*يوماً بعد يوم، تتاكد نظريتي بأن حيفا، اصبحت العاصمة الثقافية للعرب، بغض النظر عن كونها سحبت البساط من تحت ارجل الناصرة، أم ان الناصرة ركلت البساط برجليها.. ولن اناقش الذين يدعون الى عودة الناصرة، لتكون هي العاصمة الثقافية للعرب.. فمن جهتي اريد ان تكون كل المدن والقرى العربية بؤر للثقافة والنشاطات الثقافية، واعتبر التحول الذي حصل في حيفا، ليس بفضل مخططات مؤسساتية لها غاية في نفس يعقوب، فلو ان كل المخططات التي تهدف الى ضرب العرب بهذا الشكل، فيا اهلاً بهذه المخططات.

في حيفا وبالذات في جامعتها، انطلقت فكرة تأسيس فرقة موسيقية غنائية، كان اساسها طلاب يدرسون الموسيقى، وقف على رأس هذه الفكرة الفنان توفيق خورية من شفاعمرو.. "صحيح اننا لا نقدم اغاني خاصة بنا، لكننا نقدم نوعية مختارة، هدفها الوصول الى كل شرائح المجتمع وكل الأجيال، وبرز هذا واضحا في برنامجنا الغنائي المتكامل الأول الذي قدمناه في حيفا على مسرح الميدان"- يقول توفيق خورية.

"اما بالنسبة لتسمية الفرقة ("مجموعة مزاج علني")- يضيف خورية- نحن جئنا من الناس، وما يميزنا اننا نجيد العزف والغناء، ولدينا روح موسيقية ومتحدين في المزاج الفني، المزاج النابع من الناس اصلاً. لذلك اردنا ان يكون المزاج علني، وهكذا جاءت التسمية".

كان من الملاحظ جداً، ان برنامج فرقة "مجموعة مزاج علني" الذي قدمته في عرضها قبل اسبوع، انه يحتوي على عدّة الوان غنائية وعدّة انماط موسيقية، تستجيب مع معظم الاذواق الموسيقية، وغير مقتصرة على نوع محدد، او على مجموعة معينة، شعبية كانت ام "مثقفة موسيقية"!.. تعالوا نستعرض ما قدمته الفرقة حتى نتأكد من ذلك.
البرنامج كان كما يلي: 1- معزوفة سماعي حجاز كار كرد 2- "يا مسافر وحدك" لعبد الوهاب 3- "راجعين يا هوا" لفيروز 4- "جنّات عمد النظر" لوديع الصافي 5- "بلدي المحبوب" لعبد الوهاب 6- "رح حلفك بالغصن" لوديع الصافي 7- "سلّم عليها يا هوا" لملحم بركات 8- "سألوني الناس" لفيروز 9- معزوفة لونغا رياض 10- "عهدير البوسطة" لفيروز 11- "اسمع يا رضى" لزياد الرحباني 12- "حالي تعباني" لزياد الرحباني 13- "قلتلي تركتك" لزياد الرحباني 14"الليل يا ليلى" لوديع الصافي 15- "عودت عيني" لأم كلثوم"، وبعد انتهاء العرض طالب الجمهور بتقديم المزيد، فقدموا اغنية اضافية "شو هالأيم" لزياد الرحباني.

لقد لاحظ اعضاء الفرقة تجاوب الجمهور مع بعض الأغاني، صفقوا خلالها وصفقو بعدها " لكننا نسعى الى سماع احدهم يهتف: ألااااااااااه، طويلة صادرة من القلب، لاننا بصراحة نحن نخاطب القلب، ونريد للمتلقي ان يسلطن معنا، لا ان يفكر ويحلل ويبحث من اين اتت هذه النغمة او لماذا، نحن ليسوا في محاضرة موسيقية خاصّة بفئة نخبوية، نحن مزاج علني!!!"- يعلق توفيق خورية.

عن احلامهم للمستقبل، يقول خورية: "فكرة الأغاني الخاصة فكرة ممتازة، لكننا نسعى في البدء لتكريس اسم الفرقة بين كل الناس، وبعدها سنفاجئهم بما هو جديد.. لدي افكار عديدة حول ما سنقدم في المستقبل، ويشاركني جميع اعضاء الفرقة بأحلامي، فكل واحد منهم لديه ما يقدمه ضمن هذا الإطار، فنحن في العمل نتقاسم كل شيء، من افكار وتطلعات".
تتشكل الفرقة من (8) اشخاص وهم: توفيق خورية (عود وغناء- شفاعمرو)، تامر خورية (عود- شفاعمرو)، مهران مرعب (قانون وبزق- الرامة)، ابراهيم سابا (كمان- حيفا)، عبدالله ابو القاعود (كمان- شفاعمرو)، هشام خوري (كونترا باص- المغار)، الياس حبيب (ايقاعات- حيفا)، بول مارينا (كورال- حيفا).

من بين كل الاعضاء، اريد ان اتوقف عند واحد منهم، وهو عازف الايقاع المبدع الياس حبيب، فهو الدينمو المحرك للفرقة، اذ يهتم بكل كبيرة وصغيرة، ويأخذ من مزاج الجميع ليركزه في مزاج واحد يخرجون به الى الناس.. حبيب يعمل مع عدة فرق غنائية وموسيقية، محلية ويهودية وعالمية، ولم يكن متحمساً في كل ما عمل سابقاً كما هو مع "مجموعة مزاج علني".. على المسرح يقود الفرقة ويعطيهم اشارة البدء، وخارج المسرح يهتم بالمدعويين وايضا بالعلاقات العامة.. البسمة لا تفارق محياه، انسان بسيط جداً، لكنه يختزن طاقة فنية وانسانية كبيرة، يوزعها على زملاؤه وعلى الجمهور ولا ينضب.