كلمة <<الاتحاد>>
يتحدّثون بلغة القتل والدماء

نرى من الأهمية بمكان ان نعود ونكرر مرارًا ان قضية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني هي أولا وقبل كل شيء قضية سياسية تتعلق بحق الشعب الفلسطيني الذي سلبت حقوقه السياسية بتشريد غالبيته الساحقة الى منافي اللجوء القسري خارج حدود وطنه ومعاناة جزء عضوي منه تحت نير الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 67 وقسم منه يواجه مظالم سياسة القهر القومي  والتمييز العنصري السلطوية الممارسة. ولكونها قضية سياسية اولا فلا يمكن حلها الا سياسيًا وعلى أساس الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني غير القابلة للتصرف، الاعتراف بالدولة والقدس والعودة الى جانب دولة اسرائيل.
نؤكد كل ذلك ونحن نواجه حكومة لا تتحدث الا من فوهة مدافع الدبابات وصواريخ الطائرات وبلغة المجازر والقتل والدماء على امل حسم قضية الصراع مع الشعب الفلسطيني عسكريًا وطمس القضية السياسية من خلال الترويج الديماغوغي للأمن والارهاب وتصوير الضحية الفلسطينية بأنها الجلاد والجزار. ومنذ ان استلم شارون قيادة الحكم سوية مع احزاب اليمين والاستيطان والحرب حاولت ذئاب الاحتلال تجسيد مقولة "دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر"! وجرى تصعيد همجي للمجازر واعمال التدمير والهدم ضد الفلسطينيين وقادتهم في المناطق المحتلة بهدف حسم المعركة سياسيًا وتركيع شعب الانتفاضة عند اقدام املاءات شارون الاستسلامية! أجرم المحتل وصمد شعب لم تعلمه جروحه النازفة سوى التحدي والصمود دفاعًا عن حقه في الوجود والحياة والحرية والاستقلال. وفشل هولاكو القتل والدمار في حسم الصراع عسكريًا وافشل مختلف مبادرات وجهود وقف النزيف وخلق الظروف لمفاوضات تسوية سياسية. وجرائم المحتل وعصابات مستوطنيه ضد المدنيين الفلسطينيين غذت القوى المغامرة في الطرف الفلسطيني ودفعتها الى ارتكاب الجرائم ضد المدنيين من الناس الأبرياء في اسرائيل والتي لا تجلب سوى الضرر الجسيم للكفاح الفلسطيني العادل ولا يستفيد من ورائها سوى حكومة الاحتلال والكوارث الشارونية.
في خطابه امام الكنيست امس الاول عاد شارون ومن بعده الطاقم السياسي - الامني الى ترديد لغة الوعيد والقتل والدماء والتصفيات ردًا على العملية التفجيرية في ميناء اشدود. لقد دِنّا هذه العملية كما دنّا مختلف عمليات قتل الابرياء ان كانوا من الفلسطينيين او من الاسرائيليين، ولكن قبل الجريمة في اشدود وفي يوم حدوثها وبعدها ارتكبت قوات الاحتلال العديد من الجرائم والمجازر ضد المدنيين في البريج والنصيرات ورفح وغيرها. الفعل ورد الفعل المخضبان بالدماء، ودوامة من الدماء النازفة لا اول لها ولا آخر. والتهديدات الشارونية الجديدة تعني تصعيدًا جنونيًا جديدًا للعدوان الدموي على الشعب الفلسطيني لن تخرج حكومة اليمين من أزمتها الخانقة ولن تحسم الصراع أبدًا، لا مفر من تفعيل مختلف مكابس الضغط الدولية المختلفة للجم الوحش الاحتلالي وإلزامه بوقف عدوانه والجلوس حول طاولة التفاوض لانجاز التسوية العادلة، فالاحتلال كان ولا يزال مصدر الآلام والمآسي للشعبين.

("الاتحـــــــــــاد")


الأربعاء 17/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع