدهن.
اننا في مختلف الايام، وفي يوم الام خاصة، قلبنا مع الامهات الفلسطينيات في المناطق الفلسطينية المحتلة وفي مختلف مخيمات واماكن الشتات القسري اللواتي يحرمن  طعم البهجة في مختلف الاعياد من جراء المآسي والجرائم بحق الانسانية التي يتعرض لها الشعب العربي  الفلسطيني. لا شك بأن آلاف الامهات الفلسطينيات في المناطق الفلسطينية المحتلة يتذكرن فلذات أكبادهن الذين أجرم الاحتلال وحرمهم من حق الحياة والحرية  والسيادة وحرم امهاتهم من أعز "ضريبة انسانية" - كل عام وانتِ بخير يا اماه، يأ أعز الحبايب في عيدك، ينطقها الابن والابنة وهو وهي يرتمي وترتمي في حضن الأم الرؤوم.

اننا اذ نرفع صوتنا في "يوم الأم" متضامنين مع امهات وشعب الانتفاضة الفلسطينية في نضالهما العادل من أجل زوال الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الغاشم وانجاز  الحق المشروع بالحرية والاستقلال الوطني، بالدولة والقدس والعودة، فإننا على ثقة بأن اطفال وشبان وصبايا فلسطين سيقدمون الورد يومًا، سيأتي حتمًا، الى الامهات في أجمل ربيع شم النسيم في الدولة السيادية المستقلة.

ولا يمكن في هذا الزمن الرديء، زمن بلطجة وحوش الغاب العرابيد من الغزاة المحتلين الانجلو امريكيين لأرض ما بين الرافدين، الا أن نبعث بتحياتنا التضامنية الى الامهات العراقيات والى الشعب العراقي الذي حُرم الابناء فيه من تكريم الامهات في عيدهن. ونحن على ثقة بأن ليل الظلام سيزول حتمًا، ولكُن يا كل الامهات من "الاتحاد" أجمل التحيات والتهاني وباقات الورد في عيدكن.

("الاتحـــــــاد")


الأحد 21/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع