جولة مع <<عرفزيون-2004>>:
ضحك ولعب وجد وغناء!


*في يومي الخميس والجمعة الماضيين، تسنى لي العيش مع جميع افراد مهرجان "عرفزيون- 2004"، من متسابقين وتقنيين ومنتجين وفنيين وراعين وحتى مقدمي البرنامج والاعلاميين وافراد الادارة، حيث انتقل جميع هؤلاء للاقامة في فندق "الاقواس السبعة" على سفح جبل القدس، بهدف تصوير المرحلتين الاولى والثانية من المسابقة التي سيصوت عليها الجمهور بعد مشاهدتهم لها على شاشة القناة الثانية، وفي الاذاعات المحلية ومن خلال موقع "فرفش" على الانترنت، والذي يرعى المهرجان مع شركة "اورانج" للهواتف الخلوية، وبنك القاهرة- عمان، وشركة الخطوط الملكية الاردنية الهاشمية.

**رحلة فنانين طويلة!

بدأت الرحلة من حيفا بمرافقة مقدمي البرنامج: الفنان كمال سليمان والمذيعة الحسناء سوزان حجار، والمتسابقة رنا خوري.. انا وسوزان، كنّا نتذمر من التأخير، وكمال يخترع القصص المضحكة عن سبب التأخير، ورنا مستمعة وغارقة بالحياد المؤدب.. الرحلة كانت طويلة من حيفا الى القدس. حدثنا كمال عن نجاح جولاته الفنية الأخيرة خارج البلاد، وطبعا لم يخلُ الأمر من تشنيف آذاننا بصوته الرخيم وعندما ألححنا بالاستماع للمزيد، وضع لنا شريطا غنائيا مسجلا لاغانيه وأسمعنا بعضه، ولم يقطع حبل الاستماع إلا المكالمات العديدة التي كانت تصل كمال بخصوص عمله في الحفلات الخاصة..
سوزان حدثتنا عن تعلقها الشديد بابنها فيكتور، وكم هي مشتاقة اليه، رغم انها لم تبتعد عنه بعد سوى ساعة من الزمن.. رنا حدثتنا عن دراستها الجامعية وبعض مشاريعها المستقبلية..

** عجقة وغداء متأخر!

وصلنا الى فندق "الاقواس السبعة" متأخرين عن الموعد المحدد، وعلى الفور، شعرنا بعجقة معينة، مدير المهرجان علي عباسي، ومساعدته فتحية عزام ومدير الانتاج الفنان صالح هيبي، وراعي المهرجان ايوب ايوب، والمخرج جمال صبحي - الكل يحرك ويجري المكالمات الهاتفية.. هذا يراجع برنامج المراجعات لتلك الليلة، وذاك يرتب برنامج التصوير ليوم غد، وآخر يفحص اذا كان الجميع تسلم الغرف، والمتسابقون يروحون ويجيئون في الاروقة، يسألون ويستفسرون ولا يخلو الأمر من سماع اغنية من هذا وذاك. وكأنهم يجرون التدريبات الأخيرة على اغانيهم.. عندما لاحظوا قدومنا، انهالت علينا السلامات والترحيبات والقبل.. رنا اندمجت مع زملائها المتسابقين وانا مع المنظمين والاصدقاء، وسوزان وكمال اخذا على الفور بترتيب اوراقهم. التقينا جميعا على مائدة الغداء المتأخرة!.. استقبلنا الشيف الرئيسي للفندق، وهو صديق قديم، عرفته من خلال زياراتي المتكررة للفندق، وفاجأنا بأكلة غريبة كعادته، واستمعنا بمتعة لوصفاته المطبخية العجيبة والخاصة به.. خلال كل ذلك، كان الفنان الياس عبود يتجول بين الحاضرين برفقة طاقم تصوير تلفزيوني بقيادة المصور خالد من طمرة، يجري اللقاءات ويشغل الجميع بألعابه المرفهة، وكأنه أخذ على عاتقه تسلية المشتركين الى جانب تصوير وتوثيق مجريات هذا الحدث الفني الرائع.. المصور جان ابو خضرة كان يعد العدة لمعركة تصوير طاحنة، فالمطلوب منه تزويد كل وسائل الاعلام بالصور الفوتوغرافية، وهو "قدها وقدود"!

**ضحك ولعب وحب!

بعد الغداء، توجه الجميع الى ستوديوهات "تلعاد" لاجراء المراجعة الأخيرة قبل التصوير.. وهناك تجمع المتسابقون في الغرف الجانبية والاروقة الضيقة، منتظرين البدء.. داخل الاستوديو ورشة عمل حقيقية في بناء الديكور وتنسيق الاضاءة، يقودها المخرج جمال صبحي، ومدير المهرجان علي عباسي.. بين المتسابقين كان اعضاء الفرقة الموسيقية المرافقة للغناء، بقيادة الفنان زيوار بهلول، ويلتف حول كل واحد منهم شلة معينة، وكانت اكبر هذه الشلل هي شلة الفنان زيوار، الذي يتحلى بروح فكاهية عالية ومستوى فني لا يقل في الفكاهة.. عازف الايقاع العكي احمد خليل، تفرد بالمتسابقين والمتسابقات صغار السن واخذ يظهر لهم قدراته في المقالب والتقليد والضحكات من حوله عالية.. الفنان صالح هيبي، اخذ الجانب الجدي الموجّه، بصفته احد اعضاء ادارة المهرجان الفاعلين.. وباقي العازفين تبادلوا فيما بينهم آخر الاخبار الفنية، عن اعمالهم ونشاطاتهم الأخيرة والمستقبلية.. بعدها جرت المراجعات بجو حماسي جميل، ثم عدنا جميعاً الى الفندق.. وهناك، انكب كمال سليمان وزميلته سوزان حجار على تحضير الاسئلة ليوم غد وتوزيعها فيما بينهم، وهكذا حتى نهاية السهرة.. المتسابقون تجمعوا حول مائدة عشاء مرتجلة، كان عنصرها الاساسي الكعك القدسي الشهير، وتحولت المائدة الى العاب وفوازير، كان بطلها عازف الايقاع احمد خليل، الملقب بـ "دعبل"، انضم اليه الياس عبود، الذي كان مستمراً في مهمته الترفيهية والتصويرية مع طاقم التصوير.. وهكذا استمرت السهرة مع العاب يبتكرها الياس ويزعمها احمد امام الكاميرا التوثيقية لكل حدث.

**دقّت ساعة العمل!

الجد وكل الجد، كان في اليوم الثاني، فمنذ الصباح والجميع يتحدث عن كيفية تصوير البرنامج.. فمن المعروف، ان الطريقة الجديدة للتصفيات في المهرجان ستتم على ثلاثه مراحل وعلى النحو التالي:
الجد وكل الجد، كان في اليوم الثاني، فمنذ الصباح والجميع يتحدث عن كيفية تصوير البرنامج.. فمن المعروف، أن الطريقة الجديدة للتصفيات في المهرجان ستتم على ثلاث مراحل وعلى النحو التالي:
المرحله الاولى- كل متسابق يقدم أغنيه طربية كلاسيكية، حيث يتم بث البرنامج على موقع فرفش والقناة الثانية في التلفزيون وفي "صوت إسرائيل" والاذاعات المحلية ، وسيتم التصويت من قبل جمهور المستمعين والمشاهدين عبر موقع فرفش أو بالأتصال الهاتفي لاختيار الاغنية الافضل.
المرحلة الثانية- يتم تقديم اغاني حديثة من قبل المتسابقين حيث سيتم بثها في نفس وسائل الإعلام المذكورة آنفاً ويتم أيضاً التصويت عليها من قبل جمهور المستمعين والمشاهدين.
اما المرحلة الثالثة والاخيرة، والتي سيتم بثها ببث حي ومباشر بالصوت والصورة حصرياً عبر موقع فرفش، يقدم فيها كل متسابق اغنية خاصة به والتي سيتم التصويت عليها من الجمهور عبر فرفش أو الاتصال الهاتفي إضافة الى لجنة تحكيم خاصة.  وسيتم تحديد النتيجة النهائية، من خلال نتائج المراحل الثلاث، لذلك الكل اهتم بمظهره وبطريقة ادائه، خاصة انه تم تسجيل الاغاني من قبل.. وخلال التصوير عادت الشلل لتجتمع مجددا، لكن بدون الموسيقيين هذه المرة، وواحد من المتسابقين، لانه  بطبيعة الحال، كان احد المتسابقين يؤدي اغنيته مع الفرقة امام الكاميرات.. الجديد في تجمعات اليوم، هي غرفة الماكياج التي يديرها مصفف شعر عربي، ومصممة ماكياج يهودية.. الملفت للنظر ان جميع المتسابقين كانوا يشجعون بعضهم البعض، وكأنه لا توجد منافسة فيما بينهم.. وكنت تجدهم يسدون النصائح ويعطون الملاحظات لبعضهم البعض، حتى وهم على مائدة الغداء الدسمة التي أقيمت في مطعم الستوديو.

**نتيجة معروفة!

في الحقيقة انني لاحظت التفاوت في الأداء، بين كل متسابق ومتسابق، لكني فرحت لهم فرداً فردًا، خاصة بعد تعرفي عليهم شخصياً، وهم: نردين جبران- الناصرة، نخله دحدل- الناصرة، ورود جبران- كفر سميع، جورج خوري- فسوطة، نجوان سليمان- الجش، رنا خوري- حيفا، انور سواعد- شفاعمرو،  رامي بشارات- يافة الناصرة،  شادي اصلان- المغار،  محمد اسدي- دير الاسد.
 كان هناك انسجام وصداقة بين الجميع، لا ادري كيف حصل هذا! ولكن فيما يبدو اننا سنرى دموع الجميع وهم يستمعون للنتائج الاخيرة للمهرجان، والتي ستقرع اجراس الفراق فيما بينهم، الفراق الذي اصبح احد النتائج المعروفة لهذا المهرجان.


تقرير: اسامة مصري
الخميس 18/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع