كلمة <<الاتحاد>>
الفصل العنصري يصل الى الكنيست!

فضيحة جديدة تدمغ جبين الفاشيين العنصريين المعادين للعرب، وتعكس مدى التدهور السريع في مستنقع آسن تتكاثر فيه جراثيم الفاشية العنصرية المعدية وسريعة الانتشار. فلم تهدأ بعد العاصفة التي رافقت الكشف عن العصابة الارهابية السرية، الفاشية  العنصرية اليهودية التي حاولت وخطّطت تفجير وتصفية نواب وشخصيات عربية ومن منطلق الكره والعداء البهيميين للعرب، لم تهدأ بعد هذه العاصفة حتى كشف النقاب عن ظاهرة اخرى من ظواهر التوجه العنصري ضد العرب. فأنياب ذئب العنصرية الفاشية وصلت الى الكنيست (البرلمان). فقد اتضح امس الثلاثاء، ان العمال العرب العاملين في بناء القسم الجديد من بناية الكنيست قد جرى فرزهم عن جميع العاملين بوضع علامة "اكس" (x) حمراء على الخُوَذْ التي يعتمرونها في اثناء العمل!! ولماذا هذا الفرز العنصري بعلامة الخطر "اكس" الحمراء؟ الجواب الذي يقدمه ايتام النازية هو: حتى يتمكن القناص المسلح الموجود في المكان مراقبة ومتابعة خطوات العمال العرب!!

إن هذا التوجه والعمل العنصري المدانين يعنيان اولا وقبل كل شيء ان العربي لا تشفع له مواطنته فهو انسان مشبوه، مشكوك في أمره، ومعاد، ويجب الحذر منه لمجرد انه عربي "ولا مفر" من ملاحقته ووضعه دائمًا تحت مجهر عين الامن الساهرة! وهذا يعكس ثانيًا، اتساع دائرة العقلية العنصرية الفاشية التي يجب ان تعيد الى الاذهان، وخاصة الى اذهان اولئك من اليهود ضحايا النازية، الذين فرزتهم وحوش النازية الشوفينية العنصرية الهتلرية عن الالمان وغيرهم من القوميات بعلامة الارقام لتسهيل التعرف عليهم بهدف اضطهادهم وافتراسهم. ولا يزال البعض من الناجين من انياب النازية الهتلرية يحمل على جسده، على يده الرقم والعلامة المميزة المحفورة باللون الاسود والازرق.

لقد جرى دهن اكس الفرز العنصري على خوذة العامل العربي بحجة حماية عرض الامن وفي وقت لم يجر فيه وضع العلامة المميزة على خوذ ورؤوس العمال الاجانب في نفس المكان!! وهذا يعني ان مكانة المواطن العربي أصبحت في ظل السياسة العنصرية المعادية للعرب حتى أقل مكانة من العامل الاجنبي. كما ان حجة الامن لا تستطيع ستر عورة التوجه العنصري المعادي للعرب، إذ ان أي عامل كان لا يُقبل للعمل في الكنيست والمنطقة التابعة لها الا بعد ان يمر بمرحلة من التحقيقات الامنية معه، عن تاريخه وسلوكه وحتى قراءة ملفه الشخصي كاملا الذي تحتفظ به دوائر المخابرات.

اننا إذ نستنكر هذا التصرف المعادي للعرب، فإنه من الاهمية بمكان الاشارة الى حقيقة ادانة رئيس الكنيست، روبي ريفلين، لهذا العمل العنصري واعطائه الاوامر بإزالة العلامات العنصرية المميزة من على خوذ العمال العرب. كما انه من الاهمية بمكان التأكيد ان درن سرطان العنصرية الفاشية ينتشر في مختلف الاماكن وعلى مختلف الصعد، الامر الذي يستدعي تصعيد الكفاح السياسي الجماهيري الدمقراطي اليهودي العربي لمواجهة ودفن مختلف مظاهر العنصرية الفاشية.

("الاتحـــــــــاد")


الأربعاء 10/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع