بناء على طلب النائب بركة:
بحث النقص الحاد في أخصائيي العلاج بالنطق في الوسط العربي


 القدس ـ لمراسلنا ـ عقدت لجنة المعارف البرلمانية، أمس الاربعاء، جلسة خاصة بناء على طلب النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، لبحث موضوع النقص الحاد في أخصائيي العلاج بالنطق في الوسط العربي.
وشارك في هذه الجلسة رئيس لجنة المعارف، ايلان شلجي، والنائب محمد بركة بالاضافة الى المسؤول عن التعليم العربي في وزارة المعارف، عبد الله خطيب، وممثلين عن الوزارة ومندوبين من وزارة الصحة ونقابة أخصائيي العلاج بالنطق وممثل عن مجلس التعليم العالي وممثلين عن "الائتلاف من اجل التعليم الخاص في الوسط العربي" وممثلين عن لجنة الاهالي للتعليم الخاص في النقب. .

إفتتح الجلسة رئيس اللجنة فأكد على أهمية بحث هذا الموضوع من اجل التوصل الى حل لمشكلة النقص الحاد في أخصائيي العلاج بالنطق في الوسط العربي، الأمر الذي يؤثر على تطور الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبدوره، شكر النائب محمد بركة رئيس لجنة المعارف على عقد هذه الجلسة بهذه السرعة، وقال انه من المهم بحث هذا الموضوع خاصة وان لجنة المعارف قد عقدت عدة جلسات على مدار سنين طويلة ولم يتوفر الحل حتى الآن.
وأضاف بركة ان هذا النقص هو ظاهرة خطيرة، اذ ان المعطيات تدل على ان هناك نقصا بحوالي 250 اخصائيا في الوسط العربي وان نسبة الطلاب العرب في هذا المجال هو قليل جدا، على الرغم من أن الوسط العربي يعاني من مشكلة الأولاد الذين يحتاجون الى أطر خاصة للتعليم والعلاج بالنطق وهذه المشكلة منتشرة جدا في الوسط العربي، وخاصة على خلفية زواج الأقارب.
وقال بركة انه يجب العمل على حل هذه المشكلة على عدة أصعدة: المهني منها، من خلال وزارة المعارف عن طريق منح الاولوية للطلاب العرب في مجال العلاج بالنطق، بالاضافة الى فتح فروع لتعليم هذا الموضوع في الجامات التي لا تدرّس هذا الموضوع، مثل جامعة بن غوريون في النقب، الذي يعاني سكانه من النقص في هؤلاء  الاخصائيين بشكل كبير.
وقال بركة ان هناك تقدما في هذا المجال ولكنه ليس كافيا. ففي ظل الوضع القائم لا يمكن سد الفجوة والحاجة لاخصائيي العلاج بالنطق قبل عشر سنوات.

وتحدث ممثل وزارة الصحة، البروفيسور اور نوي، عن هذه المشكلة فقال ان المشكلة ليست في هذا الموضوع فحسب، بل انها في العديد من المواضيع المشابهة مثل العلاج الطبيعي ( الفيزيوترابيا ) والعلاج النفسي ( البسيخولوجيا ) اذ ان شروط القبول لدراسة هذه المواضيع في الجامعات مطابقة لشروط القبول لدراسة الطب او المحاماة، وبالتالي فان الطلاب العرب يفضلون التوجه للطب او مواضيع اخرى وتبقى هذه المجالات تعاني من النقص.

وفي حديثه وجه البروفيسور دافيد حين، رئيس قسم التربية السابق في جامعة تل ابيب، إصبع الاتهام إلى مجلس التعليم العالي وحمله المسؤولية عن القبات التي تضعها الجامعات امام الطلاب وعدم اعطاء جامعة بن غوريون في النقب الامكانية لفتح مسار اكاديمي لتخريج المعالجين بالنطق.

وعن "الائتلاف من اجل التعليم الخاص في الوسط العربي" تحدثت رلى حمدان، من جمعية "شتيل"، فقالت ان هذه المشكلة مركبة وواسعة في الوسط العربي اذ ان طلاب الجامعات العرب الذين ينوون دراسة موضوع العلاج بالنطق يواجهون مشكلة شروط القبول في الجامعات والتي ترتكز في الاساس على ان يكون الطالب بالغا من العمر 20 عاما على الأقل، اي ان الطلاب الذين يتخرجون من المدارس الثانوية يجب عليهم الانتظار سنتين على الأقل لبدء التعليم. ولهذا يجب على وزارة المعارف، وبالتعاون مع مجلس التعليم العالي ووزارة الصحة، ان تقوم بفتح مسارات لتعليم هذا الموضوع في جامعة بن غوريون في النقب وان يتم التوجه لجامعتي حيفا وتل أبيب من اجل تغيير شروط القبول لهذا الموضوع من اجل افساح المجال لخريجي الثانويات العرب ان يتعلموا هذا الموضوع حال تخرجهم.
كما طالبت من خلال اللجنة بالتوجه لوزارة المعارف ووزارة الصحة من اجل تحضير برنامج للاعتراف بالخريجين الذين يحصلون على شهاداتهم من الجامعات خارج البلاد، مثل الجامعات في الاردن.

وتحدثت كميليا بولس، من جمعية " بزخوت " وعن "الائتلاف" فقالت انه اذا لم يتم ايجاد حل سريع فان المشكلة ستتفاقم الى الاسوأ اذ انه خصص للوسط العربي ما يقارب الـ 65 ساعة لموضوع العلاج بالنطق. وفي الواقع فان ما يستغل في الوسط العربي هو 10 ساعات فقط وذلك بسبب النقص في الاخصائيين الذين يفضلون العمل بشكل خاص وليس عن طريق وزارة المعارف. وهذا يؤثر على الاولاد الذين يحتاجون للعلاج بالنطق.
وعن جمعية " يديد " للحقوق الاجتماعية، والتي هي جزء من الائتلاف، اقترحت كاريمان ابو طه أن تقوم وزارة المعارف بتوفير منح للطلاب الذين انهوا تعليمهم في موضوع التربية ليستكملوا تعليمهم في مجال العلاج بالنطق من اجل زيادة عدد الاخصائيين العرب في هذا المجال. 

وعن وزارة المعارف، تحدث عبدالله خطيب فقال ان وزارة المعارف على علم بهذه المشكلة وعلى علم ايضا بان الوعي لهذا الموضوع في الوسط العربي غير كاف ولهذا قامت الوزارة بتوزيع مواد على المدارس العربية من اجل رفع الوعي وحث الطلاب على تعلم هذا الموضوع وان وزارة المعارف مستعدة لاعطاء منح للطلاب العرب لتعلم هذا الموضوع شرط ان يتعهد الطلاب بالعمل في اطار وزارة المعارف وليس في القطاع الخاص.
وعن نقابة اخصائيي العلاج بالنطق قالت البروفيسور استر درومي، رئيسة قسم التربية في جامعة تل ابيب، ان هنالك ارتفاعا في نسبة الطلاب العرب في هذا المجال ولكن مجلس التعليم العالي لا يوفر لهم الاطر المناسبة من اجل التأقلم في هذا المجال.

وتلخيصا للجلسة قال شلجي ان اللجنة تعبر عن قلقها من هذا النقص في اخصائيي العلاج بالنطق وتاُثيره على الاولاد الذين يحتاجون لهذا العلاج وانه سيعقد جلسة أخرى للجنة في بداية الدورة الصيفية للكنيست، على ان يقوم مجلس التعليم العالي بفحص كل الامكانيات التي طرحت من اجل حل هذه المشكلة وفتح المجال امام الطلاب العرب للاندماج في مسارات تعليم العلاج بالنطق من خلال التوجه لجامعتي حيفا وتل ابيب لالغاء شرط القبول الذي يتعلق بالعمر وفحص امكانية فتح مسار تعليمي لهذا الموضوع في جامعة بن غوريون في النقب.


الخميس 18/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع