تزوجوا وانجبوا بناتاً وبنين من خمسة وما فوق، "بعد في الدنيا خير".

احتلوا بلادي وهدموا قرانا وشردوا اهلها، وما زالوا يهدمون ويشردون ولكن، بعد في الدنيا خير.
بقي القليل بعد النكبة الاولى وهذا القليل اصبح اكثر من مليون، وبعد في الدنيا خير.
ما زلنا في بيوتنا نستيقظ في الصباح نسمع المآذن واجراس الكنائس، نشرب قهوتنا ونقول: صباح الخير، وندعو عابر السبيل ليشاركنا قهوتنا، بعد في الدنيا خير.

ما زلنا نتزوج ونبني، فيهدمون ونعود لنبني، نرقص ونغني ونحيا، بعد في الدنيا خير.
ما زلنا نرى ونسمع، نحس ونفكر، نفرح ونحزن ونضحك ونبكي لنكون، بعد في الدنيا خير.
ما زلنا نتنفّس، بعد في الدنيا خير.

ما زلنا في شفاعمرو وطمرة وسخنين والناصرة وحيفا وعكا، الجليل والمثلث والنقب، بعد في الدنيا خير.
ما زالوا يحتالون علينا ويضحكون على "لـِحانا" ويضطهدون ابناءنا لعـَلنا "نزهق" فنرحل ولكن "طويلة عـَنياعهم" ، بعد في الدنيا خير.

ما زالت امهاتنا ونساؤنا تنجبن اطفالا يرتجفون، يصرخون، ويحنّون الى رحم امهاتهم، بعد في الدنيا خير.
فلن يستطيعوا حبس هذه الارتجافة، ولا ان يُسكتوا هذه الصرخات، صرخات هذه الانتفاضة، انتفاضة الحياة، انتفاضة البقاء، فمرحى لكم ابناء الحياة، ابناء هذه الارض الطيبة، فتزوجوا وانجبوا بناتاً وبنين من خمسة وما فوق، بعد في الدنيا خير.

(البعنة)