صوت واحد فقط ينقذ شارون وحكومته:
شارون:الحوار مع الفلسطينيين مستحيل!

* بركة: ليس في جعبة شارون إلا الأكاذيب وهدف تكريس الإحتلال والإستيطان"!*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- نجت الحكومة،أمس الاثنين، بفارق صوت واحد فقط ، من هزيمة سياسية، بعد تحويل التصويت على بيان رئيس الحكومة السياسي الى "تصويت ثقة" بالحكومة ورئيسها، واسفرت نتائج التصويت عن فوزه بأغلبية (46) صوتا مقابل (45) صوتا!
وكان رئيس الحكومة، اريئيل شارون، قد القى خطابا سياسيا، استجابة لطلب المعارضة بأن يعرض تفاصيل خطة "فك الارتباط" التي بادر اليها. وفي نهاية خطابه طلب رئيس الحكومة ان يكون التصويت على الخطاب تصويتا بالثقة به. وجاء هذا الطلب بعد اعلان اعضاء الكنيست عن "الاتحاد القومي" انهم سيصوتون ضد بيانه السياسي.
وعلى الرغم من تحويل التصويت على الخطاب الى تصويت بالثقة، الا ان اعضاء الكنيست عن "المفدال" وعن "الاتحاد القومي" لم يدعموا خطاب شارون، حيث انسحب اعضاء "المفدال" من الجلسة، بينما بقي اعضاء "الاتحاد القومي" في الجلسة، لكنهم لم يشاركوا في عملية التصويت.
وقال شارون في خطابه انه لن يستطيع عرض تفاصيل الخطة امام الكنيست، قبل عرضها امام اعضاء الليكود واعضاء الائتلاف الحكومي ورئيس المعارضة!! واضاف شارون انه سيعرض التفاصيل امام الكنيست في اللحظة التي ستجري خطوات عملية نحو تنفيذ الخطة. لكن شارون أورد "تبريرات" لخطته هذه، قائلا أن "الحوار مع الفلسطينيين مستحيل، لأن قيادتهم تفتقر إلى الشجاعة والقدرة على محاربة الإرهاب"!
وشارك النائب محمد بركة، رئيس كتلة "الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير" في النقاش، حيث افتتح كلمته بتوجيه العزاء الى الشعب الاسباني على فقدانه الكبير، والى عائلات ضحايا عملية اشدود الانتحارية، والى ابناء الشعب الفلسطيني الذين يقتلون يوميا تحت نير الاحتلال الاسرائيلي.
وقال بركة ان خطة "فك الارتباط" الوحيدة التي يراها هي " فك ارتباط  رئيس الحكومة عن الواقع، حيث ان شارون لا يميز ولا يرى الانهيار المستمر من حوله، ولا يرى الدماء التي تسيل يوميا من حوله، والطريق المسدود الذي اوصل اسرائيل والمنطقة اليه".
وقال بركة ان رئيس الحكومة لا زال يضلل الرأي العام، ويحاول الهاءه عن فشله السياسي والشخصي. وتساءل بركة: "هل سمع احد عن خطة دون تفاصيل ودون موعد تنفيذ أقصى ودون موعد لاقرارها في الحكومة؟". واكد انه "لا توجد لدى رئيس الحكومة أية خطة، ولكن لديه هدف واحد هو ابقاء الاحتلال والاستعمار". واضاف بركة: "حتى لو توجه شارون نحو اخلاء غزة، فانه قد طلب الثمن مسبقا من الامريكيين والفلسطينيين، وهو ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والاعتراف بمسار الجدار المجرم الذي بني على ارض فلسطينية، وفي نهاية الامر لن يكون سلام ولا أمن ولا خطة ولا فك ارتباط".
وقال بركة: "لا توجد في جعبة شارون أية خطة سياسية، وانما هنالك اكاذيب تعيد نفسها". واكد: "نحن سنبارك كل ما من شأنه تقليص الاحتلال والاستيطان والقضاء عليهما، ان كان ذلك خطة احادية الجانب او ثنائية او متعددة الاطراف. لينسحب شارون بأية طريقة يريد، لكن لينسحب. انا لا اظن انه سيفعل ذلك، وان فعل فسيطلب في المقابل ثمنا يكرس الصراع والاحتلال".


الثلاثاء 16/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع